عاد الأقصى لينبض بالحياة من جديد؛ بعد أن أصبح فارغاً تماماً من المصلين والمرابطين، وبعدما توقفت الحناجر مؤقتاً لتلهج بالذكر وقراءة القرآن في باحاته وبين أعمدته وساحاته؛ معلنة ساعة النصر بإزالة البوابات الإلكترونية والجسور والمسارات الحديدية وكافة التعديات التي نصبت على أبواب المسجد #الأقصى.
14 يوماً من منع الصلاة داخل المسجد الأقصى، تعالت بعدها أصوات التكبير من قبل آلاف المقدسيين الذين أبدوا فرحتهم برضوخ الاحتلال؛ وانكساره أمام إرادتهم وتصميمهم، على عدم الصلاة بالمسجد إلا بعد تراجع الاحتلال عن كافة إجراءاته.
وفي هذا اللقاء مع الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، نرصد آخر التطورات بالمسجد الأقصى بعد الانتصار الذي حققه المقدسيون.
بصائر: ماهي آخر التطورات في المسجد الأقصى بعد الانتصار الكبير وخضوع الاحتلال لمطالب المقدسيين؟
عكرمة صبري: الحمد لله، المقدسيون بمكوناتهم استطاعوا أن يفرضوا رأيهم وأن يجبروا الاحتلال لمطالبهم، بمحو الممرات وإزالة الكاميرات والبوابات وهذا الانتصار الكبير يعد مرحلة أولى لمراحل أخرى مقبلة يتم خلاها معالجة السلبيات التي خلفها الاحتلال في المسجد الأقصى، ما حققه صمود المقدسيون أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك يمثل إنجازاً تاريخياً يحسب لهم، والمرابطون سيواصلون فعالياتهم وحماية المسجد الأقصى من داخل باحاته.
بصائر: هناك عشرات الإصابات بين المقدسين عقب إعادة فتح الأقصى وهجوم الاحتلال على المصلين، ما الذي حدث؟
عكرمة صبري: نعم هناك إصابات بالعشرات في صفوف الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى، لان الاحتلال يحاول التغطية على هزيمته الكبيرة أمام صمود المقدسيين.
الاحتلال حاول التغطية على هزيمته الكبيرة أمام صمود المقدسيين من خلال مهاجمتهم
بصائر: ماهي أولى الإجراءات التي ستتخذونها الآن بعد دخول المسجد الأقصى المبارك؟
عكرمة صبري: اللجنة المنبثقة عن دائرة الأوقاف الإسلامية، قررت أن تكون أول صلاة للمرابطين في المسجد الأقصى المبارك هي صلاة العصر ليوم الخميس، واللجنة بدأت بجرد لمقتنيات المسجد الأقصى والوثائق التاريخية، لحصر الأضرار التي تسببت بها قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، واللجنة ستباشر بالتعاون مع المقدسيين سلسلة من الفعاليات التي تعزز من انتصارهم بالمسجد الأقصى، وتضعف أي محاولات صهيونية للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.
والمرابطون سيواصلون معركتهم في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته من جرائم الاحتلال.
بصائر: هل هناك مخاوف من فرض سلطات الاحتلال وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة؟
عكرمة صبري: الأقصى مستباح وتمت استباحته أيضا أيام الحروب الصلبية 90 عاما، ونتوقع من الاحتلال كل شيء، ونحن نحذر من ذلك وبالتالي علينا الصمود في وجه الاحتلال وتحقيق الانتصار عليه؛ من أجل إعادة السيادة للوقف الإسلامي على المسجد الأقصى وإجبار الاحتلال على رفع يده عنه.
بصائر: كيف قرأتم الموقف العربي والدولي إزاء ما يجري بالأقصى؟
عكرمة صبري: يبدو أن المسئولين العرب لا يزالون منشغلين في مشاكلهم الداخلية وغافلين عما يجري بالأقصى، وهذا ما يشجع الاحتلال على الاستمرار بعدوانه وتصعيده ضد المقدسات، وبالتالي نحن لا نعول على العرب في نصرة الأقصى بقدر تعويلنا على الله عز وجل، ثم الزخم الشعبي وهبة المقدسيين في الدفاع عن الحرم المقدسي.
لكن نقول لأبناء الأمة الإسلامية: إن المسجد الأقصى المبارك أمانة في أعناق المسلمين في العالم أجمع، شأنه شأن المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، فكل مسلم ملزم بنصرة الأقصى كل في موقعه وحسب إمكاناته وظروفه، وإن الله عز وجل سيحاسب كل من يقصر بحق القدس والأقصى المبارك.
كل مسلم ملزم بنصرة الأقصى كل في موقعه وحسب إمكاناته وظروفه، وإن الله عز وجل سيحاسب كل من يقصر بحق القدس والأقصى المبارك
بصائر: وكيف تنظرون للموقف الأردني خاصة وأن الأردن هو الوصي على المسجد الأقصى؟ وهل كان له دور في إزالة البوابات الإلكترونية؟
عكرمة صبري: الأردن مطلع على ما يجري في المسجد الأقصى، وبارك وجود المرجعيات الدينية فيه، لكن في الوقت هذه المرجعيات لا تتلقى تعليماتها من أحد.
أما إزالة الاحتلال للبوابات الإلكترونية فقد جاء نتيجة للزخم الشعبي وانتفاض المقدسيين في وجهه، "وليس نتاج صفقة بين الأردن وحكومة الاحتلال كما روجت لذلك وسائل إعلام عبرية".