الشيخ محمد الغزالي رحمه الله من أبرز دعاة الإسلام في العصر الحديث، عُرف عنه أنه من المناهضين للتشدد والغلو في الدين واشتهر بلقب أديب الدعوة.
ولد الشيخ محمد الغزالي في ٢٢ سبتمبر ١٩١٧ بمحافظة البحيرة وتوفي في ٩ مارس ١٩٩٦ بالمملكة العربية السعودية أثناء حضوره مؤتمراً بها ودفن بالبقيع حسب وصيته.
- من اقواله رحمه الله:
1- لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحةٍ من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة؟
2ـ الحق لا يخشى الحرية أبداً إنما يخشاها العوج والجهل والبغي في الأرض بغير حق.
3- إن كل تدين يجافي العلم، و يخاصم الفكر، ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تدين فقد صلاحيته للبقاء، التدين الحقيقي ليس جسداً مهزولاً من طول الجوع والسهر، ولكنه جسد مُفعم بالقوة التي تسعفه على أداء الواجبات الثقال، مُفعم بالأشواق إلى الحلال الطيب من متاع الحياة.
4ـ شفاء العالم من سِقامه مرتبط بعودة الإيمان إلى القلوب الفارغة.
5- إذا وجد الإسلام من هذه الأمة الطيبة أفئدة تهوى إليه, وتنفذ تعاليمه وتحقق أهدافه فانتظر نهضة ناجحة ومستقبلاً مُشرفاً وخيراً غزيراً، لا لمصر وحدها ولا للعروبة وحدها ولكن للعالم أجمع.
6- يُعجبني أن يواجه الإنسان هذه الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر وسماحة الخلق وسعة الاحتمال, بسمة ترى في الله عِوضاً عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود.
7- لو عَقِلَ الناس لعرفوا أن الآخرة هي المستقبل الذي يجب على كل راشد أن يوفِّـر فيه أسباب سعادته، وأن يجعل حاضره من الدنيا تمهيداً له، وأن يجعل سعيه في حياته غِراساً لا تُنتظر ثمراته القريبة بقدر ما تؤمل عند الله عواقبه المذخورة، ارتحلت الدنيا مُدبرة، وارتحلت الآخرة مُقبلة، ولكل منهما بَنُون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
8- أتدري كيف يُسْرَق عُمر المرء منه؟، يَذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتي ينقضي أجله، ويده صِفر من أي خير.
9- إن الينبوع الذي تسيل فيه مخايل الرجولة الناضجة هو الذي تسيل منه معاني اليقين الحي، وإذا وَجَدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس، فلا تخلط بين تبلد الطباع المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم، وأول معالم الحرية الكاملة ألا يضرع الرجل لحاجة فقدها.
10- إن ضوءً من عظمة الله يُشرق في أفئدتنا حين نتأمل في روائع خلقه، وحين نرسل أبصارنا إلى جنبات الملكوت الضخم، فنرى آثار المجد الذي لا يَبلى، والعلم الذي لا يغيب والإرادة التي لا تُحد، و القدرة التي لا تُغلب.
11- لله في دنيا الناس نفحات لا يَظفر بخيرها إلا الأصفياء السُّمحاء.
12- ليست قِيمةُ الإنسانِ فيما يَصِلُ إليه مِن حقائقَ، وما يَهتدي إليه مِن أفكارٍ سامية.. ولكن أنْ تكونَ الأفكارُ الساميةُ هي نفسَه وهي عملَه، وهي حياتَه الخارجية كما هي حياتَه الداخلية.
13- مِن السقوطِ أن يُسَخِّرَ المَرْءُ مواهبَه العظيمة من أجْلِ غايةٍ تافهة.
14- املك أكثر مما ملك قارون من المال، وسيطر على أوسع مما بلغه سليمان من سُلطات، واجعل ذلك فى يدك، لتدعم به الحق حين يحتاج الحق إلى دعم، وتتركه لله فى ساعة فداء حين تحين المنيّة، أما أن تعيش صعلوكًا حاسبًا أن الصعلكة طريق الجنة فهذا جنون وفتون.
15- أنا لا أخشى علي الإنسان الذى يُفكّر وإن ضلّ، لأنه سيعود إلي الحق، ولكني أخشي علي الإنسان الذى لا يفكّر وإن اهتدى، لأنه سيكون كالقشة في مَهب الريح.
16- يستحيل أن يكون الجهل بالحياة دينا وأن يكون الفشل فيها تقوى، املك الدنيا بذكاء واقتدار ثم وجهها لإعلاء كلمة الله وإعزاز الإيمان ورفع رايته.
17- مازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب, أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك.
18- أشكال العبادات لا تصنع ذلك التغيير الحاسم، إذا لم تمح الصلوات الحسد والحقد من نفسك فلا صلاة لك والسجود الحقيقي ليس انطواء الجسم أمام الله بل هو انقياد القلب لهداياته ووصاياه.
19- إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغَّضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم.
20- لو أنًّ أيدينا يمكنها أن تمتد إلي الماضي لتمسك حوادثه المدبرة، فتغيًّر منها ما تكره، وتحوًّرها علي ما تحب؛ لكانت العودة إلي الماضي واجبة، ولهرعنا جميعاً إليه، نمحو ما ندمنا علي فعله، ونضاعف ما قلًّت أنصبتنا منه، أما وذلك مستحيل فخيرٌ لنا أن نكرّس الجهود لما نستأنف من أيام وليالٍ، ففيها وحدها العوِضَ.
اللهم تقبله في الصالحين وألحقنا به على خير غير مُبدلين ولا مُغيرين.