يعيش طلاب #تركستان الشرقية الذين يدرسون في مؤسسات #الأزهر الشريف في مصر، حالة من الترقّب والخوف، جرّاء الأنباء التي تحدّثت عن قيام الحكومة المصرية باعتقال حوالي 580 طالباً، تمهيداً لترحيلهم إلى بلادهم، استجابة لطلب السلطات الصينية.
وأفادت الأنباء أنَّه قد تمَّ اعتقال الطلبة التركستانيين من أماكن إقامتهم، ومن المطاعم والأماكن العامَّة التي يمكن أن يترددوا عليها، ومن الشوارع بحثاً عن هوياتهم وجوازات سفرهم، ومَنْ حاول الخروج من مصر، تمَّ اعتقاله في المطار.
وكانت السلطات الصينية، قد طالبت الطلاب التركستانيين بإلغاء دراستهم بالأزهر والعودة إلى تركستان الشرقية، ومن يمتنع عن العودة والإصرار على استكمال الدراسة فسيتم اعتقال ذويهم والزج بهم في السجون، وهذا ما قد حدث بالفعل.
ومن عاد إلى تركستان وامتثل للأمر، قامت السلطات الصينية بمحاكمته، وواجه عقوبة تتراوح ما بين السجن 15 سنة إلى السجن المؤبد، ومن هذه الحالات، ما حصل للدكتور حبيب الله توختي، حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وعاد إلى بلاده امتثالاً لأمر السلطات الصينية، وخوفاً على ذويه من الاعتقال والتعذيب، وقد تمَّ اصطحابه من المطار إلى السجن ليواجه عقوبة السجن 15 عاماً.
وقال موقع تركستان على "تويتر"، تعليقاً على هذا الاعتقال والترحيل: إنَّ "طلبة تركستانيون يدرسون في الأزهر منذ 30عاماً، تخرَّج المئات ومازال حوالي ألف طالب لم يتدخلوا في تجاذبات سياسية، ومع ذلك يتم اعتقالهم وتسليمهم للصين"! وأضاف الموقع في تغريدة له: "مئات الطلبة الأويغور في الأزهر عوملوا كمجرمين وإرهابيين بعد القبض عليهم، يواجهون الآن خطر الترحيل إلى الصين وحياتهم في خطر"!
استنكار وتجريم
استنكرت رابطة علماء أهل السنّة في بيان لها، إلقاء القبض على طلاب تركستان الشرقية الدارسين بجامعة الأزهر الشريف، وحرمانهم من استكمال دراستهم بالجامعة، بناءً على طلب الحكومة الشيوعية بالصين. واصفة فعل الحكومة الصينية بأنَّها "تجرّم دراسة الدين الإسلامي، وتضطهد المسلمين بإقليم تركستان الشرقية والذين يمثلون الأغلبية العظمى بالإقليم".
واعتبرت اعتقال وترحيل الطلبة التركستانيين "محض مشاركة للنظام الشيوعي الصيني في اضطهاد إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية". وقال بيان الرابطة: "وقد كنّا ننتظر من بلد الأزهر الشريف، والدول الإسلامية كافّة أن تحتضن مثل هؤلاء الطلاب الذين سعوا لطلب العلم والتفقه في الدين".
وطالبت الرابطة "بالإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين وتمكينهم من استكمال دراستهم الشرعية، ومعاملتهم كضيوف يجب إكرامهم شرعا، فضلا عن أن نجمع عليهم ظلم بلادهم وظلمنا لهم". ودعت الأزهر الشريف ممثلاً برئيسه وعلمائه أن يقوموا بدورهم تجاه حماية طلاب الأزهر.
كما دعت الدول الإسلامية كافّة إلى الضغط على الحكومة الصينية للإفراج فوراً عن ذوي هؤلاء الطلاب، والتي قامت باعتقالهم للضغط على الطلاب ليوقفوا دراستهم بالأزهر. وأن تتوقف الحكومة الصينية عن اضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية، وإعطاءهم حرية ممارسة الشعائر الدينية ببلادهم.
وناشد بيان رابطة علماء المسلمين، المؤسسات الحقوقية أن تقوم بدورها بتسليط الضوء على حقوق هؤلاء الطلّاب والمطالبة بحقوقهم المشروعة والتي كفلتها لهم كل العهود والمواثيق الدولية.
مطالبة بعدم الترحيل
أعربت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، عن قلقها من قيام السلطات المصرية بإلقاء القبض على العشرات من الطلاب الإيغور المسلمين. وقالت ويتسن إن القبض على الطلاب -الذين يدرسون بالأزهر ولديهم إقامات قانونية سارية- يأتي فيما يبدو بهدف ترحيلهم إلى #الصين مرة أخرى.
وطالبت ويتسن السلطات المصرية بالكشف عن أماكن الطلاب الإيغور المقبوض عليهم، والإفصاح عن سبب اعتقالهم، والسماح لهم بالتواصل مع محامين.
كما طالبت بعدم ترحيلهم إلى الصين لأنهم قد يتعرضون إلى الملاحقة والتعذيب.