في ظل استمرار وتصاعد الاعتداءات والجرائم الصهيونية ضد مدينة القدس المحتلة وأهلها والمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات الاحتلال تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى ومنع المرابطين دخوله وشدّ الرّحال إليه، وتهجير المقدسيين، تأتي الذكرى الثامنة والأربعون لإحراق المسجد الأقصى على يد المتطرّف الصهيوني دنيس مايكل، الذي قام بإشعال النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى.
وقد أثار هذا العمل الإرهابي ردود فعل غاضبة وكبيرة في العالم العربي والإسلامي شعوباً وحكومات، واندلعت مواجهات في مدينة القدس، وعقد أوّل مؤتمر قمة إسلامي في العاصمة المغربية الرّباط ، وتمّ الإعلان عن تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي – التعاون الإسلامي حالياً - وتضمّ في عضويتها جميع الدول الإسلامية.
ويستعيد الفلسطينيون والناشطون في العالم العربي والإٍسلامي الذكرى الأليمة، هذا العام، بعد أيام قليلة من انتصار المرابطين على غطرسة قادة الاحتلال، وإعادة فتح المسجد الأقصى المبارك بعد إغلاقه من قبل الاحتلال الصهيوني.. وفي هذه الذكرى، قال العلاّمة يوسف القرضاوي في تغريدة له عبر حسابه على موقع تويتر: "سيظل المسجد الأقصى قضية كل مسلم يبذل من أجله، ويضحّي في سبيله، ويجاهد لنصرته".
وغرّد الكاتب الفلسطيني مخلص برزق بقوله: يا مسجدي.. إن يحرقوك ويهدموكْ يا مسجدي.. إن يخذلوك ويُرخصوكْ فلقد أقمتُك في فؤادي وصهرتُ غضبتَك الرّهيبة في مدادي".
وقال الناشط عبد الرحمن الشمري: "ذكرى الـ48..حريق الأقصى..هو حريق قلوب الأمَّة.. وفاتورة يهود تزداد يوماً بعد يوم..ولن يطول نفس كيانهم المسخ.. وسحقاً لمن خذل فلسطين".
وغرّد الناشط الفلسطيني من غزّة، أدهم أبو سلمية بقوله : "في كل عام نكبر على الذكرى، لم ننس ولن ننسى المسجد الأقصى وكل فلسطين، وسنواصل مشوار التحرير حتى تعود الأرض حرّة".
وقال محمد المختار من السودان : "اليوم تمرّ الذكرى ال48 لحريق المسجد الأقصى، ومازال يقف شامخاً كأنّه يصرخ في وجوهنا ويقول (لا يهمّني خذلانكم فلي ربّ السّماء هو من يحميني)".
وكتب الشاعر الأردني أيمن العتوم شعراً بعنوان: "انفُضْ رمادَكَ يا أقصى"؛ نقتطف جزءاً منه :
إنْ حَرَّقوكَ وخَرَّ السّقْفُ مِنْ وَجَعٍ
فَأَضْلُعِي يا حَبِيْبِي دُونَكَ السُّقُفُ
أو هَدّموا شُرَفًا بالطُّهْرِ قائمةً
فأعْيُنِي لكَ فِي حَبَّاتِهَا الشُّرَفُ
ما أَحْرَقُوكَ ولكنّا بِكَ احْتَرقَتْ
قُلوبُنا؛ فلأنتَ الشّامِخُ الأنِفُ
ما ضِعْتَ يومًا، وَنَحْنُ الضّائِعُونَ عَلى
ضَيَاعِنا نَتَعَادَى ثُمّ نَخْتَلِفُ
يا مِنْبَرَ الحَقِّ؛ نُورُ الدّينِ صانِعُهُ
كَيْ تَشْهَدَ الأَرْضُ أنّا فيكَ نأتَلِفُ
وأنّنا لِصَلاحِ الدّينِ حامِلِهِ
جندٌ، إلى المَسْجِدِ الأقصَى لَقَدْ زَحَفُوا
حتّى نُطَهِّرَهَ مِنْ رِجْسِ مَنْ غَصَبُوا
سَاحاتِهِ أو إلى أَنْفاقِهِ دَلَفُوا