آفة الأمة ليست في أعداءها، بل في خيانة بعض أبنائها، كما لم تكن مشكلة يوسف عليه السلام مع الذئب بل مع إخوته!
الخونة والعملاء هم عقبة التحرر والتقدم والاستقلال.
أصل الحكاية ليست خلافا سياسيا ولا حزبيا ولا فئويا ولا طبقيا، بل هى التبعية والعمالة للمشروع الصهيو أمريكي وتنفيذ مخططاته وإتباع أوامره واللهث خلف طريق تل أبيب سرا وعلانية.
أصل الحكاية هى الأذرع الصهيونية في التضييق على الأمة ورهن مستقبلها وتحكما في قرارها وطمعا في مياهها وتفريطا في ثرواتها وتقزيما لدورها وإذلالا لتاريخها ومحوا لماضيها وحقدا على حضارتها وضمانا لفرقتها وتقسيما لأراضيها وإزهاقا لأرواحها حتى لا تقوم لها قائمة.
فما ازدهر الربيع العبري وخرجت خططه للعلن وتسارع لإنجاز ما لم يكن متاحا في أي وقت مضى وإنهاء المشاريع العالقة والمؤجلة إلا بعد أفول نجم الربيع العربي ووأد أمل الحرية.
أصل الحكاية محاربة ثوابت الدين وأسس الوطنية والتفريط بالمثل العلياء والمبادئ والقيم والردة عن الحرية.
فحتى لا ننسى أصل الحكاية هى من يعمل لصد الحرب على الإسلام ممن يتحالف مع أعداء الإسلام ويؤيد الظلم والطغيان والجبروت والفساد والانحراف والإقصاء تحت أقنعة متعددة ووجوه عارية حتى من ورقة التوت.
سئل الإمام الشافعي رحمه الله كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن فقال: (اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم).
والعمل على انسحاب الإسلام من الشأن العام جريمة كبرى في الماضي والحاضر والمستقبل وتقصير في حق الدين والأمة والوطن والمواطن وجريرة مخزية في الدنيا والآخرة.
أصل الحكاية ذل علماء السلطان والسقوط في حمأة الهوان، والوقوف في صفوف الأعداء مرددين آيات القرآن، خيانة للأمة، ومواطأة لأعداء الشريعة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(إذا وجدتموني في صفوف التتار وفوق رأسي مصحفا فاقتلوني).
ويقول العلامة ابن عقيل: (إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة).
فلا مانع لدى البعض من إدمان الذل والهوان حتى لو صار عقيدة لهم، أو فقها يسيرون عليه، فقه الذل والهوان.
أصل الحكاية هى كل من باع القضية وقبض الثمن سواء كان ملكا أو أميرا أو حاكما أو شيخا أو سياسيا أو إعلاميا أو حزبا أو حكومة أو........
وما بين خلع ثوب الذل وارتداء ثوب الحرية تظهر عورات الكثيرين.
ولا يخاف سماع صوت الحق إلا مَن كان على الباطل.
ولا ينطق بالحق منافق أو ذليل.
وكل ليلة مظلمة لها نهار منير.
وعندما يأتي النهار سينكشف كل الخونة.
يسقط الخائنون وتبقى الأمة ويحيا الوطن.