بينما نمضي في حياتنا الشخصية والمهنية، ستكون هناك –حتماً- لحظات من الإحباط واليأس، وتحديات كبيرة وعقبات لا تُحصى، إنها طبيعة الحياة، فحتى أولئك الذين نعتقد أنهم يحصلون على الأشياء بسهولة، يواجهون معضلات ومصاعب، لكنّ الفرقَ بين الأشخاص الذين ينجحون في الحياة، وأولئك الذين لا يستطيعون، هو القدرة على مواجهة تحديات الحياة بشكل صحيح، وليس غياب التحديات، خلال تلك الأوقات العصيبة.
يبدو لنا أحياناً أننا فقدنا كل شيء، وألا شيء ولا أحد يمكن أن يساعدنا على التحرك نحو الأمام في اتجاه أحلامنا، ولكنَّ تعلم كيفية مواجهة التحديات لن يساعدنا على أن نكون أكثر نجاحاً في الحياة فحسب، بل سيمنحنا أيضاً فرصةَ أن نعيش حياة أكثر سعادة، إليك سبع استراتيجيات ستساعدك لتتصدى لتحديات الحياة:
1 - التعايش مع الواقع:
كثيراً ما نبتعد عن حياتنا بدل أن نسير نحوها، كثيراً ما نتجنبها، لكن إذا كنا نرغب في أن نكون على وعي بالحاضر؛ لنستمتع بالحياة ولنكون أكثر فاعلية، يجب أن نواجه الواقع لا أن نهرب منه ، عندما نسترشد بمبدأ الواقع، نطور قدرة أعمق على التعامل مع الحياة على نحو أكثر فعاليّة، ما كان ذات مرة صعباً بات الآن أسهل، وما كان ذات مرة مخيفاً لنا، بات الآن مألوفاً، الحياة تصبح أكثر قابلية للإدارة، وهناك شيء أعمق نكسَبه؛ لأننا نكتشف أننا أصبحنا أكثر قوة، وأننا أصبحنا أكثر ثقة في أننا سنكون أكثر قوة، ذلك هو أساس الشعور بأننا قادرون، والذي هو منبع الحياة السعيدة.
2 - تقبّل الحياة كما هي:
يعتقد أحد الفلاسفة أن سرّ الحياة يكمن في أن ترغب فيما تمتلكه، لا فيما لا تمتلكه، أن تكون حاضراً يعني أن تتقبل وتعيش الحياة التي مُنحت لك، بخيرها وشرها، بروعتها ومأساويتها، بالربح والخسارة، بالحياة والموت، عندما تؤمن بذلك ستحصل على فرصة للاستمتاع بالحياة؛ لتقدير خبراتك، للاستثمار في الخيرات الموجودة، عندما نستسلم لواقع من نحن، نعطي أنفسنا فرصة للقيام بما يمكننا القيام به، وما خُلقنا لأجله.
عندما نستسلم لواقع من نحن، نعطي أنفسنا فرصةً للقيام بما يمكننا القيام به، وما خُلقنا لأجله
3 - خذ وقتك:
كما تعلمنا في قصة السلحفاة والأرنب، التمهّل والثبات يجعلنا نفوز بالسباق، عندما نكون في عجلة من أمرنا، سنخسر فرصتنا في النجاح ، نتعجّل ونرتكب المزيد من الأخطاء، نقع في المآزق وندفع الثمن فيما بعد، نسعى للطريق السهل، ولكن الطريق السهل ليس هو الأفضل بالضرورة، يقول مثلٌ قديم: "كلّما تمهّلت وصلت"، التمهّل، والانضباط، والنمو التدريجي هو نوع من الطرق التي تؤدي إلى تغيير دائم.
4 - اشكر النعم:
من السهل أن تقوم بعدّ مشكلاتك، بدل عدّ ما لديك من نعم، ولكن هذا السلوك يقوّض قدرتنا على الاستفادة من الخير الذي وُهبناه، ولا يسمح لنا بأن نرى أنّ الحياة التي لدينا هي في الواقع هِبة، تغيير ذلك السلوك يُحدث فرقاً، الإقرار بالخير وتلقيه بامتنان هو وصفة للصحة النفسية والشعور بالرفاه، وهذا السلوك يزيد من إمكانية أن نستفيد من الخير الذي مُنِحناه، بل نستخدمه حتى نواجه الصعوبات التي ورثناها حتماً.
الإقرار بالخير وتلقيه بامتنان، هو وصفة للصحة النفسية والشعور بالرفاه
5 - كن قريباً من مشاعرك، حتى تلك المؤلمة:
في كثير من الأحيان نعتقد أن مشاعرنا ثقيلة، مخيفة ومربكة، لذلك نحاول الإبقاء على مسافة بيننا وبينها، لكننا بحاجة إلى مشاعرنا؛ لكي نشعر بالرضا، والقيمة، والمتعة في الحياة، إن التخلص من المشاعر لا يؤدي إلى نتائج عكسية فحسب، بل يستنزف طاقتنا النفسية التي تجعل الحياة مكاناً يستحق العيش، المشاعر هي الوقود في المحرّك الذي يحرّك شخصياتنا، هي مصدر التحفيز، هي الطاقة، هي الحيوية وعصير الحياة، وبدونها حياتنا لن يكون لها أي معنى أو بُعد أو لون، لن يكون هناك أي فرح أو إبداع أو متعة، دون مشاعرك لن تكون أنت، ولن يكون أي أمر مهمّاً بعد ذلك.
إن التخلص من المشاعر لا يؤدي إلى نتائج عكسية فحسب، بل يستنزف طاقتنا النفسية التي تجعل الحياة مكاناً يستحق العيش
6 - تقبل النجاح والفشل كجزء من رحلة الحياة:
نحن جميعاً نتعلم، لا أحد يفوز دوماً، أن نكون أكثر رحمة تجاه أنفسنا، هو فقط ما يُساعدنا على الصمود، إن العملية الديناميكية في الحياة تتكون من الفشل، والنجاح، والمحاولة مرة أخرى ، وتلك هي الطريقة الوحيدة لتطوير الثقة الدائمة في أنفسنا، نحن نتعلم من خلال التجربة أننا يمكن أن ننجح ونتعافى من الفشل، نتعلم أيضاً التواضع، وأننا مخلوقات محدودة المقدرة، تحتاج دوماً إلى دعم ومساندة من الآخرين، مهما ينضج الواحد منا أو ينجح، سيكون دوماً بحاجة إلى من يُوَجهه ويُلهمه، سيكون بحاجة إلى أصدقاء يرى نفسه من خلالهم.
مهما ينضج الواحد منا أو ينجح، سيكون دوماً بحاجة إلى من يُوجهه ويُلهمه، سيكون بحاجة إلى أصدقاء يرى نفسه من خلالهم
7 - صُن علاقات المحبة:
من السهل جداً أن نُهمل ما يَهُمنا أكثر، علاقاتنا بالأشخاص الذين نحبهم، هذه العلاقات لا تحدث فجأة، إنها تنمو وتستمر من خلال اليقظة، والرعاية والعمل الشاق، سواء في الزواج، أو العلاقات الأسرية أو في الصداقات، إنها تجربة حيّة، شيء تختاره كل يوم، ويحدث كل يوم، يتطلّب الالتزام ليستمر، ينطوي على عملية يومية للتغلب على المسافات واحترام الاختلافات بيننا، إنها تقبّل حقيقة أننا يمكن أن نجرح بعضنا بعضاً، إنها الطبيعة البشرية، تلك الآلام لا يمكن تجنُّبها، يمكن أن نكرس أنفسنا فقط للقيام بما يمكننا القيام به؛ لمواجهتها وإصلاحها، حتى ذلك الحين يبقى الحب هو الأساس الذي يُصلح كل شيء، نتعرض للأذى، نحاول الشفاء منه، نعبّر عن قلقنا، نتحمل مسؤولية أخطائنا، نتعلّم الاعتذار من الآخرين، نتعلّم كيف نعوّض عليهم، كيف نغفر، وكيف نتقبّل اعتذار الآخرين، نتعثّرُ ونقف، ونتعثّرُ ونقف مرة أخرى!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مترجم بتصرف: https://www.psychologytoday.com/blog/headshrinkers-guide-the-galaxy/201412/7-strategies-face-lifes-challenges