أربعة أدوار أبوية تربوية لها أكبر التأثير على الفتيات!

الرئيسية » بصائر تربوية » أربعة أدوار أبوية تربوية لها أكبر التأثير على الفتيات!
Silhouette of father and daughter walking

من المحزن أن نجد دور #الأب مقتصرًا في معظم الأحيان على الإعالة المادية في مجتمعاتنا، حتى أن الكثير من الزوجات والأمهات والأبناء صاروا لا يطلبون أو يتطلعون لأكثر من هذا الجانب المادي، وهكذا صارت الإعالة المادية تمثل في معظم الأحيان دور الأب الوحيد بدل كونها أحد أدواره، فما هي الأدوار الأخرى التي يمكن للأب أن يلعبها في حياة أبنائه بصفة عامة، وبناته بالذات، ويكون لها الأثر الإيجابي عليهن؟

1- الحوار والنصح:

من الأمور المهمة التي كانت تشتكي منها بعض من قابلتهن في العمل أو الدراسة، هو عدم قدرتهن على التحاور مع آبائهن، وكُنّ يخبرنني بأن آباءهن يميلون في معظم الأحيان لإصدار أحكام وأوامر حتى فيما يتعلق بالقرارات الشخصية البحتة، كاختيار الجامعة، أو شريك الحياة، أو وظيفة المستقبل، أكثر منه مناقشة الأمر مع صاحب الشأن، لذا فإننا نُذكِّر الآباء بأن الأوامر والنواهي مهمة في سياقها وبقدر، ويجب أن يتم تغليفها بالأساليب والتعبيرات الصحيحة والملائمة لكل سن، حتى لا يقع الخلاف ويُساء الفهم، فأن يأمر أب ابنته في الرابعة، تختلف عن صيغة الأمر لفتاة مراهقة، وتختلف كذلك تمامًا عن توجيه فتاة في العشرين أو الثلاثين من العمر، أو ما فوق ذلك!

فقد نجد الكثير من الآباء يلومون أبناءهم على أنهم لا يستمعون للنصيحة، ولا ينفذون الأمور المتعلقة بحيواتهم الشخصية، ويتناسون أنهم يديرون أسرة وليس معسكرًا للجيش، وأن قرارات أبنائهم الحياتية تخصهم وحدهم طالما أنهم هم من سيدفعون ثمنها في نهاية المطاف، وطالما أدركوا تبعات قراراتهم، وأن الآباء لا يملكون -حقيقة- إلا النصيحة المخلِصة التي حصلوا عليها من تجاربهم الشخصية، ورحلتهم في الحياة.

وحتى أثناء توصيل نصائحهم، يجب أن يحرص الآباء على تحري الأساليب والوسائل الصحيحة، وترك مساحة للأبناء؛ ليصنعوا قرارتهم الخاصة دون تقييد أو تضييق.

نجد الكثير من الآباء يلومون أبناءهم على أنهم لا يستمعون للنصيحة، ولا ينفذون الأمور المتعلقة بحيواتهم الشخصية، ويتناسون أنهم يديرون أسرة وليس معسكرًا للجيش!

2- الصداقة والتشجيع:

كثيرًا ما تكون العلاقة بين الآباء وبناتهم بالذات علاقة رسمية ومقيدة، والدليل على ذلك أن الكثير من الفتيات لا يتحدثن مع آبائهن عن مشاعرهن ومشاكلهن، والتي قد يتعلق بعضها بالحب والزواج، وربما يرجع السبب أن بعضهن لا يرين في آبائهن المستمع الجيد أو الإنسان المتفهم، أو لأنهن يتوقعن منهم رَدَّات فعل غاضبة وغير منصفة أو سوية، أو لأن العلاقة التي تجمعهن بآبائهن ليست قوية كفاية ليخبرنه بمواضيع حساسة كهذه بالنسبة للفتيات.

فعلى الآباء أن يحرصوا على بناء علاقة قوية ومتينة مع بناتهم –خاصة- في سن المراهقة وما بعدها، وقد أثبتت دراسات علمية أن أكثر البنات استقلالية وثقة بأنفسهن، هن اللاتي جمعتهن علاقة قوية بآبائهن على مدار حياتهن، ونِلْن من التشجيع ما جعلهن يعتدن بأنفسهن ويتحملن المسؤولية.

أثبتت دراسات علمية أن أكثر البنات استقلالية وثقة بأنفسهن، هن اللاتي جمعتهن علاقة قوية بآبائهن على مدار حياتهن

3- المدح:

والسبب في أن معظم الآباء يغفلون عن هذا الأمر، هو عدم إدراكهم لأهميته في حياة الفتاة بالذات، فأن يمدح الأب ابنته سواء من الناحية الخَلقية أو الخُلُقية، أو أي جانب من جوانب شخصيتها، يسهم كثيرًا في غَناء الجانب العاطفي لدى الفتاة ، يقول نعمان خان -وهو داعية إسلامي أمريكي-: "إن الفتيات في سن البلوغ بالذات، وفترة ارتداء الحجاب، يحتجن الكثير من الدعم من آبائهن، لا سيَّما عاطفيًا ومعنويًا، فهن بحاجة دومًا لمن يخبرهن بأنهن جميلات -كما يؤكد خان- على الآباء ضرورة أن يحرصوا على القيام بهذا الدور بدل أن تلجأ الفتيات لوسائل أخرى غير شرعية للحصول على هذا النوع من المدح والدعم العاطفي!".

4- التعليم:

يكتفي الكثير من أولياء الأمور -مع الأسف- بتسجيل أبنائهم في المدارس وهم على يقين أنهم بذلك أدوا واجبهم فيما يتعلق بالجانب التعليمي، ولكن الحقيقة أن جانبًا كبيرًا من عملية تعليم الأبناء يقع على عاتق الآباء والأمهات، خاصة فيما يتعلق بالجانب الديني والأخلاقي، فمستوى التعليم في معظم المدارس في عالمنا العربي صار متدنيًا على كافة الأصعدة من جهة، ومن جهة أخرى، فإنه لا اعتناء بتدريس تعاليم الإسلام وأخلاقه، فإن أهملت المدرسة تعليم الطلبة؛ لأن تلك الأمور ليست في مناهجها، فما حجة الآباء إذن؟!

إن جانبًا كبيرًا من عملية تعليم الأبناء يقع على عاتق الآباء والأمهات، خاصة فيما يتعلق بالجانب الديني والأخلاقي

يجب أن يكون تعليم القرآن وتعليم الإسلام وأخلاقه من الأوليات في قائمة الآباء التربوية ، ليس لأنها من واجباتهم فحسب، ولكن لأنها من شأنها أن ترسم معالم الطريق لأبنائهم، وتعينهم على فهم وجودهم في الحياة، وكذا رسم مستقبلهم، انطلاقًا من فهمهم الصحيح لدينهم، واستنادًا على مبادئ سوية وأخلاق حسنة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …