توفي ظهر يوم أمس الأحد 2 تموز 2017م، العلاّمة الأديب المفسّر الدكتور محمد أديب الصالح الدمشقي، في مدينة الرياض السعودية، عن عمر يناهز 91 عاماً.
وكان الشيخ -رحمه الله- رئيس تحرير مجلة "حضارة الإسلام" التي كانت تصدر بدمشق، خلفاً للعلاّمة الدكتور مصطفى السباعي، وكان رئيس قسم القرآن والسنة بجامعة دمشق، وأستاذ ورئيس قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض.
وقد نعى علماء ودعاة وأكاديميون من مختلف أقطار العالم الإسلامي الشيخ العلاّمة الأديب محمد أديب الصالح، وممَّا قيل في الشيخ رحمه الله :
ما زلتُ أبحثُ عن أديبٍ صالحٍ ... حتى وجدتُ بها الأديبَ الصَّالحا
ملامح من حياته ..
ولد محمد أديب صالح عام 1926م، في قطنا جنوب غرب دمشق، في سوريا، حيث توفي والده وعمره ستة أشهر فتولت أمه رعايته.
حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق (الشريعة الإسلامية) من كلية الحقوق بجامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى.
عمل مدرّسًا بكلية الشريعة والمشاركة بوضع المناهج مع تدريس مادة أصول الفقه في كلية الحقوق ومواد علوم القرآن وعلوم الحديث والبلاغة النبوية في كلية الآداب بجامعة دمشق.
تولی رئاسة قسم علوم القرآن والسنة بكلية الشريعة بجامعة دمشق وتدريس آيات الأحكام وأحاديث الأحكام وأصول الفقه بكلية الشريعة وأصول الفقه بكلية الحقوق .
عمل محاضراً بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية في أول عام افتتحت فيه ورئيساً لقسم أصول الدين.
عمل أستاذاً في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جامعة الملك سعود ـ الرياض (إثر الانتقال إليها من جامعة الإمام) وتدريس نصوص الأحكام وفق بيان العربية وقواعد الأصول .
وكانت له مشاركات إذاعية، عبر تقديم برنامجي "مشاهد يوم القيامة في الحديث النبوي"، و "التقوى في الكتب والسنة"، من خلال إذاعة القرآن الكريم بالرياض، وتقديم بعض الأحاديث النبوية فيها، كما شارك في العديد من الندوات العلمية في الإذاعة والتلفزيون.
من مؤلفاته وتحقيقاته العلمية:
تحقيق كتاب تخريج الفروع على الأصول، للإمام الزنجاني . تفسير النصوص في الفقه الإسلامي. لمحات في أصول الحديث. مصادر التشريع الإسلامي ومناهج الاستنباط . مع الجامع لأحكام القرآن - منهج القرطبي ودراسة تحليلية لنصوص من تفسيره . هكذا يعلم الربانيون. أدعياء الهيكل. التقوى في هدي الكتاب والسنة وسير الصالحين. شذرات وقطوف. المسلم والبناء الحضاري. الإنسان والحياة. موقع المرأة المسلمة . بناء الأمة ومواجهة التحديات. رحلة مع الشامي المرابط شيخ الإسلام الإمام أبي عمرو الأوزاعي.
من أقواله وأرائه:
صحوة الجيل: لابد لهذه الصحوة من أمور من أهمها :
أ ـ ربط الشباب بالأصول في فهم كتاب الله ، والوثوق بالحديث النبوي وفهمه ، وما يؤصل ثقتهم بمواجهة نصوصهما ومناهج العلماء في فهمها، ممَّا يجعلهم على بينة، وينأى بهم عن الإفراط والتفريط .
ب ـ العمل على ترسيخ صلتهم بنماذج من أعلام هذه الأمة عبر التاريخ ، لكيلا ينساقوا مع تفسيرات مادية لتاريخنا ، أو إغراق في نظرات تجعل من التاريخ متعبة للشباب. ودراسة نماذج مضيئة من الإعلام تختار من الميادين كلها تنأى بالشباب عن العاطفة الجامحة ، وتشغله بالتأسي الجاد الذي لا بد له من المعرفة والصدق والعزيمة . وتفسير التاريخ نظرة إسلامية صحيحة في ضوء العقيدة وما هو حقها، يضع الأمور في نصابها عند الشباب.
جـ ـ محاولة اشتمال الصحوة ضمن التيارات التي منها ما يدفع إلى ردة الفعل بسبب ظلم الطغاة وجور أولي التنفيذ، أو انحراف بعض من يتصدون منابر العلم والتوجيه. ومنها ما وقع في حمأة الانشغال بالجزئيات عن الكليات ، ويجعل الشاب يقدم ما يراه مهماً وهو غير ذلك على الأهم، الذي هو جمع القلوب على كلمة التوحيد ومقتضياتها، ومواجهة التحديات بوعي وبصيرة، وقدرة على فهم طبيعة الأرض التي يتحركون عليها، والعدو الذي يواجهونه . وما الذي يريده الإسلام في مثل هذه المواقف.
د ـ وإذا سلكت هذه السبيل ممَّن أقامهم الله على هذا الثغر كان في مقدورنا توظيف الصحوة في المكان المناسب. والتوسط في مواجهة القضايا وحل المشكلات وفق المنهج الإسلامي جيد وطيب. فلا ملامة على من لا يوافقنا في الرأي، ولا مهاترة يذهب معها الحق وتضيع الفرصة.
https://www.youtube.com/watch?v=D_vXKqy_N1A