أسدل الستار اليوم في إحدى القضايا المحورية وهي قضية فض النهضة والتي جرت وقائعها يوم الأربعاء 14 أغسطس من عام 2013م حينما اقتحمت قوات الجيش والشرطة معززة بالمدرعات لفض المعتصمين في ميدان النهضة بالجيزة وقتل فيه العشرات وحرقت الخيام بكل ما فيها وقبض على العشرات وانطلق البلطجية بعدها يقتلون كل من تصل يدهم إليه وسرقة كل شيء ومحاصرة النساء العزل في كلية الهندسة.
ظلت القضية متداولة أكثر من أربع سنوات وتغير عليها العديد من القضاة حتى صدرت الأحكام اليوم حيث جاءت الأحكام متفاوتة على الجميع ما بين مؤبد والمشدد 15 عاما و3 سنوات والبراءة، لكنها حملت معاني كثيرة لا يستطيع العقل أن يتجاهلها.
1- الأحكام جاءت مسيسة جدا في قضية يدرك الجميع أن الضحية هو المتهم وأنه لم يثبت على من قبض عليه شيء أى اتهام أو دليل لكنها النكاية السياسية التى استحكمت حكمها في هذه القضية المحورية والتى ترسل برسائل سلبية على قضية فض رابعة حيث أنها المحورية التى تدور حولها جميع القضايا.
2- جاءت أحكام البراءة في حق قيادات الإخوان المسلمين والمخلى سبيلهم والهاربين وبعض المحبوسين (ولا نعترض على ذلك لأننا نتمنى البراءة للجميع) غيرها تحمل رسائل نفسية سلبية كبيرة حيث يريد هذا النظام أن يلقى البلبلة بين الصف وتطرح الأسئلة الكثيرة من المحكوم عليهم ومن ذويهم ومن حولهم وتلقى بظلالها على جميع أفراد الصف وسوء الظن بين الجميع وبذلك يوجه ضربة لهذا الصف المتلاحم بقوة الأخوة.
3- أنه أدرك أن الصفوف الوسطى أكثر خطورة عليه الآن من الصفوف المتقدمة في الجماعة ولذا أدرك أنه لا خشية من القيادة لكن الخشية من الذين تجرعوا لوعة الظلم هذه الفترة وربما يخرج بنفس مشحون.. بهذه البراءات يظهر أمام الغرب أنه يقيم العدل والقضاء على المتهمين وأنه يبرئ الأبرياء ولذا يتشدق بأن القضاء هو سيد الكلمة وليست قضية مسيسة كما يقال.
4- أنه لن يستطيع الوصول أو القبض على المخلى سبيلهم أو الهاربين ولذا ألقى بالبراءة لهم في سبيل يغيب من هم محبوسين داخل السجون وكالمثل الذي يقول (عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة).
5- أن الحكم والأحكام المتداولة يجب أن تجعلنا نعيد النظر مرة أخرى في ماهية حضور المتهمين والمحامين للجلسات لأن ذلك يعطى هذه القضايا والقضاة شرعية بحضورنا..وطالما سيحكم بما يريد وما هو يملى عليه إذا لا نعطي لهم شرعية أمام العالم ويجلس المتهميون في سجونهم ولا يذهب المحامون لا إلى نيابة ولا قضايا مما يعريهم بأحكامهم أمام الجميع.