بات #الحوار من الأمور الجوهرية في الحياة اليومية وعلى مستويات مجالات العمل والعلاقات الشخصية، بل حتى على النطاق الدولي. وهذا الكتاب يعتبر من الكتب الشاملة إلى حد كبير في هذا المجال، حيث يعرض للأمر من الناحية التربوية والفكرية مستدلًا بآيات قرآنية ومواقف من السنة النبوية. وبالتالي يخرج الإنسان من قراءة الكتاب بفكرة وافية عن ماهية الحوار وكيفيته ومن يحاور ومتى ولماذا وكيف. وإليكم عرضًا عامًا لأبرز أبواب ومواضيع الكتاب.
مع الكتاب:
بداية، فإن أهم ما يميز هذا الكتاب عن الكتب الأخرى التي تتناول مسألة الحوار هو جمعه بين الجانب التربوي والديني في الحوار، فهو يذكر أدبيات الحوار وكيفية تأصلها في الإسلام. وبالنسبة للأبواب الرئيسة، فهي: أصول الحوار، وآداب الحوار، وصفات المحاور. ومن أبرز فصول الباب الأول وهو أصول الحوار كانت مسألة الإقرار بالخلاف، ذلك أن معظم أسباب الجدل وفشل الحوارات من وجهة نظر المؤلف، هو عدم اعتراف أطراف الحوار بوجود وجهات نظر مخالفة، وأحقية كل شخص في أن تكون له وجهة نظر مغايرة عن نظيره.
ويعرض المؤلف كذلك لأهمية الموضوعية وعدم شخصنة الأمور من خلال فصل: التجرد في الحوار. أما في فصل تحديد الهدف، فيوضح أهمية معرفة الغرض من الحوار فليس كل متحاور يسعى للوصول للحقيقة مع الأسف، فبعض المتحاورين يكون غرضه الانتصار لنفسه والسلام.
في المقدمة يتطرق المؤلف لتعريف الفرق بين الحوار والمجادلة والمناظرة والمراء، مع ذكر المستحب والمنهي عنه منها، ثم ينطلق لشرح عناية القرآن والسنة والسلف بقضية الحوار. وأثناء هذا التقديم يعرض للكثير من الحوارات القرآنية أو النبوية والمناظرات التاريخية، من بينها: حوار نبينا نوح عليه السلام مع قومه، وحوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار.
وفي باب آداب الحوار ينتقل الحاشدي للحديث عن أهم القواعد التي يجب أن يلتزم بها المحاور من استخدام الأمثلة ومناداة الشخص باسمه، وعدم محورة الموضوع حول "الأنا". كذلك يلتفت الشيخ لمعالجة نقطة مهمة بالتفصيل وهي الأشخاص الذين لا تجب محاورتهم، بل نوَّه إلى ضرورة تجنب الحوار مع هؤلاء مع ذكر الأسباب.
ومن بعض النوعيات التي ذكرها كانت المُعْرِض عن الاستماع؛ لأنه لا فائدة تُرجى من الحوار معه طالما أنه لا يستمع للحديث.
ومن المواضيع الجوهرية الأخرى التي ذكرها كانت حسن الاستماع للطرف الآخر، وذكر بعضًا من أقول السلف فيما يتعلق بها الأمر. كذلك أورد مسألة محاورة الصغار، وعرض لبعض المواقف الطريفة من حياة السلف والصحابة في الحوار مع الأطفال.
أما الباب الأخير، فيتناول فيه الكاتب صفات المحاور، والتي تشمل الكثير من صفات المسلم بصفة عامة، منها: الرحمة وحسن الخلق والأناة والتغابي والمداراة والرفق والابتعاد عن الخجل.
أما طريقة معالجته لكل موضوع فسنضرب له مثالًا من خلال فصل الحوار الصامت، حيث يتكلم فيه عن أساليب الحوار الأخرى غير الكلام كلغة العيون والجسد وتعابير الوجه. ثم يعرِّف بكل نوع مع ضرب الأمثلة، ويوضح كيفية توظيفها بالطريقة الصحيحة في عملية الحوار.
ونموذج آخر يظهر في فصل فن الأسئلة، حيث يعرض فيه لنوعية الأسئلة التي قد يطرحها المحاور بين مفتوحة وموجهة وتقريرية، مع طرح الأمثلة ورواية بعض المواقف من السيرة النبوية. كذلك فإنه يشرح في فصل الابتعاد عن المداهنة، الفرق بين المداراة والمداهنة بعد التعريف بكل واحد منهما وأيهما يجب الالتزام به، وأيهما على المرء أن يتجنبه.
فإذن، كتاب فن الحوار يُعتبر من الكتب التفصيلية فيما يتعلق بمسألة الحوار، ويتناول إلى حد بعيد كل الجوانب المتعلقة بهذه القضية. فهو بالتالي كتاب مفيد لمن يتطلع إلى تعلم أساليب الحوار الناجح على كافة الأصعدة سواء في علاقات العمل أو العلاقات الأسرية أو العلاقات الإنسانية بصفة عامة.
بيانات الكتاب:
اسم الكتاب: فن الحوار ..(أصوله –آدابه– صفات المحاوِر)
اسم المؤلف: فيصل الحاشدي
مكان النشر: الإسكندرية
الناشر: دار الإيمان
عدد الصفحات: 256