عندما ننظر لما يجري حولنا في أرجاء أمتنا العربية والإسلامية من قتل وقتال ودمار، ونقرأ كتاب الله ونتلوا آياته وأحكامه نجد كثير من الآيات مفهومة لعامة الناس وخاصتهم بلا حاجة إلى تفصيل، فخاطبكم بقوله سبحانه: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) والخطاب لمن آمن بالله .
إذا هو أمر مكتوب أي مفروض ومقرر، بل أكثر، إنه أمر محتوم أو سوف نلاقيه ولو تحاشيناه.. كالموت مهما تفرون منه فإنه ملاقيكم.
القتال أو الموت مرتبطان لكن قد يكون باختيارك أو الإقبال عليه رغما عنك .
ولما كتب أصبح فرضا عليك كالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولن تعفى سواء كنت عاجزا كشلل أو عاقة أو مرض.. الخ.
وهنا نجد هذه الصفات في كل من يتحاشى ويفر من القتال، كمن يتهرب من التجنيد بطرق احتيالية والأمر الذي لا يدركه هؤلاء أنه بالرغم من كل هذه الوسائل من التهرب والحجج وخشية الموت لا يؤخر من أجلهم ساعة ، وإن الذي يفرون منه فإنه ملاقيهم.
لذلك نجد أن كثيرا من البلدان والدول التي عطلت هذا الحكم يكثر فيها الموت بطرق أخرى، إما من التخمة في الأكل أو زيادة الوزن أو الفقر أو الأمراض عامة.. الخ.
حتى أصبح الكثير من يلجؤون للمخدرات والأدوية على أمل التخلص مما هم فيه من مصائب .
ولو دققنا في حياة هذه الدول لرأينا أن حياتهم اقتصرت على اللهو والطعام والشراب لا أكثر، ولو دققنا أكثر في الإحصائيات لوجدنا أن من يموت منهم أكثر ممن يموتون في الحروب، هؤلاء غرّهم حب الدنيا وطول الأمل والخوف من الموت ومن لقاء الله والسعي لتأجيله.
ومادام أن الموت مقرر ومحتم، ومادام القتال مكتوب فإنك ستلقاه سواء رضيت أم أبيت، أقدمت أم هربت، منعت منه أم سمح لك لن يفيدك في إطالة أجلك.
لكن ما يستغرب اليوم أن كل الدول التي امتنعت عن المواجهة للعدو الأزلي الذي اغتصب أرض الأمة ودنس المسجد الأقصى وعاث في الأرض الدمار والفساد، أضحت تتسابق للصلح والسلام ويعرضون المشاريع تترى عليه وهو يرفض، لا بل يذكي نار الحروب في كل أرجاء بلادنا، وبذلك نكون قد طبقنا أمر الله في القتال، لكن وللأسف بين بعضنا البعض تحت ما يسمى مكافحة الإرهاب فبات يضرب البريء المسلم قبل غيره.
وهكذا فقد كتب القتل والقتال ولكم حرية الاختيار لكن كان لابد من الاختيار قبل فوات الأوان حيث بتنا نرى حال هذه الأمة وقد أصبحت أضحوكة لعدوهم الذي يحرش بينهم ويظهر على أنه صديق فيمدهم بالسلاح بالمليارات ليقتلوا بعضهم البعض بعد أن استطاع أن ينسينا أمر الله بقتال العدو لهذه الأمة وأشغلنا بأنفسنا.
بات لزاما علينا اليوم وأولى بنا ثم أولى أن نعود لكلام الله عز وجل قولا وعملا، وعلينا الأخذ برأي علماء الأمة وحكمائها .
فنحن اليوم حرفنا كلام الله وأصبح بدلا من “كتب عليكم القتال” إلى “القتل”، ومن يراجع الحروب الماضية وبالذات حرب الخليج الأولى (العراق- إيران) والثانية غزو الكويت، قتل فيها ملايين البشر والمليارات ضاعت ولاتزال نار القتل مشتعلة وتتوسع وبدليل الحرب العالمية العربية القائمة الآن (عالمية باشتراك معظم دول العالم).
وفي الختام نقول ما مصير شعوب الأمة وجيوشها القتل أم القتال ونحن لانزال نرى قتلهم لبعضهم والعدو يتفرج بسرور وينهب أموالهم وهم يساقون للقتل.. إلى متى؟؟