الكثير من الناس يخشون مواجهة النقد، ولكنها حقيقة من حقائق الحياة التي تجب مواجهتها. وكما قد نتلقى النقد أحيانًا، فإننا قد نوجِّهه في أحيان أخرى، وهناك العديد من الطرق التي يمكن بها التعبير عن الإحباط والغضب أثناء النقد أو التوجيه، والكثير منها قد يتسبب في هدم العلاقات الإنسانية، بيد أن هناك طرقًاً أخرى بناءة، قد تساعد في حل هذا الأمر دون خسارة للعلاقات:
1- احرص على استعادة رباطة جأشك:
أثبتت الدراسات أن معظم القرارات التي يتخذها البعض وقت الغضب -إن لم يكن كلها- تكون خاطئة ويندم صاحبها عليها لاحقاً. لذا، يحبذ دائمًا أن تمنح نفسك فرصة لتهدأ، واحرص على شغل نفسك حينها بنشاط مختلف كالصلاة، أو التنزه، أو المشي، أو ممارسة التمارين . ثم بعدها ستجد نفسك أقدر على التفكير في سبب غضبك، والنظر في الموقف بعقلانية.
أثبتت الدراسات أن معظم القرارات التي يتخذها البعض وقت الغضب -إن لم يكن كلها- تكون خاطئة ويندم صاحبها عليها لاحقًا
2- حدد حقيقة مشاعرك:
فهل أنت فعلًا غاضب من الموقف؟! فربما تكون في الأصل حزينًا أو مجروحًا. فأحيانًا كثيرة نشعر أن الشخص الذي أمامنا هو السبب في إغضابنا، ولكن بتحليل الأمر يتضح أننا في الواقع نشعر بالألم أو الكآبة . وإذا ما اتضح لك شعورك الحقيقي، فحينها يمكنك التعامل معه سواء بتوصيله للطرف الآخر أو معالجته بنفسك.
3- ضع اللوم في محله:
من السهل جدًا إلقاء اللوم على أي شخص أو موقف، خاصة حين يكون غضبنا ناتجًا في الأصل عن سبب آخر مختلف لا نستطيع السيطرة عليه، أو لا نرغب في مواجهته في الوقت الحالي. مثل أن تكون جائعًا أو متعبًا، أو مضغوطًا في العمل، أو غير سعيد في زواجك. وينتهي الأمر بإيذاء أحد أحبائنا دون جريرة ارتكبوها، اللهم إلا وجودهم هم وقت شعورنا بتلك المشاعر السلبية، واختيارنا نحن أن نصب جام غضبنا عليهم. والأسوأ أن شعور الإحباط سيظل موجودًا؛ لأننا لم نقم بحل المشكلة الأساسية.
من السهل جدًا إلقاء اللوم على أي شخص أو موقف، خاصة حين يكون غضبنا ناتجًا في الأصل عن سبب آخر مختلف لا نستطيع السيطرة عليه، أو لا نرغب في مواجهته في الوقت الحالي
4- كن فضوليًا تجاه مشاعر الطرف الآخر:
أثبتت الدراسات العلمية أننا نركز على أنفسنا ومشاعرنا فحسب أثناء فترة الإحباط أو الغضب، ولا نهتم لمعرفة ما يشعر به الآخرون، وكيف يرون الأمر من وجهة نظرهم. لذا، سيكون من المفيد أن ننتقل من دور إصدار الأحكام على الناس، والاستماع إليهم وسؤالهم عن السبب الذي دفعهم للفعل الذي أغضبنا. فكثير من الناس قد لا يحمل نيات سيئة تجاه الآخرين، وإنما تأتي أفعاله التي تثير الغضب أو الاستفزاز مصادفة .
أثبتت الدراسات العلمية أننا نركز على أنفسنا ومشاعرنا فحسب أثناء فترة الإحباط أو الغضب، ولا نهتم لمعرفة ما يشعر به الآخرون
5- كن متعاطفًا:
فحين تنطلق من مرحلة الهجوم واللوم -والتي غالبًا ما تجعل الطرف الآخر دفاعيًا وعدوانيًا كردة فعل طبيعية لغضبك- إلى مرحلة التفاهم، فإنك تصل إلى نتائج أفضل. ذلك أنك حين تسأل من أغضبك عن السبب بهدوء واحترام، ستلقى منه نفس التفاهم والود الذي أظهرته، وستتعمق علاقتكما وتتحسن لتغدو علاقة أكثر تفهمًا ونضجًا.
6- تواصل بمهارة:
ابدأ التواصل باستخدام ضمير "أنا"، فتحدث عن نفسك وشعورك، لكن كما أسلفنا لا تتوقف هناك، وأعط للطرف الآخر فرصة ليقوم بالمثل. سيما بعد أن سألته عن السبب، فإنه سيحتاج حينها أن يعبر عن مشاعره ودوافعه بدوره. وأخيرًا من خلال النقاش وتعبير كل طرف عن شعوره يمكنكم محاولة الوصول لحل وسط.
"لا تغضب"، كانت واحدة من النصائح الذهبية التي أمر بها نبينا صلى الله عليه وسلم. ولكن يحدث لكوننا بشراً أن نغضب، وهنا يأتي دور كظم الغيظ، والتحكم في الغضب، حتى نتمكن من التعبير عنه بصورة إيجابية، بدلًا من أن يكون التعبير عنه مجرد عملية تفريغ لإحباطاتنا ومشاعرنا السلبية المشحونة ضد الآخرين. ولأن الوقاية خير من العلاج، فحري بنا أن نتمالك أنفسنا ونحرص ما استطعنا أن نلتزم بوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا نغضب!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://www.psychologytoday.com/blog/feeling-it/201709/6-ways-highly-emotionally-intelligent-people-deal-anger