بعد مطاردته من قبل جنود الاحتلال وإصابته، اعتقله الاحتلال الصهيوني في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، عام 1996م، واتهم آنذاك بالانتماء لكتائب عز الدين القسَّام، وقيادته لعمليات "الثأر المقدس" للقائد القسَّامي يحيى عيَّاش، التي أدّت لسقوط عشرات القتلى الصهاينة. وحكم عليه بالسجن 48 مؤبداً وثلاثين عاماً (1175 عاماً) ، أمضى منها 13 عاماً في العزل الانفرادي..
إنَّه الأسير حسن سلامة، أحد قادة كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي يبلغ من العمر (44 عاماً)، استطاع أن يكمل دراسته الجامعية داخل سجنه، وأن يقهر السجّان الصهيوني بإحرازه شهادة البكالوريوس من كلية الآداب، وتخصّص التاريخ، بعد أن التحق بجامعة الأقصى، وأنهى دراسته الجامعية فيها بالانتساب.
وقد استطاع الأسير حسن سلامة أن يحقّق هذا الإنجاز في تسعة فصول دراسية تقريبًا،ويتغلّب على جميع مضايقات الاحتلال الصهيوني الكثيرة، من صعوبة إدخال الكتب الأكاديمية والتقدّم للاختبارات الفصلية، عدا عن سنين أخرى مماثلة قضاها بمعزلٍ عن الشمس.
وكانت والدة سلامة استلمت شهادة ابنها الأسير الخريج، في احتفالات جامعة الأقصى بتخريج كوكبة من أبنائها الطلبة تحت شعار فوج "الأسرى والمسرى". وقد التقطت له صورة، وهو يرتدي عباءة التخرّج، والقبعة الخاصة بالطلبة الخريجين، وهو يضع الوشاح الأخضر الخاص بحفل التخرّج الخاص بالطلبة الخريجين.
من هو القيادي القسّامي الأسير حسن سلامة؟
هو حسن عبد الرّحمن سلامة
ولد بتاريخ 9/8/1971م، في مخيم اللاجئين خان يونس في قطاع غزَّة، وهو من قرية الخيمة قضاء الرملة.
حصل على الشهادة الثانوية، والتزم بمسجد الإمام الشافعي القريب من بيته، ومنذ بداية نشأته والتزامه تعلّق بالشهيد ياسر النمروطي، والذي كانت تربطهما علاقة محبّة وود متميّزة على الرّغم من الفارق في السن.
وتميّزت شخصيته بالإخلاص والتفاني في العمل الإسلامي، فقد كان مشغولاً منذ صغره بالنشاطات الدَّعوية، ولو كلّف ذلك الغياب عن البيت.
وما أن بدأت الانتفاضة الأولى حتّى كان من أوائل المشاركين فيها بكل فعالياتها، وتدرّج في أنشطتها منذ بدايتها - الأحداث - والصاعقة - والجهاز العسكري.
اعتقله الاحتلال الصهيوني أكثر من مرّة، وكان كل مرة يخرج أكثر صلابة وتصميماً على العمل الجهادي المقاوم للمحتل، واعتقلته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مدَّة 6 شهور.
ومن المواقف التي ذُكرت عنه، أنَّه عندما زارته أمه ذات يوم بعد خروجه من التحقيق، وقد جاءوا به إليها مكبل اليدين والقدمين، فذعرت وخافت فبكت فصاح بها أبو علي بكل إشفاق وحنان: يا أمي، إيَّاك أن تبكي، هل تريدين أن تشمتي فينا اليهود، فكان من أمّه إلاّ أن تهللت مزغردة، ممَّا آثار تكبير المعتقلين.