أحمد جرار ذلك الشاب الوسيم الذي يعيش حياة رغيدة هانئة، ينفض عنه كل ذلك، ثم يسير مختارًا للشهادة، ليصفع بكلتي يديه الجميع.
يصفع الاحتلال الصهيوني الذي أرغم أنفه في مطاردات كثيرة له، ليعجز عن الإمساك به في أكثر من موقعة، حتى يتحدث رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن أن أحمد جرار يريد أن يرغم أنف "إسرائيل" و يكسر هيبتها!
ويتحدث قادة الكيان الصهيوني الأمنيون عن أنه إذا لم يتم القضاء عليه فسيتحول إلى أسطورة ورمز، ويحتفلون جميعاً بعد ذلك لموته والقضاء عليه، وانتهاء كابوسه.
ويصفع خونة الفلسطينيين وعملاءهم، الذين لم يكن للاحتلال أن يصل إليه، ولا أن يتابع تحركاته إلا بهم، وهم كذلك في كل قضية لتصفية مجاهد ومناضل، وإن هؤلاء الخونة والعملاء هم أقوى أسلحة العدو الصهيوني، ولولاهم لما استطاع العدو إضعاف جهاد الضفة و التضييق على سلاح المقاومة هناك.
ويصفع فلسطينيي أوسلو، أولئك الذين يظنون أن الحقوق تعاد بالكلام والموائد، ويزعق فيهم جميعاً، كما زعق قائده الدكتور الرنتيسي من قبل، عندما أشار إلى بندقيته وقال: (هذا هو الطريق، هذا هو الطريق).
ويصفع شباب اليوم في كل بلد عربي وإسلامي، صارخاً فيهم (أيها الشباب، إن كنتم تظنون أن الحياة الحقيقة في اللهو واللعب، فاعلموا أنكم واهمون، إن الحياة الحقيقة هي حياة الجهاد والنضال، فإن حيينا معها فهي الحياة الحقيقية ساعتها؛ حياة العزة والكرامة، وإن متنا فيها فهي الحياة الحقيقة ساعتها؛ حياة الجنان وجوار الله).
ويصفع كل العرب والمسلمين في كل مكان، أولئك الذين نسوا أو تناسوا قضيتهم الأولى؛ قضية القدس وفلسطين. ليتذكروا أنها القضية التي لن تنتهي وإن طال الزمان إلا بالتحرير، تحرير كل فلسطين؛ من النهر إلى البحر.
وليتذكروا أن العدو "الإسرائيلي" هو عدوهم الذي يجب أن يظل عدوهم، وإن أنظمتهم التي ظلمت وطغت وبغت، حتى وصلت إلى التقارب مع هذا العدو التاريخي وطلب وده، إنما هي أنظمة لا تقل عداوة للدين والأوطان من هذا العدو الصهيوني، ويجب على الشعوب أن تنتصر عليها أولاً، حتى تمد يدها للإخوة في أرض فلسطين من أجل التحرير والانتصار الكبير.
ويصفع كل أرباب صفقة القرن، التي يُمهد لها لتصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية، يُتنازل فيها نهائياً عن المقدسات، وعن أغلب الأرض، ويُصنع فيها الوطن البديل.
يصفع هؤلاء ليؤكد لهم أن سعيهم سيكون إلى ضلال، فلن يقبل الشعب الفلسطيني الأبي بذلك، وسيُقبل الشباب على المقاومة والجهاد حتى يتم إفشال ذلك المخطط، ولتذهب النفوس إلى ربها راضية مرضية في معركة الشرف والكرامة.
ويصفع كل العالم، الذي يدعي في دساتيره العامة رفضه لاحتلال البلاد واغتصاب الأرض والاعتداء على الشعوب. ثم هو بعد ذلك يشاهد هذا الاحتلال التاريخي للأرض الفلسطينية، ويرى اغتصاب الأرض الذي يزداد يوماً بعد يوم في شكل مستوطنات، ويرى الاعتداء الصهيوني على الفلسطينيين في الضفة وغزة يوماً بعد يوم، ثم لا يحرك ساكناً، بل ويضع حركات النضال الوطني الفلسطيني على قوائم الإرهاب، على الرغم من أنه يؤكد في دساتيره العامة تلك بأحقية الشعوب المحتلة في النضال من أجل حريتها.
يكفي أن نعرف أنّ أحمد جرار الشهيد القسامي هو ابن القائد القسامي الشهيد نصر جرار، وهكذا يورث الآباء لأبنائهم، يورثون لهم الشجاعة والإقدام، والإيمان بأن حياة الذل والمهانة هي حياة الموت، أما موتة الجهاد والنضال فهي موتة الحياة، وشتان بين حياة الموت وموت الحياة.