لنعلم أبناءنا الإيجابية

الرئيسية » بصائر تربوية » لنعلم أبناءنا الإيجابية
dad-children21

إن أبناءنا أمانة في أعناقنا نسأل عنهم يوم الدين، فهل سألنا أنفسنا يوماً عن مدى حسن تربيتنا لهم؟ عن مدى مساهمتنا بإيجاد جيل واع مؤمن بربه، يتحلى بالأخلاق الحسنة وبالإيجابية المطلوبة التي لها أكبر الأثر على شخصية أبنائنا وتصرفاتهم ومواقفهم وقراراتهم المستقبلية.

إن زرع ما يسمى بالإيجابية هو مهمة تحتاج إلى علم ودراية من #الوالدين، فهي حصيلة تعامل يومي وتربية وتعليم من قبل الأم والأب على حد سواء. ولكن هناك سؤال هام يحتاج إلى إجابة ألا وهو كيف نربي أبناءنا على #الإيجابية بحيث نمد مجتمعاتنا بأجيال تحرص على بناء المستقبل المشرق لها ولمجتمعاتها؟

إن من أهم عناصر #التربية الحديثة هي عدم قمع #الأبناء واحترام آرائهم وفي حالة حدوث أي خطأ من قبل الأبناء، على الآباء والأمهات مراعاة تصحيح الخطأ بطريقة سليمة بعيدة كل البعد عن العنف، بحيث يبين ويوضح الأهل الخطأ والصواب لأبنائهم ويتم تعليمهم من خلال ذلك أيضاً أهمية احترام الرأي الآخر دائماً. كما أن على الأهل أن يكونوا مستمعين جيدين ومحاورين أذكياء؛ حتى يتعوّد الأبناء لغة الحوار، وأثره الفعال في نجاح التواصل مع الآخرين.

على الأهل أن يكونوا مستمعين جيدين ومحاورين أذكياء؛ حتى يتعوّد الأبناء لغة الحوار، وأثره الفعال في نجاح التواصل مع الآخرين

محبة مع الثواب والعقاب

أن أهم ما يحتاج إليه أبناؤنا منا هو علاقة المحبة والرحمة والتوجيه والحزم في بعض المواقف، فهذه الأمور مطالب بها كل أم و أب فلنعلم أن إغداقنا المال والهدايا على أبنائنا لا يعني شيئاً حال حرمناهم مما هو أهم من ذلك بكثير، ألا وهو الحب والاهتمام  . فلن يعوض غياب الحب كل الهدايا والأموال.

من جانب آخر علينا أن نوضح لأبنائنا نظام الثواب والعقاب في هذه الحياة منذ نعومة أظفارهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر: منذ الطفولة إن قام الأبناء بعمل جيد يقابلون بتصفيق أو قبلة أو أي تعزيز يجده الأهل مناسباً، وإن حصل العكس يقابلون بعدم الرضا كنظرة عتاب أو حرمان من شي يحبونه مثلاً. على أن يوضح الخطأ ويعطى الأبناء فرصة لفهم خطئهم ومحاولة تصحيحه إن أمكن.

قدروا ذواتهم!

يشكو الكثير من الآباء والأمهات من أن أبناءهم لا يملكون الثقة الكافية لمواجهة الحياة الاعتيادية أو مواجهة الآخرين، متذرعين أن الخجل هو السبب الوحيد في ذلك! لكن دعونا نعترف بأن السبب الرئيسي في معظم الأحيان لشعور الأطفال بالخجل وعدم تقدير الذات هو أساسه تربية الأهل. فهؤلاء الأطفال لم يعتادوا على إعطاء آرائهم في أي أمر، بل كانوا دائماً ظلاً وتبعاً لآبائهم وأمهاتهم.

السبب الرئيسي في معظم الأحيان لشعور الأطفال بالخجل وعدم تقدير الذات هو أساسه تربية الأهل. فهؤلاء الأطفال لم يعتادوا على إعطاء آرائهم في أي أمر، بل كانوا دائماً ظلاً وتبعاً لآبائهم وأمهاتهم

ولهذا فإن التصرف التربوي الصحيح من قبل الأهل هو استشارة الأبناء في بعض الأمور التي يستطيعون إبداء رأيهم بها. عليهم أن يسألوهم ، يطلبوا رأيهم ولا يربونهم على القمع والتحكم بهم حتى تتبلور شخصياتهم وتقوى ويستطيعون مواجهة كافة ظروف حياتهم بكل قوة حينما يكبرون، فما يزرعه الأهل في أبنائهم في صغرهم يحصده الأبناء في شبابهم ومستقبلهم.

ومن أهم الطرق التي تساعد أبناءنا على تكوين الشخصية المتزنة الواعية، اعطاؤهم فرصاً تمنحهم الاستقلالية والاعتماد على النفس.

امنحوهم فرصاً ليشاركوكم قراراتكم. فمثلا اسألوهم أي نوع من الملابس يحبون أن يشترى لهم، اطلبوا منهم الاهتمام بأمورهم بأنفسهم كترتيب حقائبهم وخزائنهم وتجهيز أنفسهم للنوم من غير تدخل الأهل، فيتعلمون مثلاً أن هناك ساعة محددة تحملهم على ارتداء ملابس النوم دون الحاجة إلى التذكير المستمر أو المساعدة من قبل الأهل ، كذلك مساعدتهم على تحمل مسؤلية الاستيقاظ المبكر للذهاب إلى مدارسهم.

حصيلة القول، لا تجبروا أبناءكم على شيء لا يحبونه ما لم يكن ضرورياً  ، اعطوهم مسؤولية معينة ولتتابعوا مدى تحملهم لها، أثنوا عليهم وشجعوهم على أخذ وتحمل المزيد من المسؤوليات حتى يكبروا ويصبحوا أفراداً صالحين قادرين على تحمل المسؤليات الملقاة على عاتقهم. اجعلوا أبناءكم يشعرون بالفخر بأنفسهم إن قاموا بعمل جيد، اعملوا على زيادة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. و أشعروهم بقيمتهم وبأنهم أفراد مهمين وبأن رأيهم هام للأسرة.

لا تعقدوا المقارنات..وكونوا قدوة لهم

يعاني العديد من أبنائنا من عقدة النقص، والسبب في ذلك جلي واضح، فالأهل لا يتوقفون عن عقد المقارنات بين أبنائهم والآخرين مما يدمر الأطفال ويقتل الثقة ويزعزع الشخصية. لذا من المهم جداً معرفة ضرورة تقديم الدعم للأبناء وتوجيههم للإيمان بقدراتهم، وبأن باستطاعتهم تحقيق ما يصبون إليه. اجعلوهم يرددون كل صباح بأنهم أقوياء، أذكياء وقادرون على النجاح والوصول إلى أفضل النتائج. فإن صدق وآمن الطفل بنفسه وبقدرته على تخطي كل العقبات، فلن يوقفه عن النجاح شيء مهما كان. فلنساعد أبناءنا ولا نذكر الغير على سبيل المقارنة أبداً.

علينا أن لا ننسى أهمية القدوة الحسنة في حياة أبنائنا، فالأب هو القدوة الأولى لابنه. فمن المتعارف عليه أن الطفل يرى بأن والده هو أفضل إنسان على وجه الأرض، لذا يسعى جاهداً لتقليده في كل المجالات. فمثلاً إن قام الأب بتدخين السجائر، يحرص الابن على تقليد أبيه ليصبح هو الأخر مدخنا كأبيه تماماً. وإن كان الأب حريصاً على الذهاب إلى لمسجد والصلاة فيه قلده الابن وحرص على الذهاب إلى لمسجد كوالده. لذا على الأهل ان يكونوا في غاية الحرص على إظهار كل ما هو جيد لديهم؛ لأنهم القدوة لأبنائهم فليتقوا الله فيهم بحيث لا يرون من أهلهم إلا العمل الصالح والقول الطيب.

ساعدوهم على تطوير ذكائهم العاطفي وهو ما يتضمن فهمهم لعواطفهم وتقديرهم لعواطف الآخرين مما يعينهم على حسن إدارة سلوكاتهم تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين. علموهم أن يتقبلوا أنفسهم، ربوهم على الأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله. علموهم على تقبل النقد مهما كان، فنظرتهم إلى النقد هي التي تحوله إلى نقد سلبي أو إيجابي. وأخيراً علموهم تحديد أهدافهم وكيفية الإصرار على النجاح وليكن شعارهم في الحياة نحن إيجابيون إذن نحن ناجحون!

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
باحثة وأديبة ومحاضرة في الأدب والفكر، لها العديد من البحوث والمؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية. حاصلة على شهادة الدكتوراة في التعليم (القيادة التربوية والإدارية). تقوم بتقديم العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مجالات عديدة. درست الأدب الانجليزي والشريعة الإسلامية. وقدمت مساهمات في العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية فيما يختص بتطوير التعليم وطرائقه. لها اهتمامات عديدة في مجالات الأسرة وكذلك تنمية وتطوير الذات.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …