بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والعمل الخيري، ومليئة بمشاريع البر والإحسان والدعوة والتربية، انتقل إلى رحمة الله تعالى، الشيخ والداعية اليمني، محمّد بن علي المؤيّد، في مستشفى النور، بمكّة المكرّمة، يوم أمس السبت، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ولقّب الشيخ بـ(أبو الأيتام)، وذلك لأعماله الخيرية ومشاريعه التي كانت تركّز على الأيتام والفقراء والمساكين، حيث كان مركز ومسجد المؤيد في منطقة الأصبحي، جنوب العاصمة صنعاء؛ التي كان يقيمها الشيخ المؤيّد من أبرز المراكز لكفالة الأيتام والأسر الفقيرة، فالمركز يضمّ داراً للأيتام ومؤسسة لكفالة الأسر الفقيرة ومخبزاً خيرياً.
وولد الشيخ محمد علي المؤيد عام 1948 في منطقة بني بهلول بخولان الطيال بمحافظة صنعاء، وخولان من أشهر القبائل اليمنية، وكان والده معلّماً في "المعلامة" أو الكتاتيب. والتحق بمدرسة الأيتام في صنعاء، وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة عبد الناصر، ثمَّ الجامعية في قسم الدراسات الإسلامية حيث نال درجة البكالوريوس.
وعمل الشيخ المؤيد مديراً عاماً للوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، حيث تقلّد عدة مسؤوليات، منها مستشار الوزارة، وإمام المسجد الرئيسي في صنعاء، كما نشط في مجالات الدعوة والإرشاد. وانتخب المؤيد عضواً بمجلس النواب عن حزب التجمع الوطني للإصلاح.
وعانى الشيخ – رحمه الله - من عدَّة أمراض بعد الإفراج عنه من أحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية، التي مكثف فيها قرابة 6 سنوات،ـ بعد القبض عليه في ألمانيا عام 2003م، ونقله إلى معتقل أمريكي بتهمة دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ونقل موقع "الجزيرة.نت" عن رئيس لجنة الدفاع عن المؤيد الشيخ حمود هاشم الذارحي، قوله إن :"أغلب الأمراض التي عانى منها المؤيد أصيب بها أثناء إقامته في سجون الولايات المتحدة الأميركية التي لم توله أيّ عناية صحية أو إنسانية تذكر". و" أنَّ إهمال الرعاية الصحية للمؤيد رافقه منذ سلمته السلطات الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2003 إلى أميركا، وقد أصيب بأمراض جديدة لم يكن يعاني منها، وأبرزها مرض تليف الكبد".
مناضل جسور وداعية خير
ونعى حزب التجمع الوطني للإصلاح اليمني، الشيخ محمد المؤيد، في بيان له، قائلاً: "لقد كان الشيخ محمد بن علي المؤيد مناضلاً جسوراً ومصلحاً اجتماعياً وداعية خير وصاحب يد بيضاء ذاع صيته في هذا مجال العمل الخيري، ولقد استحق لقب "أبي الأيتام" بأعماله الخيرية التي كانت تستهدف رعاية الأيتام والفقراء والمساكين". وأضاف البيان: "لقد كان المرحوم متواضعاً قريباً من كل الناس يغيث الملهوف ويقف إلى جوار الضعيف".
من رجالات البر والإحسان..
بدوره، قال الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، في برقية عزاء ومواساة في وفاة الشيخ : "لقد فقد الوطن برحيله عالماً ربانياً ورجلاً من رجالات البر والإحسان ورائداً من رواد العمل الخيري الذين أسهموا في خدمة المساكين ورعاية احتياجات الفقراء وتأمين معيشتهم". مضيفاً: أنَّ "حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والعمل الخيري والإنساني".
دعمٌ لفلسطين ..
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين، الشيخ المؤيّد، ووصفته بـ"المجاهد" و"أحد أبرز علماء اليمن ودعاته، والذي عرف بدعمه المتواصل للقضية الفلسطينية". وقالت حركة حماس في بيان النعي إنَّ : "الشيخ المؤيد دفع ثمناً باهظاً لقاء دعمه للقضية الفلسطينية، حيث سجن عدَّة أعوام في سجون الولايات المتحدة الأمريكية".