توفي اليوم الجمعة، الأستاذ محمد مهدي #عاكف، المرشد العام السَّابق لجماعة #الإخوان المسلمين بمصر، عن عمر ناهز 89 عاماً، في مستشفى القصر العيني غربي القاهرة، وذلك بعد تدهور حالته الصحية خاصة أنَّه مصاب بالسرطان ولم يكن يتلق رعاية طبية منذ اعتقاله عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، عام 2013م.
وقالت علياء ابنة الرّاحل: إنَّ والدها توفي اليوم داخل سجنه. وكتبت على حسابها بموقع فيسبوك: "أبي في ذمّة الله، إنّا لله وإنّا إليه راجعون". وكانت علياء عاكف قالت الشهر الماضي: إنَّ صحة والدها تدهورت بشكل شديد وإنَّ "حالته تسوء يوماً بعد يوم وأصبح غيرَ قادر على الكلام أو فتح عينيه"، بعد زيارته الأخيرة في المستشفى.
وكشفت علياء محمَّد مهدي عاكف أنَّ الأطباء قالوا لها إنَّ والدها الذي يرقد في مستشفى القصر العيني بالقاهرة، يعاني من ما سمّتها "أمراض الموت"، بعد أن كانت سلطات #الانقلاب نقلته في وقت سابق من سجنه جرّاء تدهور حالته الصحية. وأضافت في حينه على حسابها في فيسبوك أنَّ والدها "أصبح لا يأكل ولا يشرب ويعيش على المحاليل (..) كثرة المحاليل خطر على حالته يعني لو لم يمت من عدم الأكل والشرب، فسيموت من المحاليل".
وقال عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان المسلمين بمصر، في تصريحات صحفية: "إنَّه سيتم دفن جثمان عاكف، مساء اليوم، بمقبرة أسرته في القاهرة".
من هو محمد مهدي عاكف؟
من مواليد كفر عوض السنيطة - مركز أجا دقهلية.
درس التوجيهي في مدرسة (فؤاد الأول) الثانوية بالقاهرة، ثمَّ التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج في مايو 1950م. وعمل بعد تخرجه مدرساً للرياضة البدنية بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية.
عرف الإخوان في وقت مبكر في عام 1940م، وتربّى على شيوخ الإخوان وعلمائهم، وعلى رأسهم حسن البنا، وكان من أحبِّ المشايخ إلى نفسه محي الدين الخطيب.
التحق بكلية الحقوق 1951م، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قامت الثورة، وسلَّم معسكرات الجامعة لـكمال الدين حسين المسئول عن الحرس الوطني آنذاك.
كان آخر موقع شغله عاكف في الإخوان قبل صدور قرار بحل الجماعة عام 1954م هو رئاسة قسم الطلاب، وكان رئيساً لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان المسلمين.
قُبض عليه في أول أغسطس 1954م، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف- أحد قيادات الجيش وأحد أعلام الإخوان - والذي أشرف على طرد الملك "فاروق"- وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
خرج من السجن سنة 1974م في عهد أنور السادات ليزاول عمله كمدير عام للشباب بوزارة التعمير.
اشترك في تنظيم المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنغلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا.
عمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ.
شغل عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة منذ عام 1987م حتى أكتوبر 2009.
انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة، وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الإخوان الانتخابات تحت مظلتها.
قُدِّم للمحاكمة العسكرية سنة 1996م؛ فيما يعرف بقضية سلسبيل والتي ضمت وقتها عدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين، وقد اتهمه الادعاء بأنَّه المسؤول عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م.
رفض إعادة انتخابه مرشداً للإخوان، وترك المنصب بعد انتخاب د.محمد بديع مرشداً خلفاً له في 16 يناير 2010م.
اختير في المرتبة الـ12 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة في عام 2009 في كتاب أصدره المركز الملكي للدراسات الإستراتيجية الإسلامية وهو مركز أبحاث رسمي في الأردن حول أكثر 500 شخصية مسلمة مؤثرة في عام 2009.
وإثر انقلاب 3 يوليو/تموز 2013م، اعتقل الأستاذ محمد مهدي عاكف ضمن اعتقالات شملت الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين والقوى الرَّافضة للانقلاب.
وظل حبيس سجنه، حتى أعلن مصدر أمني مصري، في بداية عام 2017، أنَّ محمد مهدي عاكف نقل إلى أحد المستشفيات بالقاهرة؛ حيث أودع بالعناية المركزة إثر تدهور حالته الصحيَّة.