"أين علماء الأمة، أين العالم وأين الشعوب ليقولوا كلمة حق تجاه ما يجري من مجازر بحق أهالي الغوطة"!!
بهذه الكلمات التي طغى عليها صوت البكاء، كانت استغاثة أحد أبناء الغوطة الشرقية في دمشق عبر رسالة صوتية تلقاها محمد الخطيب من أحد أصدقائه على برامج التواصل الاجتماعي، لنشرها إلى أكبر قدر من الناس، وإيصال صوت أهالي الغوطة إلى العالم في ظل استمرار المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحقهم وراح ضحيتها أكثر من 460 شهيداً خلال أسبوع.
واستهجن الشاب محمد الخطيب خلال مشاركته في وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان أقيمت أمس السبت نصرة لأهالي الغوطة، ما وصفه بالصمت والتواطؤ الرسمي الدولي تجاه ما يرتكب من مجازر في الغوطة الشرقية تحت سمع العالم وبصره.
وأضاف الخطيب: "جئنا هنا لنطالب الأمم المتحدة بالتحرك وهذا أقل الواجب تجاه أهل الغوطة، فصفحات الفيس بوك باتت تعج بصور المجازر والشهداء وقلوبنا تعتصر ألماً وهي تلهج بالدعاء لهم في ظل عجزنا عن وقف ما يمارس بحقهم، وعندما تصل الأمور بأهالي الغوطة لأن يدعوا الله أن يقيم الساعة فماذا بقي لنا أن نقول، يجب أن تتحرك الشعوب لنصرتهم".
وتشهد أحداث الغوطة تفاعلاً واسعاً على صفحات التواصل الاجتماعي التي تتناقل صور المجازر ومقاطع فيديو تظهر جانباً حجم المأساة هناك وتوجه نداءات الاستغاثة للشعوب والمنظمات الدولية بالتحرك لنصرتهم وإيصال حقيقة ما يجري في الغوطة إلى العالم، فيما ظهرت عدة دعوات لفعاليات احتجاجية أمام مقرات الأمم المتحدة والسفارات السورية والروسية والإيرانية في عدة دول للتحرك تجاه المجازر في الغوطة الشرقية، في ظل الصمت الرسمي العربي والدولي تجاه ما يجري فيها من مجازر واقتصاره على عدد من بيانات التنديد والاستنكار.
وأكد عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور صلاح الخالدي على واجب نصرة المستضعفين في الغوطة الشرقية بمختلف الوسائل في ظل الصمت الدولي تجاه ما وصفه بـ "المأساة الإنسانية العالمية التي ترتكب على أيدي مجرمين ليسوا بشراً يمارسون الإبادة للحياة بحق كل إنسان في الغوطة"، معتبراً أن العالم بات متفرجاً تجاه ما يجري من مجازر وأصبحت الدول تلتزم الصمت حيال مأساة الشعب السوري وسط عجز الشعوب عن وقف تلك الجرائم.
وحول واجب الشعوب تجاه ما يجري في الغوطة أكد الخالدي في حديث لـ"بصائر" على ضرورة تبني قضيتهم وإيصالها إلى العالم وتوعية الناس بمأساتهم وتذكيرهم بها، ومطالبة المجتمع الدولي بمختلف الوسائل للتحرك تجاه قضيتهم ووقف ما يمارس بحقهم من جرائم، مع التوجه إلى الله بالدعاء لهم وانتصارهم على الظلم والعدوان.
وأضاف الخالدي: "علينا أن نشاركهم عبر قلوبنا وعواطفنا وأن نشعر معهم ونجعل من حزننا وقوداً للمرحلة المقبلة، مع العمل على مطالبة المسؤولين في العالم الإسلامي لنصرة أهالي الغوطة وهذا أضعف الإيمان، فالطغيان سيزول وسينتصر الحق إن شاء الله".
وأشار الخالدي إلى دور العلماء ومسؤوليتهم باعتبارهم قادة الأمة في التحرك لنصرة المستضعفين في الغوطة وفي كل مكان في العالم الإسلامي، وواجب العلماء في تبصير الأمة وإحياء ضميرها وتوعيتها تجاه مأساة الشعب السوري وقيادة الشعوب للتحرك لنصرتهم.
فيما أكد عضو مجلس النواب الأردني الدكتور أحمد الرقب على ضرورة التحرك العربي والرسمي لوقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري في الغوطة، مشيراً إلى موقف الشعب الأردني الداعم لأشقائه في سوريا في ظل "غياب دول العالم والمنظمات التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وعلى رأسها أمريكا عن المشهد المرعب إنسانياً في الداخل السوري" بحسب الرقب.
وطالب الرقب وهو عضو اتحاد علماء المسلمين في حديث لـ"بصائر" الشعوب العربية والإسلامية "بأن تثبت أنه مهما أصابها من الوهن والتمزق إلا أنها تبقى كالجسد الواحد تنتصر لكل من يمسه الضر في هذه الأمة، وتهب للتفاعل مع قضيته ولو معنوياً"، مشيراً إلى سعيه وعدد من النواب لإصدار بيان باسم البرلمان الاردني يطالب أحرار العالم بالتحرك لوقف الجرائم التي ترتكب بحق أهل الغوطة، وتوجيه رسالة للبرلمانات العربية والإسلامية القيام بواجبها دبلوماسياً والتحرك لوقف تلك المجازر التي يرتكبها النظام السوري.
وأشار الرقب إلى التفاعل الشعبي الواسع في الأردن على مواقع التواصل الاجتماعي تجاه أحداث الغوطة الشرقية، مطالباً قادة الرأي والأحزاب بتفعيل الموقف الشعبي المناصر للشعب السوري، إضافة إلى إصداره لبيان يدين الجرائم التي ترتكب في الغوطة وصمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاهها، منوهاً إلى عدة وقفات شعبية ستقام أمام مقرات الأمم المتحدة لمطالبتها بالتحرك تجاه ما يجري في الغوطة.
وأضاف الرقب" الأعداء يستغلون حالة التفكك العربي ووصول الأمة لمرحلة من المرض العضال في ظل حالة التفرق الشديد وما تشهده الأمة من صراع وانشغال بالخلافات الداخلية، جعلت النظام العربي الرسمي والإسلامي في حالة صمت تجاه ما يجري من مجازر، ونأمل أن لا يصل هذا الداء إلى الشعوب، فما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ والمشافي والمساجد وبيوت الناس الآمنين العزل في ظل ما يجري من حرب إبادة قذرة يمارسها النظام السوري بدعم من روسيا وإيران تجاه المسلمين السنة" بحسب الرقب.