الأقصى تحت حصار الاحتلال والردود العربية “خجولة”

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » الأقصى تحت حصار الاحتلال والردود العربية “خجولة”
PALESTINIAN-ISRAEL-CONFLICT-JERUSALEM-ATTACK

يشهد المسجد #الأقصى أحداثا غير مسبوقة منذ عام 1967، تتمثل في إغلاقه ومنع المصلين من دخوله واقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي باحات الحرم القدسي، واعتلاء أسطحه، واستخدام الرصاص المطاطي والغازات المدمعة، وإخلاء الحرم من المصلين والمعتكفين فيه، والسماح لأعداد كبيرة من المستوطنين بدخوله.

مقابل ذلك، لم تعد الصرخات أو التنديدات الخجولة التي ترد من هنا وهناك، أو الدعوة إلى احترام المقدسات والتوقف عن استفزاز المسلمين؛ قادرة على إيقاف الانتهاكات تجاه الأقصى، وتثير تساؤلات من قبيل: متى يفيق العرب؟ ومتى يتحرك قادة العالم الإسلامي؟ ومتى تصحو الجامعة العربية؟ ومتى تستيقظ منظمة التعاون الإسلامي من غفلتها؟ ومتى تهب الشعوب لنصرة الأقصى؟

وبالنظر إلى تفاعل البلاد العربية والإسلامية إزاء ما يتعرض له الأقصى فلم يرتقِ إلى المستوى المطلوب، فبدت مواقفها باهتة، إذ اكتفت بالتصريحات والتنديدات "الخجولة" التي لم تعد تلقَ آذاناً صاغية من المجتمع الدولي او الاحتلال لوقف انتهاكاته ضد المدينة المقدسة.

وتواصل الدول العربية والإسلامية سباتها العميق حيث اقتصرت ردود أفعال القليل منها على إدانة الاحتلال، والتعبير عن القلق البالغ إزاء الأحداث الجارية، التي لم تحرك ساكناً فيما يجري الآن في المدينة المقدسة.

وكانت قوات الاحتلال قد منعت إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف، متذرعة بالعملية البطولية التي وقعت صباح الجمعة الماضية، وأدت الى استشهاد ثلاثة شبان، ومقتل اثنين من جنود الاحتلال، قرب باب الأسباط بمدينة القدس المحتلة.

د. أحمد فارول: رغم أن إغلاق المسجد الأقصى حادثة كبيرة، إلا أنها لم تلقَ اهتماماً كبيراً من الدول العربية والإسلامية بل إن بعض الدول ليس لديها علم بما يجري هناك

الكاتب والباحث التركي د. أحمد فارول قال: إن هناك قصوراً عربياً وإسلامياً في التحركات تجاه نصرة المسجد الأقصى المبارك، وخاصة إثر قرار الاحتلال بإغلاقه أمام المصلين.

وقال فارول في تصريح لـ "بصائر" رغم أن إغلاق المسجد الأقصى حادثة كبيرة، إلا أنها لم تلقَ اهتماماً كبيراً من الدول العربية والإسلامية"، مشيراً إلى أن بعض الدول ليس لديها علم بما يجري هناك.

وأكد رفضه التام لقرار إغلاق الأقصى، مضيفاً "الأقصى لكل المسلمين ويجب أن ندافع عنه، وأن يكون مفتوحاً للجميع في كل الصلوات، خاصة يوم الجمعة".

وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى تقسيم الأقصى بين اليهود والمسلمين، من خلال السماح للمستوطنين باقتحامه، معتبراً العملية التي وقعت قبل أيام "رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال ودفاعاً عن الحرم القدسي".

وأشار الباحث التركي إلى أنه ضمن عملهم في الجانب الإعلامي، يحاولون الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والكشف عن الانتهاكات "الإسرائيلية" بحقهم، خاصة فيما يتعلق في الأقصى، داعياً إلى ضرورة تكثيف النشاطات الإعلامية المناصرة للأقصى، من أجل تشجيع المسلمين على الدفاع عنه.

ردود تقليدية

د. وليد المدلل: انشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية، دفع الاحتلال لممارسة انتهاكاته ضد الأقصى

من جهته، يرى الدكتور وليد المدلل المختص في الشأن الدولي، أن ردود الفعل العربية والدولية الحالية، لا ترقى لمستوى الأحداث الجارية في الأقصى، واصفاً إياها بـ "التقليدية".

وأوضح المدلل خلال حديثه لـ "بصائر" أن الشعب الفلسطيني ملّ من كثرة الوعود التي يسمعها من تلك الدول.

وقال: إن هذه الدول تعمل على تبسيط الأحداث الجارية، وتطالب وتترجى الاحتلال بفتح الأقصى حتى لا تقع في حرج.

وأشار إلى أن انشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية، دفع الاحتلال لممارسة انتهاكاته ضد الأقصى، لافتاً إلى وجود تحركات شعبية في بعض البلدان "ولكن لم ترقَ إلى المستوى المطلوب أيضاً"، وفق قوله.

الدور الأردني

وبالإشارة إلى مواقف الأردن التي تمتلك السيادة والوصاية على المسجد الأقصى، تجاه الأحداث الأخيرة تحديداً، فقد اقتصرت على مطالبة الاحتلال بفتح المسجد الأقصى أمام المسلمين، وتحذير الأوقاف الأردنية من الاستمرار في الانتهاكات ضد المدينة المقدسة، والتي لم تدفع الاحتلال للتراجع عن انتهاكاته مطلقاً.

ويعقب المدلل على موقف الأردن قائلاً: "ما يقوم به الأردن سياسة شكلية، لا تؤسس لمبادرة، ولا تمنع الاحتلال من التواجد في القدس"، مطالباً الأردن بأن يتخذ مواقف أكثر مسؤولية، لاسيما أن له دور تاريخي ويمتلك الوصاية على المسجد الأقصى.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفي فلسطيني مقيم في قطاع غزة، حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة عام 2000، عمل في العديد من الصحف والإذاعات والمواقع الإلكترونية العربية والدولية أبرزها: العودة اللندنية، العرب اللندنية، القدس الفلسطينية، موقع إخوان أون لاين. وله العديد من المقالات في مجالات متنوعة، يعمل حاليا مديرًا لموقع الرسالة نت الفلسطيني بغزة وكاتب في موقع " بصائر " الالكتروني.

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …