كيف نتعامل مع الطفل العنيد العصبي؟

الرئيسية » استشارات تربوية » كيف نتعامل مع الطفل العنيد العصبي؟
angry-child13

تعتبر حالة العناد عند بعض الاطفال نوعاً من السلوك غير المتوازن والمضطرب والتي تحتاج من الأهل لمزيد من الوعي والمعرفة لمعالجتها بالطريقة السليمة حتى لا يكونوا سبباً في تفاقم هذه الحالة عند أطفالهم.

من الأمور البديهية المعروفة أنه بمجرد أن يعتاد الطفل على تلبية رغباته عن طريق الإصرار والعناد أو الصراخ والبكاء المستمر تصبح معالجة هذا الأمر في غاية الصعوبة  . لذا على الوالدين اتباع الطرق الصحيحة السليمة المدروسة لتمكينهم من إعادة التوازن لتصرفات وسلوك أطفالهم.

هناك أسباب عديدة تؤدي بالطفل الى أن يكون عصبياً وعنيداً ومصراً على طلباته منها الأسباب النفسية والتي سأتطرق لها في هذا المقال.
للأسرة أثر كبير في تربية أبنائها والتأثير على سلوكهم لذا فإن الزيادة في الحد هو نقص في المحدود، فالدلال الزائد للطفل ينتج طفلاً محباً لنفسه تتملكه الأنانية، يرى أن تلبية رغباته هي أمر حتمي لا بد منها.

الدلال الزائد للطفل ينتج طفلاً محباً لنفسه تتملكه الأنانية، يرى أن تلبية رغباته هي أمر حتمي لا بد منها

فإذا حصل ولم يرضخ أبواه لرغباته تحول سلوكه إلى سلوك مضطرب به من العناد والإصرار الشيء العجيب. فالطفل في هذه الحالة على استعداد لإظهار أي سلوك كان في سبيل حصوله على ما يريد. لذا ليتق الوالدان الله في الأبناء وليربوهم التربية الصحيحة البعيدة عن المغالاة في الدلال والإفساد.

من جانب آخر، قد يحصل العكس فهناك بعض الأسر التي تقسوا كثيراً على الأبناء بحجة أن القسوة تصنع الرجال وهذا تعبير خاطئ. فسب الطفل وشتمه أو تعنيفه أو ضربه يؤدي إلى نتائج عكسية فيصبح الطفل عصبياً مضطرباً وخائفاً طوال الوقت ومهيئاً ومستعداً لإظهارهذه العصبية لأتفه الأسباب   دفاعاً عن نفسه لاعتقاده أنها الطريقة السليمة القادرة على حمايته ممن حوله.

من الأمور الخطيرة أيضاً والتي تنتج لنا المزيد من حالات عصبية والعناد عند الأطفال هي وجود عنصر التفرقة في المعاملة بين الأطفال فإذا شعر الطفل بأن أبويه يفضلان أحد إخوته أو أخواته عليه تنشأ لديه ردة فعل عنيفة تظهر من خلال العصبية والسلوك المضطرب متمثلاً بالعناد والصراخ لأي سبب كان حتى يحصل على الاهتمام المطلوب من أبويه.

إن غياب الدفء الأسري أو العاطفة القوية بين أفراد الأسرة هو أمر جلل وله من التأثير السلبي الشيء الكبير، فهذا الأمر يجعل الطفل يلجأ إلى أي سلوك مهما كان حتى يحصل على العطف والحنان المبتغى.

إن غياب الدفء الأسري أو العاطفة القوية بين أفراد الأسرة هو أمر جلل وله من التأثير السلبي الشيء الكبير، فهذا الأمر يجعل الطفل يلجأ إلى أي سلوك مهما كان حتى يحصل على العطف والحنان المبتغى

إن معرفة سبب حالة العناد والعصبية عند الطفل أمر هام للغاية فتشخيص السبب يساعد في معرفة العلاج. فإن كان السبب هو الأسرة، بعدم توفيرها الحنان والحب المطلوب للطفل، وجب على الأبوين مراعاة هذا الأمر وتوفير الدفء والاهتمام للطفل حتى يشعر بالأمان والطمأنينة والحب في كنف أبويه وأسرته. وإن كانت التفرقة بين الأطفال في المعاملة هي السبب كان لازماً على الأبوين الانتباه لهذه النقطة الهامة والعدل في المعاملة بين الأطفال جميعاً.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد العصبي

للإجابة عن هذا السؤال الهام هناك خمس طرق هامة على الأبوين مراعاتها جيداً حتى يقدموا لأبنائهم التعامل الصحيح والتربية السليمة ليعيشوا حياة طبيعية متوازنة:

1- القدوة الحسنة فمثلاً يقلد الطفل والده بكل تصرفاته سواء أكان هادئاً أم عصبياً فالطفل يرى أن والده دائماً على صواب وأن كل ما يقوم به من سلوك هو السلوك الصحيح فيحتذي حذوه ويقلده في كل صغيرة وكبيرة. لذا على الأهل أن يكونوا مثالاً حسناً لأولادهم بتصرفاتهم وأخلاقهم الحسنة وطريقة تعاملهم مع الغير وكذلك أدبهم في طلب أي شئ من أحد آخر.

فالطفل يرى أن والده دائماً على صواب وأن كل ما يقوم به من سلوك هو السلوك الصحيح فيحتذي حذوه ويقلده في كل صغيرة وكبيرة

2- تقوية العلاقات مع الأبناء بشكل كبير؛ فكلما زادت محبة الطفل لوالديه كانت استجابته لهما سهلة ويسيرة وسريعة ونابعة من حب عميق وتعلق كبير بهما  . كما أنه من الأهمية بمكان أن تُترك مساحة واسعة للطفل للتعبير عن نفسه وعن مشاعره فلا تُكبت أبداً.

3- الحوار البناء الراقي هو أفضل الطرق للتحدث مع الطفل فعلى الآباء الانتباه لأهمية هذا الأمر منذ البداية فيكبر الطفل معتاداً على أسلوب حوار راقٍ تستخدمه الأسرة للتعامل فيما بينها. فليس هناك من يستطيع الحصول على ما يريد بالصراخ والعناد وإنما بالحوار المتبادل مع أفراد الأسرة. وهنا ينشأ الطفل في بيئة إيجابية بعيدة عن المغالاة في أي أمر.

4- عدم تساهل الأهل في تقبل تصرفات الطفل العنيد وإظهارهم الثبات في معالجتهم للسلوك الخاطئ، فبعض الأهل يظهرون التساهل والضحك أمام تصرف طفلهم العنيد إن بدر منه أي سلوك أو تصرف غير مقبول أمامهم في البيت بعيداً عن أنظار الغرباء، بيد أنهم يظهرون التشدد والعنف إن حصل أمام الناس، لذا فإن تساهل الأهل مرة وتشددهم مرة أخرى تفقدهم مصداقيتهم أمام طفلهم ولن يستمع لهم أبداً وسيزيد إصراره على تصرفاته وعناده ما استطاع.

5- التعزيز الإيجابي فكلما صدر سلوك إيجابي من الطفل يقابل بالتشجيع والتعزيز وأحياناً بالمكافأة ليشعر الطفل بأهمية السلوك الصحيح ونتائجه الجيدة.

6- وأخيراً على الأهل التأكد من أن الطفل يأكل أكلاً صحياً ومتوازناً وينام فترة كافية تمكنه من البقاء سعيداً وهادئاً في كنف محبة واهتمام الأسرة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
باحثة وأديبة ومحاضرة في الأدب والفكر، لها العديد من البحوث والمؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية. حاصلة على شهادة الدكتوراة في التعليم (القيادة التربوية والإدارية). تقوم بتقديم العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مجالات عديدة. درست الأدب الانجليزي والشريعة الإسلامية. وقدمت مساهمات في العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية فيما يختص بتطوير التعليم وطرائقه. لها اهتمامات عديدة في مجالات الأسرة وكذلك تنمية وتطوير الذات.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …