شاركت حشود غفيرة في جنازة الشيخ المحدّث المحقق محمد يونس أحمد بن شير علي الجَوْنْفوري السَّهَارَنْفوري، شيخ الحديث في جامعة مظاهر العلوم بسَهَارَنْفور، وأحد علماء الحديث وحفاظه الكبار في العالم الإسلامي، وذلك في مسقط رأسه بمدينة سهارنفور بالهند.
وكان الشيخ المحدّث، قد انتقل إلى رحمة الله تعالى، صبيحة يوم الثلاثاء 17 شوال، 11 يوليو، عن عمر يناهز 83 عاماً، قضى أكثر من نصفه في تدريس كتب الحديث والسنة النبوية.
ملامح من حياته:
ولد الشيخ في قرية كُورَيْني قرب جَونفور، خامس عشر رجب سنة 1355هـ.
نشأ في أسرة متدينة، وتعلّم مبادىء القراءة والكتابة في منزله، ثمَّ انتقل إلى مدرسة ضياء العلوم بماني كلان قرب قريته، واستزاد من العلوم فيها.
التحق بجامعة مظاهر العلوم في سهارنفور في شوال سنة 1373هـ، وتخرَّج منها بعد ثلاث سنين.
لازم الشيخ العلامة محمد زكريا الكاندهلوي -رحمه الله- وأخذ عنه، وسمع منه صحيح البخاري، وغيره من الكتب والسنن، ولازم عدداً من العلماء، منهم شيخ الحديث محمد زكريا الكانْدِهْلوي، والعلامة محمد أسعد الله الرامْفُوري، والشيخ منظور أحمد السهارنفوري، والشيخ أمير أحمد بن عبد الغني الكاندهلوي، وغيرهم.
عيّن مدرساً في الجامعة في شوال سنة 1381، في تدريس صحيح مسلم، وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه، والموطأ بروايتيه، وعددٍ من كتب الفقه وأصوله.
عُرف الشيخ الجونفوري – رحمه الله - بأنَّه من أكثر علماء الهند والعالم الإسلامي اختصاصاً وعنايةً بصحيح البخاري، ومعرفةً بمنهجه وتفاصيله ومسائله، وله عدَّة شروح وحواشٍ على صحيح البخاري، ورسائل وفتاوى حديثية، طُبعت في أربع مجلدات، وثبت بأسانيده طبع قبل سنوات، واليواقيت الغالية في تحقيق وتخريج الأحاديث العالية من إفادات الشيخ محمد يونس الجونفوري، جمعها ورتَّبها بعضُ طلاّبه.