كثيرة هي الأحداث في حياة الأمة، وإن في مقدمها ما له تعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم وسبب، وإن من هذه الأحداث، مولود رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي طال الجدال حوله، في غفلة عن علاقة الأمة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذه المناسبة تجدد في الناس الصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن هذه الأمة قد عرفت النور، ومارست الهداية، واستنارت بنور الحق، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه، عبر هذا النبي الكريم الذي يقول الله فيه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، وعن سبب اختياره يقول: (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
وإذا كان الحال كذلك، فما عرفت هذه الأمة إلا بهذا الدين العظيم، والذي دلنا عليه هذا النبي الكريم، الذي تكون أحداث حياته، صفحات مشرقة في تاريخ الأمة المسلمة، بها تعرف، وعنها تتحدث، وفي الدفاع عنها تتحدى الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
وإذا كان الحال كذلك، لزم كل مسلم في هذه الأيام التي يحيا فيها الاستضعاف، ويرى فيها تكالب الأعداء، أن يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه عن بداية بدء الأمة، وانبثاق نورها، وتسطير صفحات تاريخها، تلك التي مارست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، الفتح عبرها، فكانت حياته صلى الله عليه وسلم، حياة للأمة، ومولوده صلى الله عليه وسلم، مولداً لها، وأهم أحداث حياته صلى الله عليه وسلم، معالم هدى، في تاريخ الأمة، بما يحفزها إلى مزيد عمل، وانبثاقة أمل، ودافعية خير، فما الهجرة إلا محطة من محطات التأسيس في حياة الأمة، وما بدر إلا انطلاقة خيّرة، في تاريخ الأمة، وما الفتح لمكة إلا صفحة مشرقة، تظهر انتصار هذا الدين في واقع هذا البشر بطريقة واقعية، لا تقبل المعجزات، وهل تحتاج الأمة هذه الأيام إلا إلى نظرة واقعية، تحيل ضعفها قوة، وفرقتها تجمعاً، ويأسها أملاً.
إن الظلام الكثيف، الذي كان يلف الكرة الأرضية أيام ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، يشبه ذاك الظلام الكثيف، الذي يلف الحياة الآن، لكن قدر الله أن يكون هناك ضياء، أزال تلك الظلمة، وكشف الغمة، وأوجد في الأمة فجراً جديداً، وهذا يحوج بالضرورة، أن يعود النور من جديد يكشف الظلمة، ويبعد الغمة، ويجمع الأمة، بين يدي فجر جديد، يتراآه الناس، وكم هم في حاجة له.
إن مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام رسالة عظيمة، تبشبش القلوب، وتحيي النفوس، وتجبر الخواطر، وتدفع اليأس، وتحيي الأمل، بأن مجد الأمة قادم، وأن خيرها قائم، فلترتفع الأمة، لتلاقي ذلك القدر.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- صحيفة السبيل الأردنية