يا مسلمي أراكان: خلاصكم في الضّرب والطعان!

الرئيسية » خواطر تربوية » يا مسلمي أراكان: خلاصكم في الضّرب والطعان!
d28a2f8bbd

في الثمانينيات، كتب الشيخ نزار ريان -أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس- مقالة تحت عنوان: (بندقيتي الأولى)، وفي هذه المقالة كتب الشيخ عن رحلته؛ بغية امتلاك بندقيته الأولى، والتي كانت أولى ولم تكن آخرة، بل كانت أول بندقياته التي كثرت وتعددت وتطورت في يده، وكذلك في أيدي إخوانه من أبناء الحركة العظيمة المجاهدة، حتى أتم الله عليهم بفضله، فحرروا غزة من يد الاحتلال الصهيوني الغاشم، ويوماً ما ستتحرر الضفة، بل ستتحرر فلسطين كلها، فلسطين من النهر إلى البحر.

ولقد ثبت الشيخ نزار ووفّى! ولم يلق بندقيته أبدا، مع أنه كان من رجال العلم البارزين، وكان أحد القادة السياسيين لحركة حماس، وكان يكفيه الأخذ بعنان فرسه في هذين المجالين الكبيرين، العلم والقيادة السياسية، إلا أنه أبى إلا أن يجاهد بيديه مع شبابه الذين رباهم على الجهاد، حتى كتب الله له الشهادة في موقف ملحمي، عندما كانت الحرب الصهيونية على غزة في عام: (2009م)، فظهر على شاشات التلفاز، وتحدى طائرات العدو من أن تخيفه وتبعده عن بيته وموطنه، فقصفت طائرات العدو منزله، فاستشهد هو وزوجاته الأربعة وتسعة من أبنائه.

وفي يوم، وقف القائد الكبير الدكتور عبد العزيز الرنتيسي -أحد أبرز مؤسسي حماس، وقائد حماس في غزة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين- وقف في جمع كبير، وحمل بندقيته، وأشار بها إلى الجموع، ونادى بأعلى صوته: "هذا هو الطريق، هذا هو الطريق"، وفي تجمع آخر قال عن الشباب المجاهد: "لقد حاور هؤلاء الشباب العدو باللغة التي يفهم، حاوروه بالسلاح، حاوره بالدم!".
ولما هدده العدو الصهيوني بالاغتيال قال: "نحن جميعا ننتظر آخر يوم في حياتنا،سواء بالأباتشي أو بالسكتة القلبية، أنا –شخصيا- أفضل الأباتشي".

ولقد ثبت الدكتور الرنتيسي ووفّى، حتى اغتاله العدو الصهيوني بطائرات الأباتشي في عام: (2004م)، بعد أيام قليلة من اغتيال الشيخ أحمد ياسين.

من هنا يكون حديثنا وتوجيهنا لإخواننا المستضعفين من مسلمي الأراكان في ميانمار. خلاصكم أيها الإخوة الكرام الأحباب لن يكون في استجداء أمة الإسلام، أمة الضعف والهوان! فلو كان بهذه الأمة ثمة خلاص، لكانت هي الأولى به، تُخلّص نفسها من أعدائها في الداخل والخارج، ومن حالة الاستضعاف والهوان التي باتت حالة تاريخية لم تُسبق بمثيلتها، وكل الظن أنها لن تُلحق بمثيلتها أيضا!

خلاصكم يا أهل أراكان لن يكون في استجداء أمة الإسلام، أمة الضعف والهوان! فلو كان بهذه الأمة ثمة خلاص، لكانت هي الأولى به، تُخلّص نفسها من أعدائها في الداخل والخارج، ومن حالة الاستضعاف والهوان التي باتت حالة تاريخية لم تُسبق بمثيلتها

خلاصكم أيها الكرام الأحباب بأيديكم، خلاصكم في الجهاد، في الضّرب والطّعان، ومهما كان عدوكم أكثر منكم وأقوى منكم، فأنتم -بعون الله وفضله- ستوجعونه وتؤلمونه، وسيردعه ذلك عن غيه وطغيانه.

إن كان خوفكم من حمل السلاح هو خوفاً من زيادة طغيان العدو، فإن الظاهر أن طغيان العدو قد بلغ مداه، وليس هناك أكثر من ذلك ولا أفظع منه! وإن الذي يشاهده العالم من المشاهد بحقكم، هي مشاهد غير مسبوقة في تاريخ البشر، أو على الأقل في تاريخه الحديث!

وإن كان خوفكم من حمل السلاح هو خوفاً نابعاً من اليقين بالهزيمة أمام جيش الدولة وميليشياتها المسلحة، فالناظر لحالكم سيجد هزيمة لا هزيمة بعدها، وإن الحال بعد حمل السلاح لن يكون أسوأ من الحال الآن!

لا تنتظروا شيئاً من أمة الإسلام -أمة الضعف والهوان- غير الشجب والإدانة، ولا تنتظروا شيئاً من هذا العالم الظالم، فهو عالم قد تمالأ على كل مسلم في كل الأرض، ولن ينظر إليكم هذا العالم ما دمتم مسلمين متمسكين بدينكم.

لكن حذاري من المبادرة إلى الجهاد دون دراسة وموازنة، ودون تقدير للحال والواقع، فعليكم بدراسة أوضاعكم، وتقييم أحوالكم، وتلمس نقاط ضعف عدوكم، حتى يكون قراركم مدروساً، لا يعود عليكم بالهلاك والإبادة، إضافة لما هو موجود.

حذاري من المبادرة إلى الجهاد دون دراسة وموازنة، ودون تقدير للحال والواقع، فعليكم بدراسة أوضاعكم، وتقييم أحوالكم، وتلمس نقاط ضعف عدوكم، حتى يكون قراركم مدروساً، لا يعود عليكم بالهلاك والإبادة

إن الجهاد ما شرع إلا للدفاع عن بيضة المسلمين وحرماتهم، ومنع انتهاك أعراضهم أو إزهاق أرواحهم، وما تتعرضون له اليوم أمر جلل، يحتاج إلى وقفة جادة؛ لوقف ما تتعرضون له من أذى ومجازر.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه االطبراني: (ما ترك قوم الجهاد إلا عمّهم الله بالعذاب).
ويقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أحمد: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ).

أيها الأحباب الكرام في أراكان، قاتلوا من يقاتلكم، وأرعبوا من أرعبكم وأفزعكم، ولا تجوروا وتظلموا، فإنكم أبناء دين عظيم، أوصاكم بالعدل في كل أحوالكم، في السلم والحرب.

فقاتلوا باسم الله، على منهج الله ، قاتلوا عدو الله وعدوكم، ولو دام قتالكم لسنين وعقود! فإن ما تدفعونه على مذابح الذل الآن، هو أضعاف أضعاف ما تتطلبه العزة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب وشاعر وروائي مصري، مهتم بالفكر الإسلامي والحركة الإسلامية

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …