هل تريد أن تكون سعيداً؟!

الرئيسية » بصائر تربوية » هل تريد أن تكون سعيداً؟!
HAPPY22

السعادة هي حق ومطلب شرعي لكل إنسان.هي غايتنا ومقصدنا وكل ما نسعى للوصول إليها. نبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول عليها.

جميع البشر يسعون للحصول على #السعادة كل بطريقته الخاصة: فهناك من يرى السعادة في جمع الأموال، وآخر يراها في شهادة جامعية أو دراسة ما، وهناك من يرى سعادته في جمع أبنائه من حوله والشعور بقربهم، وهناك من يراها في جسم صحيح خال من الأمراض. وهناك الكثير الكثير من صور السعادة بالنسبة لمختلف البشر.

و لو أمعنا النظر في مختلف أشكال السعادة بالنسبة لمختلف الناس لوجدنا أنها شعور يتعلق بالإنسان نفسه وقناعاته وطريقة تفكيره  . فقد يسعدني أبسط الأشياء، وقد لايرضيني أفخرها. فالسعادة نسبية وتعتمد على مدى الرضى والقناعة فيما نملك أو فيما نخطط للحصول عليه.

لا نستطيع تعميم القول بأن الناس جميعاً سعداء، فالكثير منا يعاني العديد من المشاكل والهموم سواء أكانت مادية، اجتماعية، نفسية أو جسمية. ففي كل الأحوال تقف هذه العقبات أمام سعادتنا ولكن علينا محاولة إزالتها، فليس هناك شخص في هذه الدنيا لا يستحق أن يكون سعيداً. فالسعادة ليست حكراً على أحد دون أحد فالله سبحانه وتعالى خلقنا جميعا وأراد لنا أن نكون سعداء باختيار طريق الحق والصدق والشفافية.

كيف أجد السعادة؟

للبحث عن السعادة وإيجادها هناك بعض الأمور التي قد تساعدنا على ذلك ومن أهمها:

• اليقين والإيمان الكامل والمطلق بأن الله هو القادر على إعطائنا كل ما نصبو إليه، وبالتالي الرضا والقناعة التي تسعدنا وتشعرنا بالاكتفاء.

• الشعور بالثقة الكاملة بالنفس ووجود الإرادة القوية والتصميم للحصول على السعادة مهما كانت صعبة المنال.

• عدم الجزع من أي إخفاق وتقبل #الفشل على اعتبار أنه محاولة غير ناجحة وأنها لا تستدعي التوقف بل الاستمرار في المحاولة.

لتجد السعادة عليك أن لا تجزع من أي إخفاق وتقبل الفشل على اعتبار أنه محاولة غير ناجحة وأنها لا تستدعي التوقف بل الاستمرار في المحاولة

• محاولة التخلص من كل ما هو سلبي سواء أكانت أفكاراً سلبية أم أناساً سلبيين بكلامهم وتأثيرهم، حيث إن شعورك بالإيجابية هو أكبر دافع لك للنجاح في أي أمر وبالتالي شعورك بالسعادة هو أمر محتوم. لذا كن إيجابيا في حياتك و حاول دوماً النظر إلى الجانب المشرق المضيء في حياتك لتحمد الله على ذلك  . فكّر بالأشياء التي تؤلمك في هذه الحياة على أنها هدايا من الله سبحانه وتعالى يذكرك بأنه اختارك لمحبته لك، فتقنع وتصبر وترضى بما كتبه الله عليك.

• كرر بينك وبين نفسك عبارات التحفيز. قل لنفسك الحمد لله أنا سعيد أو على الأقل أنا أسعى لأكون سعيداً والله سوف يعينني على ذلك. اجعل الرضا عنواناً لحياتك، انظر دائماً لمن هم دونك في أي جانب من جوانب الحياة لتشعر بنعم الله العظيمة عليك.

• استيقظ باكراً وابدأ نهارك بنشاط وحيوية وارسم لك خطة ليومك لتشعر بالسعادة، حينما تصل إلى أهدافك فلا تربط سعادتك في المجهول وفي انتظار ما سوف يحدث لك، بل كن على يقين من أنه ليس للإنسان إلا ما سعى.

• حاول ان تكون إنساناً منظماً قدر المستطاع، حدد أهدافك التي تريد الوصول إليها وذكر نفسك دائماً بها، وتذكر أنك لست الوحيد الذي يواجه صعوبات الحياة، فإنك إن أردت الوصول إلى أعلى المراتب فإن ذلك ممكن بصبرك وطموحك وإيجابيتك ويقينك بالله واستعانتك به سبحانه وتعالى وكثرة ذكرك له.

• حافظ على صحتك قدر المستطاع فلا تأكل الطعام الغير صحي، وقم بممارسة التمارين الرياضية حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من نظامك اليومي. فلقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن ممارسة الرياضة بأنواعها تساعد على التمتع بصحة وعافية وجسم قوي معافى حتى حين الوصول إلى مرحلة الشيخوخة.

لا تفكر فيما سيقوله الناس عنك فرضى الناس غاية لا تدرك، لذا توقف عن العيش وفق رغبات الآخرين  . قم بواجباتك تجاه ربك وتجاه الآخرين وانس آراء الناس تجاهك فهذا أمر مقلق لا تفكر به، لأنك إن بدأت به فلن تنتهي منه الا باكتئاب أو مرض نفسي.

• الشعور برضاك عن نفسك هو سر هام للسعادة. اقتنع بما عندك، اقتنع بشكلك وتفاصيلك كما هي لتشعر بالامتنان ولتشعر بحبك وتقبلك وتقديرك لذاتك، فإن كرهت شيئاً تذكرت شيئاً آخراً حباك الله به، فتحبه في نفسك وتشعر بالأنس والسعادة.

الشعور برضاك عن نفسك هو سر هام للسعادة. اقتنع بما عندك، اقتنع بشكلك وتفاصيلك كما هي لتشعر بالامتنان ولتشعر بحبك وتقبلك وتقديرك لذاتك

• يقال إن السعادة هي مهارة نستطيع تطويرها من خلال ممارساتنا اليومية فلنحرص على ذلك من خلال الابتسامة. لتجعل من ابتسامتك عنواناً لحياتك فتقابل الناس بابتسامة وتقابل أحوالك بابتسامة الرضا والقناعة، ناهيك عن أن الابتسام هو سر محبة الناس لك واحترامهم وتقديرهم لذاتك.

• السعداء هم أكثر الناس فعالية في الحياة وتأثيراً في الغير، ومعظمهم يحرص على مساعدة الغير والتطوع في أمور عديدة، فهذه الأمور تساعد على تقوية الشعور بالسعادة والسرور. اتصل بشخص واشكره على شيء قدمه لك، أو ذكره بأمر يسعده. أرسل برسالة نصية لأحد من أقاربك أو أصدقائك أو معارفك وأسعده بكلمات جميلة أو زر أحداً من معارفك وقدم له هدية لتشعر أنت بدورك بالسعادة لإدخالك السرور على الآخرين.

واخيراً لابد لنا من الاعتراف بأن السعادة تنبع من داخلنا وقناعتنا ورضانا فيما أعطانا الله من نعم، فلنحمد الله عليها. فعَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" (رواه التّرمذي).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
باحثة وأديبة ومحاضرة في الأدب والفكر، لها العديد من البحوث والمؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية. حاصلة على شهادة الدكتوراة في التعليم (القيادة التربوية والإدارية). تقوم بتقديم العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مجالات عديدة. درست الأدب الانجليزي والشريعة الإسلامية. وقدمت مساهمات في العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية فيما يختص بتطوير التعليم وطرائقه. لها اهتمامات عديدة في مجالات الأسرة وكذلك تنمية وتطوير الذات.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …