أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال الشارع العربي والإسلامي؛ رفضاً شعبياً ونقابياً ورسمياً واسعاً منذ إعلانه مساء الإثنين.
ففي تركيا حذر الرئيس رجب الطيب أردوغان ترامب من الإقدام على هذه الخطوة المستفزة، متوعداً بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال في حال اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لها.
وشدد أردوغان في حديثه أمام البرلمان على أن القدس هي خط أحمر بالنسبة للمسلمين، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المدينة دون أي تغيير.
أما في الأردن فقد دعت الحركة الإسلامية لمسيرة شعبية يوم الجمعة رفضاً لقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، وذلك عقب توصيات خرج بها مجلس النواب في جلسة طارئة عقدت لمباحثة تصريحات ترامب، حيث طالب المجلس الحكومة بسحب السفير الأردني من "تل أبيب" وتجميد اتفاقية وادي عربة.
وبعد انتهاء الجلسة توجه عدد من النواب الأردنيين إلى السفارة الأمريكية في عمان وقاموا بالوقوف أمامها احتجاجاً على قرار ترامب، حيث ألقى النائب الدكتور احمد الرقب مقرر لجنة فلسطين النيابية كلمة قال فيها: "نحن ممثلو الشعب الأردني الحقيقيون ونقول للسفير الأمريكي أنت غير مرحب بك في أردن الحشد والرباط".
أما النائب في البرلمان الأردني د.ديمة طهبوب فقد صرحت في حديثها لـ"بصائر" قائلة: إننا نحذر من خطورة الشروع في نقل السفارة الأمريكية إلى بيت المقدس التي مزقوها بالمصطلحات (شرقية وغربية) ونؤكد أن موضوع القدس هو أمر عقدي لا يخضع للمساس والتفاوض.
وأضافت طهبوب أن القدس تعرضت لعبث ممنهج ومجهودات تراكمية مضنية على مدى عقود عديدة، مشيرة إلى أن الخيال الصهيوني الجامح يسعى للاستفادة من الفرص السانحة في فرض أجندته منتهزاً حالة الوهن المفروضة على الأمة قسراً، مطالبة الحكومات والشعوب برفض هذه المخططات الغادرة.
على الصعيد الشعبي أعلنت الفصائل الفلسطينية اليوم الأربعاء يوم غضب شعبي، حيث خرج المئات في مسيرة بغزة احتجاجاً على قرار ترامب، أحرق فيها المتظاهرون صوره ورفعت لافتات مكتوب عليها "القدس خط أحمر" "القدس عاصمتنا الأبدية".
كما تظاهر المئات أمام كنيسة بيت لحم في الضفة الغربية ليل الأربعاء احتجاجاً على القرار.
هذا ونظم المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وقفات احتجاجية في المخيمات احتجاجاً على قرار ترامب نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس.
علماء ودعاة يحذرون:
خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين اعتبر في تصريح صحفي صدر عنه أن نقل السفارة الأمريكية للقدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال سيكون بمثابة الاعتداء على الفلسطينيين والعرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم وهذا سيجر تداعيات لا يعلم مداها إلا الله عز وجل.
وراهن حسين على موقف المقدسيين والفلسطينيين والمسلمين كافة الذين لن يقبلوا بهذا الإجراء وسيبذلون الغالي والنفيس من أجل الوقوف في وجهه داعياً لوحدة الشعوب والشرفاء والعلماء والوقوف صفاً واحداً من أجل إلغاء هذا التوجه الأمريكي.
من جانبه وجه الداعية الدكتور أحمد نوفل على صفحته على "فيسبوك" رداً على قرار نقل السفارة الأمريكية بالقول: "يا شعب فلسطين.. المؤامرة اتسعت والمأساة اتسعت وللرد على كل هذا نحتاج مزيداً من التلاحم والوحدة وروح المقاومة وتحدي المحتل ومزيداً من اليقين بالنصر".