20 حقيقة يمكن أن تغيّر حياة طفلك (1-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » 20 حقيقة يمكن أن تغيّر حياة طفلك (1-2)
child-father

"ينبغي تعليم الأطفال كيف يفكرون، وليس فيما سيفكرون." مارغريت ميد.

يكبر أطفالنا بسرعة وفي غفلة منا حتى، نعتقد أحياناً أننا قمنا بما يتوجب علينا القيام به لإعدادهم لمواجهة الحياة، بعض #الآباء يستمرون في القلق والتساؤل إن كانوا قد قاموا بما يكفي وأنهم أدوا واجب الأمومة والأبوة على أكمل وجه، رفاه وتعليم أطفالهم هو أكثر أهمية بالنسبة لمعظم الآباء و#الأمهات من أي شيء آخر، هذا القلق الجماعي على أطفالنا هو أمر طيب في الواقع ولكن في ظل متغيرات الحياة، هناك أشياء بسيطة وأكثر قيمة ينبغي أن نتشاركها مع أطفالنا، من شأنها أن تغيّر حياتهم للأفضل، أفضل مما يمكن توقعه، يمكن إضافة تلك الحقائق إلى المحادثات اليومية:

1. تعلُّم كيف يفكر هو أكثر فائدة من تعلُّم فيما سيُفكر: جزء كبير من حياتك هو نتيجة مباشرة للقرارات التي تتخذها، إذا كنت لا تحب حياتك لسبب ما، فقد حان الوقت للبدء في إجراء تغييرات واتخاذ قرارات أفضل، والشيء نفسه ينطبق علينا جميعاً، بما في ذلك أطفالنا، من الأهمية بمكان أن ينمو أطفالنا تدريجياً لفهم أنه يجب عليهم أن يتعلموا اتخاذ قرارات جيدة بأنفسهم، دون تدخل مباشر منا.

إذا كنت لا تحب حياتك لسبب ما، فقد حان الوقت للبدء في إجراء تغييرات واتخاذ قرارات أفضل

يمكن للآباء فقط أن يرشدوا وأن يضعوا ذريتهم في الطريق الصحيح، ولكن التشكيل النهائي لشخصيتهم سيكون بين أيديهم، يمكن أن تمشي جنباً إلى جنب مع طفلك، ستصلان إلى مفترق طرق وسيتحتم على طفلك حينها أن يفكر بنفسه، لذلك من المهم أن تعلمه الآن كيف يبدأ بالتفكير، لا أن تقرر أنت ما الذي ينبغي أن يفكر فيه.

2. كل شيء كان صعباً قبل أن يكون سهلاً، وسنكون أقوى كلما حاولنا: واحدة من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لطفلك فيما ينمو هي أن تسمح له بالقيام بالأشياء بنفسه، وأن يكون قوياً ومسؤولاً، وأن تكون له حرية تجربة الأشياء بشروطه الخاصة، اسمح له بأن يستقل الحافلة أو القطار، والتعلم من الحياة مباشرة، اسمح له أن يكون من أفضل الناس، أن يؤمن بنفسه أكثر، وأن يبذل جهده، أن تضع قدميك في الحياة وتمضي هو عملية تعلم، قد تكون صعبة في البداية ولكنها على المدى الطويل أكثر أماناً وجدوى.

واحدة من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لطفلك فيما ينمو هي أن تسمح له بالقيام بالأشياء بنفسه

3. أكبر خيبات الأمل في الحياة تكون غالباً نتيجة وضع توقعات في غير محلها: في الصغر تكون توقعاتنا أقل في الغالب، لكن كلما كبرنا كلما كبرت توقعاتنا أكثر، ينبغي أن تساعد طفلك على فهم أن التقليل من التوقعات "غير الواقعية"، يمكن أن يقلل من التوتر والإحباط الذي لا داعي له  .

4. القلق هو العدو الأكثر قسوة للنمو الشخصي: أكثر ما يفعله القلق بك هو أن يسرق سعادتك، ويبقيك مشغولاً عن أن تفعل أي شيء على الإطلاق، عندما تمضي وقتك في القلق ستبدأ بتصور أشياء لا تريدها من خيالك، علّم طفلك أن يستخدم خياله في طرق أفصل بكثير (الأطفال يجيدون ذلك في الواقع).

5. السلوك هو شيء يمكن أن يحدث فرقاً: إذا أردت أن تكون فعالاً في الحياة، لا يمكن أن تبني سلوكك حول كيف تكون الأشياء، بدل ذلك ينبغي أن تختار سلوكك بحيث يدعم ويعبر عن الطريقة التي ترغب في أن تكون عليها الأشياء، لا يتعلق الأمر بتوقع أن يحدث الأفضل دوماً، لكن بدل ذلك اعمل على قبول كل ما يحدث والعمل على أن يكون أفضل، أغلب الإحباط والإجهاد في حياتنا يأتي من ردود فعلنا وطريقة تعاملنا مع الظروف وليس الظروف نفسها  ، تعلم كيف تضبط مواقفك إزاء الأشياء، وسيختفي كل ذلك الإحباط، كلما مارست ذلك في حياتك بشكل جلي كلما مرّرت ذلك لطفلك وتعلّم منك بشكل غير مباشر.

6. الامتنان والرضا هو ما يجعلك أكثر سعادة ورضا: كتابة الأشياء التي تمتن لوجودها والاحتفاظ بها يمكن أن يشكل فرقاً كبيراً في حياة المرء، طلب الدكتور روبرت إمونس، من جامعة كاليفورنيا ديفيس من الطلاب المراهقين الاحتفاظ بمذكرة لمدة 10 أسابيع، يكتبون عليها ما هم ممتنون له نهاية كل أسبوع، وكانت النتيجة مذهلة، فالطلاب الذين احتفظوا بالمذكرة كانوا أكثر سعادة وتفاؤلاً بمستقبلهم بنسبة 25%، وكانوا أقل عرضة للمرض أثناء أداء الاختبارات، كما أنهم مارسوا النشاطات أكثر من المعتاد، من المهم أن تدرب طفلك على كتابة الأشياء التي لديه والتي يمتن لحصوله عليها.

7. السعي خلف السعادة مدى الحياة هو أن تعثر على معنى للحياة: السعي خلف السعادة ليس هو الشعور بالسعادة، والتي هي شعور عابر يعتمد على الظروف، السعادة تمر لأن الوقت يمر، والسعي لتحقيق السعادة مدى الحياة هو أمر بعيد المنال، لا يعتمد على ظروف معينة، ما ينبغي أن تسعى خلفه حقاً هو أن تعيش حياة ذات معنى، أن تسأل نفسك (لماذا أفعله ما أفعله؟)، عندما يكون لسؤالك أهمية، ستعيش حياتك بشروطك الخاصة، ما يجعل العقبات التي تقع في طريقك والتي لا مفر منها أمراً سهل التغلب عليه، ابذل قصارى جهدك لتساعد طفلك كي يعثر على إجابة سؤاله: لماذا أفعل ما أفعله، وأخبره بأنه لا بأس إن تغير مع مرور الوقت.

ما ينبغي أن تسعى خلفه حقًا هو أن تعيش حياة ذات معنى، أن تسأل نفسك (لماذا أفعله ما أفعله؟)

8. الرحلة الحقيقية هي الوجهة: التجربة الأكثر غزارة وفائدة في الواقع ليست فيما تريده بل في السعي إليه، إنها تلك رحلة نحو الأفق والتي لا نهاية لها، هي ما يهم، الأهداف التي تمضي نحو الأمام معك وأنت تسعى لتحقيقها، يتعلق الأمر بما تهدف إليه وما تتعلمه طوال الطريق، العثور على الحب، اكتساب القوة، تأسيس ذكريات... وغيرها، كلها أشياء لا يمكن أن تحدث دون أن تعيشها مباشرة، بعبارة أخرى الرحلة الحقيقية هي الوجهة، احرص على أن تُعلّم ذلك لطفلك.

9. الطريقة الأكثر فعالية للابتعاد عن شيء لا تريده، هو التحرك نحو شيء تريده: عندما نركز على عدم فعل شيء فإننا في الواقع نركز أكثر على فعله، إذا كنت لا تريد أن تتناول لوح الشوكولا الموضوع أمامك فستكون لديك رغبة أكبر في تناوله في نهاية المطاف، الفلسفة ذاتها تصدق في جميع مناحي الحياة، من خلال محاولاتنا المستمرة للابتعاد عما لا نريد، نحن مجبرون عن غير قصد على التفكير فيه كثيراً، ولكن إذا اخترنا بدلاً من ذلك تركيز طاقتنا على التحرك نحو شيء نريده، فإننا سنتخلص من كل ذلك الشعور السلبي وسنمضي قدماً في حياتنا، احرص على أن يتعلم طفلك ذلك.

10. الأفعال صوتها أعلى 100% من الكلمات: غالباً ستجد صعوبة في حمل الأطفال على الاستماع إليك، لكنك ستجد سهولة في حملهم على تقليدك، كن مثالاً يحتذي به طفلك كل يوم، كل دقيقة وثانية، ثم قم بتعزيز أفعالك بتوجيه شفهي  ، كلنا في نهاية المطاف، صغاراً وكباراً بحاجة لتذكر أن ما نريده في الحياة نحصل عليه مما نقوم به.

 

لقراءة الجزء الثاني من المقال اضغط هنا

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …