تخوف شعبي من إنهاء خدمات الأونروا وتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » تخوف شعبي من إنهاء خدمات الأونروا وتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين
UNRWA protest in Gaza

"ما إلي غير هالدوا اللي بصرفه من الوكالة بطلوع الروح"، بهذه العبارة تختصر الحاجة السبعينية عائشة أبودقة من مخيم الحسين بالعاصمة الأردنية عمان معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات نتيجة استمرار وكالة "الأونروا" تقليص خدماتها المقدمة لهم.

وتشير الحاجة أبودقة إلى أنها تضطر للوقوف عدة ساعات أمام مقر وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين في جبل الحسين والذي يقدم لهم خدمات الصحة والعلاج والمعونات الشهرية للحصول على أدوية علاج أمراض السكري والضغط، حيث تتحدث الحاجة عائشة بلهجة مدينة اللد التي هجرت منها عام 1948، مشيرة إلى أنها لا تستطيع دفع ثمن العلاج الذي تحصل عليه من وكالة الغوث في ظل ارتفاع أسعار هذه الأدوية، متخوفة من إغلاقها في المستقبل.

وأثار القرار الأمريكي بتقليص المساعدات المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومحاولات دمج الوكالة بالمفوضية العليا للاجئين موجة تخوف في الأراضي الفلسطينية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، معتبرين أن هذا القرار تجاه "الأونروا" وما تمثله من عنوان لقضية اللاجئين الفلسطينيين يأتي ضمن سلسلة إجراءات تهدف لتصفية قضيتهم ضمن ما يسمى بصفقة القرن التي تسعى الإدارة الامريكية الجديدة لفرضها.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت تجميد 65 مليون دولار من التمويل الذي تقدمه للأونروا، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مانحي الوكالة، فيما يمس هذا القرار نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في ظروف معيشية صعبة في مخيمات في غزة والضفة ولبنان والأردن وسوريا، ويعتمد معظمهم على المساعدات الغذائية والصحية والتعليمية والتشغيلية التي توفرها الأونروا رغم تراجع مستوى هذه الخدمات بشكل كبير في ظل ما يعيشه اللاجئون من حالة فقر وانتشار للبطالة بين صفوفهم.

 مقدمة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

كاظم عايش: القرار الأمريكي بتقليص دعم الأونروا يمثل مقدمة لتصفيتها الأمر الذي يمثل خرقاً لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم إلى ديارهم

رئيس جمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش اعتبر أن القرار الأمريكي بتقليص دعم الأونروا يمثل مقدمة لتصفيتها كون الولايات المتحدة من أكبر الداعمين للوكالة، مما سيؤثر على حجم ونوع الخدمات المقدمة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين ويزيد من الصعوبات التي يواجهونها، ويمثل خرقاً لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم إلى ديارهم.

وعبر عايش في حديث لـ"بصائر" عن رفض قوى المجتمع المدني والرفض الشعبي لأي مساس بوكالة الأونروا وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم الأونروا التي أنشئت عام 1949 وفق قرار الأمم المتحدة رقم 302 والذي يؤكد استمرار عمل الوكالة حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، واصفاً القرار الأمريكي بأنه قرار سياسي وليس له علاقة بالاتهامات الأمريكية للأونروا بأنها لا تحسن إدارة أموال الدعم المقدم لها الأمر الذي نفاه المفوض العام للوكالة.

ويشير عايش إلى وجود أكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل لدى وكالة الغوث، بحيث يعتمد اللاجئون في كل من غزة ولبنان وسوريا بشكل تام على الخدمات المقدمة من الوكالة خاصة ما يتعلق بالجانب الصحي والتعليمي، فيما يعتمد عدد كبير من اللاجئين في كل من الأردن والضفة الغربية على خدمات الأونروا، مشيراً إلى وجود أكثر من 500 ألف طالب على مقاعد الدراسة في المدارس التابعة للأونروا وأكثر من 30 ألف موظف يعملون في مختلف مؤسساتها.

 تراجع خدمات الأونروا أثر سلبياً على معيشة اللاجئين

النائب إبراهيم أبو السيد: القرار الأمريكي بتقليص دعم "الأونروا" جاء تباعاً لقرار ترامب المتعلق بالقدس، و ضمن سلسلة التحركات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية بما فيها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين

من جهته اعتبر النائب إبراهيم أبو السيد عضو لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني عن منطقة مخيم البقعة (أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات) أن القرار الأمريكي بتقليص دعم "الأونروا" جاء تباعاً لقرار ترامب المتعلق بالقدس، و ضمن سلسلة التحركات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية بما فيها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

ويؤكد أبو السيد في حديث لـ"بصائر" أن الخدمات التي تقدمها وكالة "الأونروا" شهدت تراجعاً كبيراً بشكل تدريجي مما ترك آثاراً سلبية على مجتمعات اللاجئين في المخيمات خاصة ما يتعلق منها بالجانب التعليمي والصحي، مشيراً إلى أن لجنة فلسطين النيابية ستبحث هذا الأمر مع ممثل وكالة الأونروا في الأردن للوقوف على واقع عملها في المخيمات وتأثير القرار الأمريكي على مستوى الخدمات التي تقدمها.

الأونروا: مستمرون في تقديم الخدمات

وكالة الأونروا وعلى لسان الناطق الرسمي باسمها سامي مشعشع، أكدت أن الوكالة وبالرغم من أي إجراءات تقشفية فهي مستمرة، وملتزمة بمواصلة خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، وهذا الالتزام لن يتأثر بأية نية للولايات المتحدة الأميركية لحجب المساعدات عن "الأونروا" من عدمه.

وشدد مشعشع في تصريحات صحفية على أن "الأونروا" تقدم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين و900 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لديها، ومدارسها الـ 711، وعيادتها الـ 143، وكافة خدماتها الاجتماعية، والإغاثية، والإقراضية، وتعليمها المهني والفني في معاهدها جميعها مستمرة دون انقطاع.

ووفق سجلات "الأونروا"، فقد وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في نهاية 2016 إلى نحو 5.9 ملايين، علمًا أن اللاجئين المقيمين في غزة يبلغ عددهم نحو 1.445 مليون ويشكّلون ما نسبته 24.5% من إجمالي اللاجئين ككل، و 65.3% من سكان القطاع.

أما في الضفة، فالمسجلون لدى وكالة الغوث في 2016 يشكلون ما نسبته 17% من إجمالي اللاجئين، أي نحو مليون لاجئ ويشكلون نحو 26.2% من سكان الضفة، فيما ويشكل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ما نسبته 10% من مجموع اللاجئين المسجلين لدى الأونروا، وحوالي 11% من مجموع سكان لبنان، أما في سوريا فيبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حوالي 620 ألف فلسطيني، موزعين على نحو 9 مخيمات تعترف بها وكالة الغوث.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفي أردني ، يعمل مع موقع "بصائر" و صحيفة السبيل الأردنية، عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية والمواقع الإلكترونية الأردنية والعربية أبرزها: قناة اليرموك الفضائية، موقع الإسلام اليوم، موقع البوصلة، وله العديد من المقالات في مجالات متنوعة.

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …