كان قصور النخبة نتيجة الفجوة ما بين القديم منها بعلمه ومكانته، وما بين الجيل الجديد بعلمه وثقافته، فوجب معها تحديث مواصفات #المربي في أي مكان، سواء في المدرسة أو البيت، ومع التحديث العلمي القائم، شعر المتربي بضعف المربي، فترك ما أعطاه من عظات.
كمثال تقريبي: الحال أشبه بذاك الأستاذ الذي يحدث تلامذته عن فائدة الإنترنت في الحياة، بينما آخر يعلمهم أدوات استخدام جوجل في تطوير الذات وقدرة الاندماج في المجتمع، وليس ضرورياً أن يكون المربي ملماً بعلم الكمبيوتر؛ ليتحدث لهم عن الأدوات المعرفية الجديدة لاستخدام قوقل كمثال؛ إذ أصبحت هذه المعرفة الجديدة المتحققة أساساً من أساسيات النهضة التكنولوجية الحديثة، والاقتصاد عالي التقانة.
أجد نفسي مضطراً لنصائح مهمة في إعادة تأهيل المربي لكسب ثقة #المتربي، على أساس مهم: هو أن الجيل الجديد يخاطب لغة المنطق، ولا يجد الوقت الكافي من شدة كسله للدخول في التفاصيل الدقيقة المتعبة، فهو يبحث عن المعلومة الجاهزة السريعة.
وللمربي هذه النصائح:
١- على المسؤول في الملف التربوي أو التعليمي مواكبة تدريب المربّينَ بشكل مستمر على وسائل التقانة الجديدة، خصوصاً أدوات قوقل المعرفية؛ لتعليم وتدريب الطلبة على تكوين فرق عمل تشاركية مع المتربين، خصوصاً في اختيار قدوات خارجية لهم والتواصل معهم.
2- ولأن الجيل الجديد يتعامل بالعقل والمنطق أكثر من النظريات والقواعد الدينية أو العلمية، فعلى المسؤولين تطوير المربي لفهمٍ أعمقَ في الاجتهاد المقاصدي، وفي تحليل القواعد والنظريات الدينية أو العلمية التي يشرحها للطلاب، وتأثيرها على الواقع الذي نعيشه، ويقع كثير من المربين في عدم قدرتهم على ربط النص النظري بالواقع، فتصبح المصطلحات جافة وجامدة تشبه التابوهات، وتقترب من اليوتوبيا غير المرغوبة في الجيل الجديد.
على المسؤولين تطوير المربي لفهمٍ أعمقَ في الاجتهاد المقاصدي، وفي تحليل القواعد والنظريات الدينية أو العلمية التي يشرحها للطلاب، وتأثيرها على الواقع الذي نعيشه
3- التدريب هو أكثر الطرق للوصول لنتائج فعالة وسريعة، خصوصاً في المجالات التطبيقية، لذلك بات من الضروري التركيز على ملف التدريب، وإعطائه الأهمية الأكبر، لأنه أفضل من التعليم أو التلقين أو حتى من متابعة البرامج التلفزيونية، وعليه فإن المربّي الحائز على دورات تدريبية في مجالات مختلفة سيشكل قدوة أكثر قبولاً للمتربين.
4- أن يكون المربي موسوعي الثقافة والاطلاع، وليس بالضروري أن يفتي في كل شيء، لكن بالضرورة أن يضع أول خطوات الطريق للطلبة لديه، وإن كان موسوعياً سيكتشف قدراتهم فوراً وتوجهاتهم، ويستطيع إرشادهم ليكونوا أرقاماً صعبة وقيادات جيدة في المستقبل.
5- على المربي أن لا يخاف من طرح الموضوعات الأكثر تساؤلاً، والأكثر تعقيداً، والإجابة عنها، ولا ضير إن قال سآتيكم بالإجابة المرة القادمة، حتى لا تصنع التساؤلات حاجزاً بينهم وبين الناس، أو بينهم وبين العلم، فينقلب الطلبة أو المتربون فجأة، لذلك طرح التساؤلات والإجابة عنها بطريقة علمية فلسفية مهم جداً لتطوير أداء الطلبة.
على المربي أن لا يخاف من طرح الموضوعات الأكثر تساؤلاً، والأكثر تعقيداً، والإجابة عنها، ولا ضير إن قال سآتيكم بالإجابة المرة القادمة
6- تحديث المربي لتخصصه مهم جداً، وبقاؤه على صلة بما هو جديد يعطي الطلبة ثقة أكثر به، وتعلقاُ بما يطرح، فليس من الطبيعي لأستاذ الفيزياء ألا يعرف آخر التطورات عن منتجات الطاقة البديلة مثلاً، ومن الضروري إبهار الطلبة بالفرضيات الجديدة؛ لتزيد طموحهم بالوصول إليها.
7- من الضروري اعتماد التربية التشاركية، والانتباه للفجوة العمرية، فليس جيداً أن يكون الفارق بين المربي والمتربي سنوات كبيرة، بل كلما اقترب المربي من المتربي في العمر استطاع أكثر أن يقرب العالم إليه.
من الضروري جداً أن ينتبه المربي لآراء التلاميذ وشكواهم ونقدهم وتساؤلاتهم، وأن يأخذها على محمل الجد، ويرفعها لأهل الاختصاص للإجابة عنها ومعالجتها
8- من الضروري جداً أن ينتبه المربي لآراء التلاميذ وشكواهم ونقدهم وتساؤلاتهم، وأن يأخذها على محمل الجد، ويرفعها لأهل الاختصاص للإجابة عنها ومعالجتها، ثم إرجاع الرد لأصحابه، وإشراك التلاميذ في الندوات والمحاضرات والنقاشات التي تجيب عن التساؤلات التي يطرحونها.
هذه نصائح مهمة للمسؤول وصانع القرار والمربي. عليهم الانتباه لها جيداً، خصوصاً فيما يتعلق بالتدريب والتطوير واستخدام لغة المنطق في التعامل مع التساؤلات.