وجّه العلاّمة الشيخ يوسف #القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة إلى #الحكومات العربية والإسلامية، بخصوص أزمة المسلمين الروهينجا، قال فيها: "عندما تشاهد أمَّة الإسلام إخوانهم المسلمين الروهينجا: تُحرق أجسادهم، وتقطع أعضاؤهم أحياء، لا لشيء إلا أنّهم مسلمون، في زمن تخاذلت فيه الأمة، عن نجدتهم، وتخلت حكوماتهاعن نصرتهم، أو تقديم يد العون لهم".. "فلا ضمير يصرخ، ولا مروءة تتحرّك، ولا نخوة تهتز من أجل {الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}. [النساء:75]. حتى أصبح المسلمون الروهينجا أيتاما على مائدة لئام، تجرَّدوا من مظاهر الإنسانية، وتعروا من مبادئ البشرية، فتداعوا عليهم "كما تداعى الأكلة إلى قصعتها".
وخاطب العلاّمة القرضاوي الحكومات العربية والإسلامية بالقول: "إنني أنادي الحكومات العربية والإسلامية، فهم مسؤولون أمام الله تعالى عن إخوانهم المقهورين في #بورما، فسيحاسبهم سبحانه على هذا التخاذل في الدفاع عنهم، وفي الحديث: "ما من امرئٍ يخذُلُ امرَأً مسلماً في موضعِ تُنتهَكُ فيه حرمتُهُ، ويُنتقَصُ فيه من عِرْضِهِ، إلا خذلَهُ الله في موطِنٍ يُحبُّ فيه نُصرَتَهُ".
وأضاف: "تستطيع هذه الحكومات الإسلامية - إن أرادت - بما لها من وسائل ضغط سياسية واقتصادية، وعبر استثمار علاقاتها الدولية: أن تضغط على هذه الحكومة الظالمة. وقد رأينا أن أقليات أخرى وجدت لها من يعينها من الدول الكبرى ما ألجأ حكومة ميانمار إلى عقد صلح معهم وترك قتالهم".
وشدّد في بيانه على أنَّ "الإسلام يأمرنا أن ننصر إخواننا المظلومين، ولو بالقتال إلى جانبهم؛ دفعاً للظلم، ورفعاً للعدوان، قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. [البقرة: 190]".
أوضح البيان بالقول: "ولا يخفى على مسلم غيور ما يحلَّ بإخواننا #الروهينجا من مآسٍ يندى لها الجبين، وتتفطر منها الأكباد، ويشيبُ لهَوْلها الولدان، للدرجة التي يوصفون معها بأنهم أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، ومجردون من جنسيتهم، ومن حق التنقل، والتعليم، بل من حق الحياة".
وأكَّد البيان على إدانة واستنكار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمؤسسات الإسلامية الفاعلة كلَّ عملٍ إرهابي يروّع الأبرياء، ويستهدف الآمنين، في أيّ بقعة من العالم. ودعا إلى معاقبة الفاعل أيّا كان دينه أو عرقه أو طائفته، لكنّه تأسّف لعدم وجود وغياب أيّ فعل من العالم، أو من الدول الكبرى، أو من الدول العربية والإسلامية ما يكبح جماح هؤلاء، أو يسيطر على هذه الروح العدوانية الوحشية فيهم، على حدّ تعبير البيان.
وأشاد بيان الشيخ القرضاوي بدور جمهورية #تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، لما يقوم به من دور كبير، ودبلوماسية فاعلة وما تقدمه هيئة الإغاثة التركية، وأعرب عن أسفه للموقف العربي الذي جاء دون المستوى، والذي انشغل بأمور هامشية وخلافات بينية، عن القيام بواجبه تجاه إخوانه المسلمين هناك.