الأشخاص السعداء يقومون بأشياء كثيرة، إنهم يقضون الوقت في شكر النعم، وتعميق مشاعر التفاؤل، وممارسة اللطف، ورعاية علاقات المحبة، والالتزام بأهداف ذات مغزى، وتذوق المُتَع الصغيرة في الحياة، وهكذا دواليك... ولكن هناك أشياء لا يقومون بها؛ لأنها تفسد عليهم سعادتهم، إليك ستة أشياء لا يفعلها الأشخاص السعداء:
1 – الانشغال بشؤون الآخرين:
انس تماماً ما يفعله الآخرون، توقف عن محاولة معرفة أين هم، وماذا يمتلكون، لا أحد يقدم أفضل منك؛ لأنه بالطبع لا أحد يستطيع أن يفعل ما تفعله أفضل منك، أنت تسير في طريقك الخاص، أحياناً يكون السبب في كوننا نتصارع مع انعدام الأمان هو أننا نقارن ظروفنا الخفية، مع ظروف الآخرين العامة، نحن نستمع إلى ضوضاء العالم، ولكننا لا نستمع إلى أنفسنا ، لذلك أوقف المقارنات، تجاهل مصادر التشتيت حولك، استمع إلى صوتك الداخلي، واهتم بشؤونك الخاصة.
أبقِ أمنياتك وأهدافك الكبيرة قريبة من قلبك، وكرّس لها وقتك كل يوم، لا تخش السير بمفردك، ولا تخش الاستمتاع بذلك، لا تدع جهل الآخرين بك أو السلبية تمنعك من أن تكون أفضل ما يمكن أن تكونه، استمرّ في فعل ما تفعله واحتفظ به لنفسك؛ لأن ذلك هو الأفضل بالنسبة لك؛ لأنك عندما تركز على عملٍ هادف وعلى السلام الداخلي، لا شيء تقريباً يمكن أن يهزمك.
عندما تركز على عملٍ هادف وعلى السلام الداخلي، لا شيء تقريباً يمكن أن يهزمك
2 – السعي لإثبات نفسك أمام الآخرين:
عندما تضمن أن تكون نفسك ببساطة، دون أن تقارن نفسك، أو تتنافس لإقناع الآخرين، فإن الأشخاص الجديرين سيحترمونك أكثر، والأهم ستحترم نفسك أكثر.
كيف ستدع الآخرين يحددون من أنت! ما الذي ستفعله بشكل مختلف إذا كنت تعرف أن أحداً لن يحكم عليك؟
والحق يقال، لا أحد لديه الحق في الحكم عليك، قد يكون الناس قد سمعوا قصصك، وقد يعتقدون أنهم يعرفونك، لكنهم لا يستطيعون الشعور بما تمر به، إنهم لا يعيشون حياتك، لذلك انس ما يفكرون به، وما يقولونه عنك، ركز حول ما تشعر به تجاه نفسك، واحرص على السير في الطريق الذي يبدو أفضل بالنسبة لك.
أولئك الذين يقبلونك كما أنت هم أصدقاؤك، أولئك الذين لا يقبلونك يمكن أن تتعلم منهم، إذا كان شخص ما يدعوك بلقب، وكان صحيحاً فتلك ليست مشكلة؛ لأنه صحيح! وإذا كان شخص ما يدعوك بلقب ولم يكن صحيحاً فتلك ليست مشكلة؛ لأنه ليس صحيحاً! في كلتا الحالتين المشكلة ليست مشكلتك، بل مشكلتهم.
ما تدعو به نفسك، وما تقرر أن تكونه هو مشكلتك .3 – أن تربط سعادتك بالآخرين والظروف الخارجية:
التعاسة تكمن في تلك الفجوة ما بين ما نمتلكه وما نعتقد أننا نحتاجه، في الحقيقة نحن لسنا بحاجة إلى أي شيء سوى أن نضمن أن نكون راضين عما نملكه، لا تحتاج إلى إذن أحد لتكون سعيداً، حياتك رائعة ليس لأن شخصاً ما يقول ذلك أو لأنك حصلت على شيء جديد، بل لأنك اخترت أن تراها كذلك، لا تدع حياتك تكون رهينة، الخيار يعود لك دوماً في أن تعيشها وتختبرها.
التعاسة تكمن في تلك الفجوة ما بين ما نمتلكه وما نعتقد أننا نحتاجه، في الحقيقة نحن لسنا بحاجة إلى أي شيء سوى أن نضمن أن نكون راضين عما نملكه
بمجرد التوقف عن جعل الجميع وكل شيء آخر مسؤولاً عن سعادتك، ستكون أكثر الناس سعادة، إذا لم تكن راضياً الآن فذلك ليس خطأ أحد، تحمل مسؤوليتك الكاملة عن تعاستك، وستمتلك فوراً القدرة على أن تكون سعيداً.
توقف عن السعي عبثاً؛ لترتيب الظروف التي سوف تجعلك سعيداً، ببساطة اختر أن تقدر القيمة التي تمتلكها في تلك اللحظة، والظروف المناسبة ستنتظم حول الرضا الذي تسعى إليه.
أعظم جزء في سعادتك أو تعاستك يتعلق بنظرتك الخاصة، وليس بوضعك، حتى لو لم تكن الظروف مثالية الآن، فكر بالجمال الذي مازال يحيط بك، هناك سبب وجيه دوماً لتبتسم على بُعد فكرة منك، لذلك اختر أن تستفيد من ذلك في أي وقت تريد.
4 - الاستمرار في التذمّر:
اجعل اليوم يكون آخر يوم تكون فيه مسكوناً بماضيك، ما حدث في الماضي هو فصل واحد فقط من قصتك، لا تغلق الكتاب، فقط قم بقلب الصفحة، أوذينا جميعاً بسبب قراراتنا أو بسبب الآخرين، على الرغم من أن الألم الذي تتسبب فيه تلك التجارب هو أمر طبيعي، إلا أنه قد يمتد لفترة طويلة، مشاعر الاستياء تحثنا على إعادة إحياء تلك الآلام مراراً وتكرراً، دون السماح لها بأن تختفي.
ما حدث في الماضي هو فصل واحد فقط من قصتك، لا تغلق الكتاب، فقط قم بقلب الصفحة
الغفران هو العلاج، إنه يسمح لك بالتركيز على المستقبل دون محاربة الماضي، لفهم الإمكانيات اللامحدودة للمضي قدماً لابد أن تغفر وتترك كل شيء خلفك، وبدون الغفران، لا يمكن أبداً أن تلتئم الجراح ولا يمكن أبداً تحقيق النمو الشخصي، ذلك لا يعني أن تمحو الماضي أو أن تنسى ما حدث، ولا يعني أن تتجاهل الاستياء والألم، وبدلاً من ذلك اختر التعلم منه وامضي بحياتك قدماً.
5 – قضاء وقت طويل في بيئة سلبية:
لا يمكنك اتخاذ خيارات إيجابية لبقية حياتك دون بيئة تجعل هذه الخيارات سهلة وطبيعية وممتعة، لذلك احرص على حماية روحك وإمكاناتك من التلوث عن طريق الحد من قضاء وقتك مع الأشخاص السلبيين والبيئات التي يسكنون فيها.
عندما يبدأ الآخرون بالتصرف كأنهم الضحايا، عندما يتذمرون وينتحبون بشأن "ظلم الحياة" على سبيل المثال، ويطلبون منك أن تجاريهم وأن تتعاطف معهم، وأن تشاركهم في مظالمهم ابتعد عنهم؛ لأنك إذا انضممت، وشاركت في تلك اللعبة فستخسر.
حتى إن كنت وحدك، اصنع مساحة إيجابية لنفسك، اجعلها نقطة للتخلي عن كل أفكار السوء، أو حتى القليل من تلك الأفكار التي تشعرك بالقلق، وراقب كيف يمكن لذلك أن يغيّر حياتك، أنت لا تحتاج إلى أفكار سلبية؛ لأنها أكاذيب لا تحلّ شيئاً، كل ما سيحدث لك بسبب تلك الأكاذيب هو أنك ستعاني من دون سبب.
لا يمكنك اتخاذ خيارات إيجابية لبقية حياتك دون بيئة تجعل هذه الخيارات سهلة وطبيعية وممتعة
6 – مقاومة الحقيقة:
إنه نوع معين من الموت، أن نتعلم كيف نكذب على أنفسنا؛ لأن هذه الأكاذيب تنمو بقوة في أذهاننا بحيث يصبح من الصعب قول وعيش الحقيقة، الحياة تختفي بسهولة عندما نربطها بالأكاذيب، إذا قاومت الحقيقة ستعيش الكذبة كل يوم، بينما الحقيقة تطارد عقلك كل ليلة، أنت ببساطة لا يمكنك أن تهرب من حقيقتك، عن طريقة الانتقال بعدم نزاهة من مكان إلى آخر.
لذلك لا تلتفّ حولها، لا تحاول أن تخفيها بالخداع، لا تشكّل روحك وفقاً للموضة الرائجة، من الأفضل ألا تقدم أي تفسير أو عذر، بدل تقديم واحد زائف، يتطلب الأمر شجاعة وقوة للاعتراف بالحقيقة، ولكن السبيل الوحيد لتعيش هو أن تتقبل الحقيقة، أن تحتضنها كلياً، وأن تعيش الإمكانيات التي تنتظرها.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مترجم بتصرف: http://www.marcandangel.com/2013/07/16/6-things-happy-people-never-do/