بدأت تداعيات القرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة (لإسرائيل) بالظهور مبكراً من خلال فعاليات لم تقتصر على الداخل الفلسطيني بل امتدت لتطال الكثير من العواصم في العالم.
وتتجه أنظار المسلمين والعرب إلى المدينة المقدسة، خاصة في ظل مواقف رسمية باهتة. ويتطلع الفلسطينيون إلى استمرار الزخم الحاصل حول القدس، فيما يرى مراقبون أن سقوط الشهداء والمواجهات في الداخل ستساهم في استمرار وتصاعد الفعاليات.
مواجهة الاحتلال هي الوقود
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال: إن الحفاظ على زخم الفعاليات خارجياً يحتاج إلى العمل في الداخل وزيادة فعاليات مواجهة الاحتلال؛ لأنها المحرك الأول لها على الصعيد الداخلي والخارجي.
وأشار الى أن الفلسطينيين لم يبخلوا وقدموا الشهداء ومئات الجرحى منذ إعلان ترامب الأخير فيما يتعلق بمدينة القدس وهو ما يمثل دافع قوي للجميع للتحرك.
وأكد على ضرورة تفعيل الجاليات بالخارج ومنابر الإعلام والرأي الخاصة والعامة لدى الجاليات العربية والإسلامية لصناعة رأي عام مؤيد.
ولفت إلى أن هناك حملة ميدانية وإعلامية خارجية، وهذا يؤدي للدفع وتوصيل رسالة للعالم الخارجي.
وبحسب الصواف فإن ارتقاء الشهداء يمثل وقوداً للاحتجاجات، مشيراً إلى أن الدفع لمواجهة مع الاحتلال بقيادة القوى والفصائل الفلسطينية وباستخدام أدواتها الإعلامية سيكون حاسماً ومهماً في هذا الوقت.
بدوره أشار الدكتور هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية أن جمعة الغضب كانت الأعنف منذ إعلان ترامب عن القدس، موضحاً أن أحداث الجمعة تؤسس لقواعد اشتباك جديدة مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، فهي تُعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، خاصة في مدن الضفة الغربية.
ويرى أن النقطة الأهم تتمثل بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لم تعترض الشباب الفلسطيني، بل قد تكون وبشكل ضمني أعطت الضوء الأخضر للمواجهة مع قوات الاحتلال – بحسب رأيه-.
التغطية الإعلامية
وبحسب البسوس، فإن توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني تجاه قضية القدس، ورسم محددات إعلامية تتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة، قد يكون أحد العوامل المؤثرة في استمرار الفعاليات المؤازرة للقدس.
عضو مجلس كتلة الصحفي مفيد أبو شمالة قال إن "التغطية الإعلامية الداخلية والخارجية كانت على مستوى الحدث منذ اللحظة الأولى وأوجدت سريعًا حالة من الزخم الإعلامي على المستويين المحلي والعربي ضد إعلان ترامب"، مثمنًا دور كافة وسائل الإعلام التي عملت بمهنية وموضوعية تستند لقناعاتها بالحق العربي الفلسطيني.
وحث الصحفيين والإعلاميين على التأكيد على حجم المخاطر المترتبة على الإعلان الأمريكي وإظهار شخصية الرئيس ترامب كمتغطرس يتعالى على القرارات الدولية والمؤسسات الأممية.
ودعا إلى ضرورة أن تظل القدس متصدرة لعناوين وسائل الإعلام العربية والدولية، وتوحيد الجهود الإعلامية لخدمة قضية القدس ومناهضة قرار ترامب، لافتًا إلى أن استهداف جيش الاحتلال للصحفيين يأتي في سياق التغطية على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.
وطالب بضرورة توجيه خطاب إعلامي فلسطيني موحد، ورسم محددات إعلامية واضحة للمرحلة القادمة، مبينًا أن الواقع والتحديات القائمة تفرض على الفلسطينيين وحدة في الفهم والخطاب الإعلامي والتعامل بحكمة.
وشدد أبو شمالة على ضرورة تنظيم فعاليات موحدة سواء من خلال موجات إذاعية وتلفزيونية أو فعاليات ميدانية، ورفع درجة التنسيق الإعلامي والميداني بينها والتعاون في المعلومات وتدقيقها.
ويقع على عاتق الفلسطيني في الداخل والخارج استثمار اللحظة والزخم الحالي لضمان تقليل الخسائر واستمرار الالتفاف حول القدس التي تعد القضية الأولى إسلامياً وعربياً.