على مدار سنوات عديدة سابقة أنشأ الكيان الصهيوني وحدة إلكترونية كبيرة تتكون من مئات العاملين، ومتخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي، كان هدف الوحدة استخدام القوة الناعمة لتمرير مخططات الكيان الجديدة باستخدام آلاف الأسماء الوهمية، وأسماء صهيونية بارزة، وكان الحذر واجباً من هذه الأساليب الصهيونية التي تحاول إخفاء شكل الكيان القذر في قتل الفلسطينيين، وتقسيم المنطقة العربية نجملها في النقاط التالية:
1. نشر القدرات الصناعية والعلمية والطبية للكيان الصهيوني، والتركيز عليها عبر فيديوهات صغيرة في الغرب والشرق لخلق حالة من الإبهار بما يقدمه الكيان الصهيوني.
2. محاولة تمرير ثقافة حوار الأديان، والتسامح والتعامل المشترك مع الاحتلال كمحور مهم في متوازي الأضلاع في المنطقة.
3. نشر الفتنة بين الشعوب العربية وتعزيز الطائفية، وصراع الأقليات، ودعم الانفصال، وكان مشهد السنة والشيعة في دول الخليج خصوصاً البحرين حاضراً في الصراع الصهيوني العربي، كذلك تعزيز انفصال الأكراد، فالاحتلال أول من أيد استقلال الأكراد.
من الوسائل التي يستخدمها الكيان الصهيوني على وسائل التواصل الاجتماعي نشر الفتنة بين الشعوب العربية وتعزيز الطائفية، وصراع الأقليات، ودعم الانفصال
4. المحاولات العديدة لاستضافة أكبر قدر ممكن من الخبراء والمحللين والنخبة الصهيونية على القنوات العربية، ولقد كانت استضافة قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس نموذجاً لاستخدام القوة الناعمة في التطبيع الإعلامي، عبر استضافة الصهيوني المتطرف المستوطن"مردخاي كويدار" الذي زوّر الحقائق وشوه الإسلام بشكل واضح، ليلعب في عقول الجماهير العربية البسيطة، لكن ردة الفعل كانت قوية جماهيرياً ضده، كذلك كتابة مقال لافخاي أدرعي بالمشاركة مع كاتب كردي في صحيفة إيلاف السعودية الإلكترونية لنشر الكذب والافتراءات، ومحاولة إظهار صورة الكيان الصهيوني القاتل بصورة الراعي للسلام والمحبة.
5. استخدام ناطقين معينين يمثلون السلطة الحاكمة في الكيان الصهيوني، كأفخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الصهيوني، والذي لا يترك مناسبة إسلامية أو عربية إلا ويهنئ بها المسلمين والعرب.
خطوات عملية
أمام هذا الجهد الصهيوني الكبير، والمدعوم مادياً من مستويات عليا في اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أكبر التطبيقات في "السوشيال ميديا" كالفيس بوك، والذي بات يحذف آلاف "البوستات" ويحظر مئات الناشطين الفلسطينيين الذين يظهرون حقيقة هذا الاحتلال الغاشم، ومتوافقاً معه.
ونظراً للهجمة الشرسة سالفة الذكر، علينا الإسراع للحد من هذه المصيبة الجديدة التي أصابتنا وتحاول ضرب الوعي العربي، واستغلال الأجيال الجديدة لتبرر جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني السرطان الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية. وذلك يكون بما يلي:
1. عقد مسيرات ومطالبات حقوقية عربية بإصدار قوانين داخل الدول العربية تجرم التطبيع، وتحاسب المطبعين أمام الجماهير.
2. تعرية وفضح كل المطبعين مع الكيان الصهيوني من أشخاص ومؤسسات بالاسم، وتجريم أفعالهم الشنيعة بحق العرب والمسلمين، وبحق الأجيال القادمة.
3. إنشاء فرق إلكترونية عربية داعمة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية العادلة؛ لتكون كنانة المواجهة الرئيسية في عصر القوة الناعمة، لفضح حقيقة هذا الكيان الصهيوني.
4. إنشاء منصات رقمية متعددة وبلغات مختلفة كالإنجليزية والإسبانية والألمانية والفرنسية، لفضح حقيقة الكيان الصهيوني، وإبراز الكذب الذي يمارسه الاحتلال عبر مقارنات بين ما يدعو له في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الشخصيات البارزة كأدرعي والمنسق وغيره، وبين الحقيقة على أرض الواقع من خلال جرائمه المتواصلة، وكشف المؤامرات التي يقودها ضد الأمة العربية.
علينا إنشاء منصات رقمية متعددة وبلغات مختلفة كالإنجليزية والإسبانية والألمانية والفرنسية، لفضح حقيقة الكيان الصهيوني، وإبراز الكذب الذي يمارسه الاحتلال
5. الشرق ساحة مهمة كدول إندونيسيا وماليزيا وغيرها فللموساد وقواه الناعمة دور كبير في اختراق وعي هذه الشعوب عبر الوفود الصهيونية ونشر فيديوهات باللغة المالاوية أو الإندونيسية، فهي تحتاج نشاطاً مكثفاً بلغة بسيطة لإظهار حقيقة الكيان الصهيوني البشع، وتجريم المطبعين من هذه الدول.
6. نشر كافة المنتجات الصهيونية، والشركات التي تبيع معداتها في الدول العربية والغربية، ومقاطعتها بالمنشورات من خلال عرض الجرائم التي يسببها الاحتلال بسبب دعم منتجاته التي تتحول إلى شراء الأسلحة المستخدمة في قتل الفلسطينيين.
7. تعريف الجماهير بأنواع التطبيع الناعمة، كالتطبيع الإعلامي والتطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي، وقد بذل الكيان الصهيوني جهداً كبيراً في التطبيع الثقافي والإعلامي كمدخل للتطبيع السياسي.
كل ما يبذله الكيان الصهيوني من محاولات لتغيير الوعي العربي عن حقيقة أنه سبب السرطان في المنطقة العربية وتقسيمها وتفسيخها ستبوء بالفشل إن انتبهنا لهذه المؤامرة
في نهاية المطاف كل ما يبذله الكيان الصهيوني من محاولات لتغيير الوعي العربي عن حقيقة أنه سبب السرطان في المنطقة العربية وتقسيمها وتفسيخها ستبوء بالفشل إن انتبهنا لهذه المؤامرة، ولا يستهين أي شخص في الأمة العربية بمكانته ودوره، أكان فقيراً أم غنياً، صحيحاً أم مقعداً، رجلاً أم امرأة، طفلاً أم عجوزاً، موظفاً عمومياً أم صاحب مشروع خاص، كل جماهير الأمة العربية من المغرب غرباً حتى السعودية شرقاً مطالبة لفضح المطبعين، وتعزيز القضية الفلسطينية في قلوب وعقول الأجيال الحالية والقادمة، لأن فلسطين هي المخرج الحقيقي من حالة التشرذم التي نمر بها، فقد قدّسها الله وبارك حولها لتكون طوق النجاة والوحدة القادمة، فاحذروا التطبيع ولتفشلوه بأيديكم أيها العرب الأبطال، لا مكان للصهاينة، ولا للذين يطبعون معهم بيننا.