لطالما كنت أتجول في أروقة الذكريات بين الفينة والفينة، أقلب ذكريات الماضي عندما كنت طفلة صغيرة ، لم أعد أذكر غير خيبات الأمل والمواقف التي علقت في ذاكرتي إلى الأبد، أتذكر لحظات القسوة والحزن التي مرت علي في مرحلة الطفولة وكيف أنها علقت في مذكرتي ولم أستطع نسيانها.
هناك ذكريات لا يستطيع الإنسان أن يتجاهلها أو أن يتغاضى عنها نظرا لتأثيرها الإيجابي أو السلبي على حياة الفرد منا، كثيرون منا من استسلموا لتلك الذكريات ورحلوا بذكرياتهم إلى ذلك الزمن القديم قد اكتشفوا لاحقا أنها تؤثر الآن على حياتهم الحالية.
كبرت تلك الفتاة الصغيرة في داخلي وتزوجت، إلا أنها غالبا ما كانت تتذكر آلام الماضي ومعاناته، لازلت أذكر قلة اهتمام والدتي بي وقسوة معلمتي علي ونهرها الدائم لي وفقداني لثقتي بنفسي نتيجة لذلك، لم تفكر والدتي ولا معلمتي بتبعات هذه الأمور ولا إذا ما كانت هذه الأمور سوف تؤثر علي مستقبلاً.
كثير من الأهالي لم يفتحوا المجال لأبنائهم للتحدث عما يزعجهم أو أنهم لم يقوموا بإعطائهم الاهتمام الكافي والمطلوب في أهم مراحل حياتهم وهي مرحلة الطفولة والمراهقة، ولا عما يزعجهم أو يضايقهم في المدرسة.
فمن المهم جدا أن يمنح الأهل أبناءهم الوقت والاهتمام الكافي، كما أن كثيراً من الوالدين من يقعون في بعض الأخطاء التي تزيد من عدم الاستقرار لدى الطفل، وأهمها عدم الإنصات الجيد لأحاديث أطفالهم، مما يتسبب في إصابتهم بحالة من الشعور بالوحدة والانطواء والشعور بفقد الثقة بمن حولهم وبأنفسهم، فبالتالي كان لابد للأهل الجلوس مع أطفالهم والاستماع إلى كل ما يقال منهم ومناقشتهم والاهتمام بهم بالشكل المطلوب حتى لا تؤثر قلة الاهتمام والقسوة بشكل سلبي على شخصية الطفل وقد تجعل منها ذكريات لا تنسى.