سيمُر كل مُر

الرئيسية » بأقلامكم » سيمُر كل مُر
remembering17

عندما نتفكر فيما يحدث في العالم من أحداث نرى أن هناك فئة مُستضعفة تُكال لها كل الاتهامات وتمارس ضدها كل الجرائم والانتهاكات وتلصق بها كل نقيصة.

- وعندما نغمض أعيننا ونضع إصبعنا على أي مكان من خريطة العالم نشعر وكأن تحت هذا الإصبع شلالات من الدماء وصرخات وجراح وآلام.

- وعندما نرى أن كل المتناقضات والأضداد قد اتفقت على أن تلتقي على مائدة واحدة في مشهد واحد فلابد أن ندرك أن الهدف الأساسي لهذا الاجتماع هو القضاء على هذه الفئة المستضعفة.

- نرى الشيوعي والعلماني والليبرالي والرأسمالي والفاشي واليميني واليساري والحداثي جميعهم يتعانقون ويشدون على أيدي بعضهم بعضاً لا لشيء سوى أن هناك مؤامرة كبرى تُحاك لإبادة هذه الفئة التي ينظرون إليها على أنها مسلوبة الإرادة ومهدرة الحقوق ومستباحة الدماء.

- إن من لطف الله تعالى بعباده أنه قبل أن يشترط عليهم عبادته أطلعهم على طبيعة الطريق الذي سيسلكوه وأطلعهم كذلك على سيرة من سبقوهم على هذا الطريق حتى يُؤمن من يُؤمن عن بيِّنة وحتى يُهيىء نفسه لدفع ضريبة هذا الاتباع وهذا الإيمان.

- ومن لطف الله أيضاً أن كل المواقف التي يُطلع الله تعالى عليها عباده بتفاصيلها المُوحشة المُؤلمة تنتهي نهاية كلها نصر وتمكين وفرح وسعادة للفئة المستضعفة ومن هنا يُوقن أتباع هذا الطريق أنه سيمُر كل مُر.

- سيمُر كل مُر... وسيكون مُجرد ذكريات نتذكرها فنبتسم ونعلم مدى قدرة الله تعالى على منحنا القدرة والصبر والتحمل.

- سيمُر كل مُر... بعد أن ننجح في اختبار الله تعالى لنا وبعد أن يُطهِّرنا الله تعالى من كل ذنب اقترفناه ومن كل تقصير فعلناه.

- سيمُر كل مُر... بعد أن يُخرِج الله تعالى كل ما بداخلنا من قوة كامنة لم نعرف بها أو لم نشعر بوجودها فينا أو تكاسلنا عن إخراجها يوماً ما، فنراها وقد انقلبت إلى دُرر من الخير ولآليء من الخبرات التي تغير مفهومنا للحياة فنسعد، والتي نستخدمها لإصلاح ما أفسده الظالمون.

- سيمُر كل مُر... بعد أن نَعرك الصِّعاب وتعركنا الصِّعاب وبعد أن نعرف كيف نتعامل مع الذئاب وحينها سنكون أهلاً لحمل دعوة الإسلام وأهلاً لنكون سَوطاً لله على ظهور الظالمين.

- سيمُر كل مُر... وسيُرينا الله تعالى في كل من تسبب في هذا المُر ما يُشفي صُدورنا وما يزيدنا يقيناً بوعد ربنا أنه سبحانه يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته.

- سيمُر كل مُر... وسيهلك كل من أذل نفسه لغير الله وكل من تعلق بما عند الطغاة.

- سيمُر كل مُر... بعد أن يُعرِّي الله تعالى الباطل وأهله ويفضحهم فينقلبوا خزايا مدحورين.

- سيمُر كل مُر... بعد أن يكتوي كل من أعان ظالماً بناره وبعد أن يُذيقه الله تعالى وَبَال أمره حسرة وندامة على ما اقترف في حق نفسه وفي حق عباد الله.

- سيمُر كل مُر... وسيسعد كل شريف حُر حتى لو فقدنا كل شيء طالما أن الله معنا.

- سيمُر كل مُر... وسيعوضنا الله تعالى عن كل دقيقة احتسبناها لله وكل غصَّة وكل مرارة أعواماً من البركة في الصحة والعمر والذرية.

- سيمُر كل مُر... وستنجلي كل الأحزان، وستُشفى الجراح، وستعود البسمة، وسيجتمع الشمل، وستشرق الشمس من جديد.

- سيمُر كل مُر... لأنها سُنة الله تعالى في كونه، ولأن الله تعالى لا يُخلف عباده ما وعدهم به من النصر والتمكين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …