لمَ السعي خلف السعادة يمكن أن يجعلك غير سعيد في نهاية المطاف؟!

الرئيسية » خواطر تربوية » لمَ السعي خلف السعادة يمكن أن يجعلك غير سعيد في نهاية المطاف؟!
15

عندما نتحدث عن السعادة نعتقد أننا ينبغي أن نكون سعداء طوال الوقت، كل يوم، وكل دقيقة، دون الشعور بأي مشاعر سلبية أخرى، نحاول البحث عن هذه الحالة المستمرة من "السعادة" كهدف، وتجنب أي شيء قد يأخذها بعيدا عنا.

ولكن ما معنى هذا النوع من #السعادة؟ إنه مثل طعامك المفضل كلما أكلت منه أكثر لا يعني أن ذلك سيكون أفضل بالنسبة لك، على العكس، كلما كان لديك الفرصة لتناول الطعام باعتدال، كلما تمكنت من الاستمتاع بكل قضمة منه، إذن فهل الطعام نفسه هو ما يجعلك سعيداً؟ أم مدى قيمته بالنسبة لك عندما تتناوله؟

يجب أن نتذكر دائماً أنه فقط من خلال الشعور بالحزن سنفهم ما معنى أن نكون سعداء.

افتراض أن الآخرين دائماً سعداء هو أكبر سوء فهم للسعادة:

معظم الناس يرون أولئك الذين يعيشون على ما يبدو حياة مثالية، ويفترضون أنهم سعداء، منذ الطفولة تأثرنا بفكرة مطاردة (السعادة الأبدية)، التي نسمع عنها في قصص الخيال، على شبكات التواصل الاجتماعي يميل الكل إلى مشاركة أفضل اللحظات في حياتهم، لذلك من السهل جداً أن تكون لدينا وجهة نظر مشوهة عن معنى "السعادة" حولنا.

في الواقع سيكون هناك دائماً شيء مفقود، شيء نفتقر إليه، شيء غير سار!

لا أحد يعيش حياة سعيدة بشكل مثالي حتى المشاهير أو أثرى الأثرياء، كل شخص لديه ما يكفي من التحديات والمشاكل في حياته.

لا أحد يعيش حياة سعيدة بشكل مثالي حتى المشاهير أو أثرى الأثرياء، كل شخص لديه ما يكفي من التحديات والمشاكل في حياته

عندما نشعر بالسلبية، غالباً نركز فقط على ذلك المنعطف الصغير، في الغالب يتعامل المرء مع مشاكل لا تُحصى وانتكاسات كبيرة في حياته الشخصية أو المهنية، قد تكون تلك المشاكل أحياناً مسألة حياة أو موت، ولكن ينبغي أن يتعامل معها بمرور الأسابيع والشهور والسنوات لأن الحياة ستستمر في الصعود والهبوط.

ينبغي أن تكون لدينا نظرة أوسع، انظر خلفك وتذكر كيف أن تلك "المشاكل الكبيرة" كانت مجرد حلقة في سلسلة طويلة من التجارب، تذكرك لذلك سيجعلك تبتسم.

توقف عن محاولة أن تكون سعيداً، فقط كن كذلك:

من الطبيعي أن تحاول أن تكون سعيداً قدر ما تستطيع، ما الذي ستفعله إذن؟ أولا انسَ فكرة أن الحياة المثالية هي السعادة، قد تشعر بالبؤس إذا مضى كل شيء في الحياة بشكل مثالي، المعاناة من الآلام والتحديات في الحياة، هو ما يدفعنا للعناية بالآخرين الذين يمرون بما مررنا به، إذا كانت الحياة مثالية لن يكون بإمكاننا أن نتعاطف، أو أن ننضج.

لتكون سعيداً حقا، توقف عن مطاردة السعادة الدائمة، يبدو الأمر وكأنه مفارقة ولكن ما أعنيه أنه يجب أن نتقبل فكرة أنه سيكون في الحياة صعود وهبوط، ينبغي أن نفهم أنّ الحياة هي تأرجح بين السلبية والإيجابية، وينبغي أن نفهم أهمية الامتنان بدل التركيز على لحظة غير سارة، عُد بالذاكرة إلى الخلف لتتذكر ذلك الوقت الذي لم تكن تمتلك فيه أي شيء.

السعادة والحزن يتعايشان معاً:

ستمتلئ حياتك باللحظات الجميلة والسعيدة بشكل لا يصدق، بدموع الفرح والنجاح، ولكن بالمقابل ستواجه العواصف في حياتك، والتي تبدو وكأنها لن تمر عندما تحاول أن تتجاوزها.

أن تكون قادراً على استخلاص النضج والمعنى منْ كلٍّ منَ الأحداث الإيجابية والسلبية التي مرت بك، ذاك هو المعنى الحقيقي للسعادة

ولكن سواء كنت تمر بأفضل أوقاتك أو أسوئها، فاعلم أن ذلك جزء من مد وجزر الحياة، تكمن قيمة معرفة اللحظات السعيدة التي نمر بها في "الحزن"، لا تحاول تجنب الحزن أو السلبية ومطاردة السعادة بشكل أعمى، في النهاية سوف تحقق مستوى حقيقياً من الرضا في حياتك؛ استنادا إلى الخبرات والإنجازات ذات مغزى، أن تكون قادرا على استخلاص النضج والمعنى منْ كلٍّ منَ الأحداث الإيجابية والسلبية التي مرت بك، ذاك هو المعنى الحقيقي "السعادة".

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • http://www.lifehack.org/610387/why-its-impossible-to-be-consistently-happy?ref=category_section_post_17853
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …