للعاملين أو الدارسين من المنزل.. إليكم عشر نصائح؛ لتجربة أكثر فائدة!

الرئيسية » بصائر تربوية » للعاملين أو الدارسين من المنزل.. إليكم عشر نصائح؛ لتجربة أكثر فائدة!
man-working-on-tablet

يهرب الكثيرون عادة من الدراسة أو العمل من المنزل؛ خوفًا من شعور الملل الذي حتمًا سيعتريهم بعد مدة. أو لعدم رغبتهم بالتخلي عن حياتهم الاجتماعية، أو حتى لمجرد الخوف من تقليل احتكاكهم بالناس والعالم الخارجي.

ولكن كثيرًا ما لا تجد بعض الأمهات بالذات بُدًا من العمل من المنزل حتى لا يتضارب خروجهن من المنزل مع رعايتهن لأطفالهن. كذلك في ظل انهيار النظام التعليمي، بدأ الكثير من الآباء في التعليم المنزلي لأبنائهم، فصار الأبناء والآباء كذلك يقضون ساعات أكبر في المنزل للدراسة والتعلم. وبعد خبرة شخصية في العمل والدراسة من المنزل، ومن تجارب آخرين، ودراسات تمت في هذا المجال، إليكم عشر نصائح من شأنها مساعدتكم على جعل تجربة الجلوس في المنزل أكثر متعة وفائدة:

1- صنع الدوافع:

في الغالب ما نغفل عن هذه النقطة في البدايات، فيُغرِينا -كما العادة- شغف البدايات. فننطلق للعمل والإنجاز حتى تخبو الجذوة، ويصيبنا الملل، ونُلقي باللائمة على الجلوس في المنزل. ولكن الحقيقة أن الإنسان معرَّض للملل في مدرسته أو عمله، فالملل طبيعة إنسانية. ولذا، أن يعتمد الإنسان على الجذوة الأولى في إنجاز أي عمل، فهو كأنما يمنح نفسه دَفعة مؤقتة، ويأمل أن تظل للأبد. ولتلافي هذه المشكلة، احرص قبل بدء أي مشروع دراسة أو عمل، أن تكتب الدوافع التي تجعلك راغبًا في أداء العمل، وحين يصيبك الملل، راجع تلك القائمة ونقِّحها إن لزم الأمر، فهي أجدى أن تحفز الروح الإيجابية بداخلك.

الإنسان معرَّض للملل في مدرسته أو عمله، فالملل طبيعة إنسانية. ولذا، أن يعتمد الإنسان على الجذوة الأولى في إنجاز أي عمل، فهو كأنما يمنح نفسه دَفعة مؤقتة، ويأمل أن تظل للأبد

2- احرص على اختيار دوافع قوية:

فمثلًا إذا اخترت تعلم لغة ما، فضع في اعتبارك أن تعلم اللغات يعتبر خطة طويلة الأمد. فمجرد كونك معجبًا بلغة معينة أو مستمتعًا بتعلم بضع كلمات فيها، ربما يكون دافعًا مقبولًا للبدء، ولكنه لا يعد دافعًا قويًا لتعلمها على المدى البعيد. أما عن دوافع أخرى طويلة الأمد فهناك: السفر أو الدراسة أو استخدام اللغة في التحاور مع أصحابها. أو أغراض تتعلق بالوظيفة كالترجمة أو الكتابة أو المحادثة. فهكذا دوافع ستكون أكثر فعالية وتأثيرًا؛ لأنها تستقي أهميتها من تأثيرها الفعلي على حياتك ونشاطاتك المستقبلية.

3- اصبر وليكن سقف طموحاتك معقولًا:

أن نجد أثر ما نعمل عادة ما يكون هو الشيء الذي يخلق في نفوسنا الدافع، والعمل أو الدراسة من المنزل يَحُدَّان من إمكانية حدوث هذا الأمر إلا فيما نَدَر. فالمفتاح الأساسي هو الصبر على نيل الثمرة، وعدم الاستعجال في بلوغ الهدف، فطالما أننا نسير في الطريق الصحيح ومستمرون في الإنتاج والعمل، فلا ريب سنصل بإذن الله.

أما العجلة فهي تُضَيِّع الشعور بالاستمتاع، وتؤثِّر على درجة الفائدة التي يتم تحصيلها من العمل . وفي الحديث: (سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا) (صحيح البخاري). فالمستعجل في الوصول إلى هدفه، سيتعجَّل الانتهاء من السير لبلوغ الهدف. وفي الغالب سيمنعه استعجاله من الاستمتاع بالطريق، وقد لا يفلح في النهاية في بلوغ الهدف بسبب تسرعه. فكل ما علينا فعله هو أن نأخذ الأمور برفق، ونسدد ونقارب ونُبْشِر.

المفتاح الأساسي هو الصبر على نيل الثمرة، وعدم الاستعجال في بلوغ الهدف، فطالما أننا نسير في الطريق الصحيح ومستمرون في الإنتاج والعمل، فلا ريب سنصل بإذن الله

4- بدلًا من الاستعجال، حدد أمدًا والتزم به:

أحيانًا يروادنا الشعور بالعجلة والرغبة في الانتهاء من العمل الذي بين أيدينا، والبدء في عمل آخر، فقط لنحِسَّ بالإنجاز . ولكن تلك العجلة لا تُؤثِّر فحسب على درجة استمتاعنا بما نعمل، ولكنها كثيرًا ما تُؤثِّر على درجة الإتقان. ولأن البعض قد يخشى أنه إذا قضى ما شاء أو لزم من الوقت لإنجاز مهمة ما، أو تعلم مهارة، أن تطول عملية التعلم أو إنجاز المهمة فيصيبه الملل، ويترك الأمر دون إتمامه على الوجه المُرضِي أو حتى بالكليَّة.

وكحلٍّ وسط، يمكنك أن تضع أمدًا لكل مهمة بما يتناسب معها، فمثلًا إذا اخترت تعلم الإنجليزية على مدار العام، سيكون عندك متسع من الوقت، ويمكنك أن تقسم موادَّ ومواقع الدراسة على مدار الشهور حتى يتم إنجاز العمل بحلول نهاية العام.

5- قَيِّم عملك دوريًا:

من الجيد أن تكون لك خطة طويلة الأمد. ولكن أن تكون لك أهداف قصيرة تفرغ منها على مدار الأيام والأسابيع، سيشعرك حتمًا بالإنجاز، وسيُقوِّي من دوافعك. فمثلًا، إذا قررت تعلم الإنجليزية على مدار العام، وقمت بعمل جدول شهري، فالتزم بتحديد أهداف قصيرة المدى يومية كانت أو أسبوعية. فمثلًا حدد عددًا معينًا من الفيديوهات، أو دروس القواعد التي ترغب في الاطلاع عليها، ودراستها على مدار الأسبوع. ثم اطلع على جدول إنجازاتك في نهاية الأسبوع، وتأكد أنك قمت بإنجاز كل المطلوب.

6- إذا لم تكن مرتبطًا بعمل رسمي، أو جدول مواعيد، نوِّع نشاطك:

إذا لم تكن مرتبطًا بوظيفة رسمية من المنزل، وكنت تعمل أو تدرس في إطار حر، فلا بأس أحيانًا من أن تنوع نشاطك، أو تأخذ استراحة قصيرة للترويح عن النفس، طالما أن الأمر يَصبّ في الفائدة والنفع الذاتيين. فلا تجبر نفسك على نشاط بعينه، ما لم يكن هناك داعٍ (كموعد تسليم عمل ما أو موعد محدد لدورة تدريبية أو غيره)، وذلك حتى لا يصيبك الضجر والكسل لاحقًا.

7- جهِّز دومًا خطة بديلة:

فلا تجعل جميع نشاطاتك على الإنترنت، فإذا قطعت الكهرباء أو فقدت الاتصال لسبب أو لآخر، تعطل جدولك، وتسلل الفراغ ليومك. فليكن لك نشاط للقراءة، والدراسة من الكتب الورقية كذلك إن لزم الأمر، أو أي نشاط فكري أو عقلي أو عائلي آخر .

8- أحيانًا تحتاج مجرد البدء وإنهاء عملية التسويف:

يؤجِّل البعض الكثير من المهام ويتحججون بعدم الرغبة بالقيام بها في الوقت الحالي. ويبرِّرون هذا التصرف بأنه سيأتي حتمًا الوقت الذي سيواتيهم فيه الدافع للبدء في العمل، متى ما شعروا بالرغبة في القيام به. والحقيقة أن هذا فهم خاطئ تمامًا لبدء إنجاز أي مهمة، وهو السبب في عملية التسويف "طويلة الأمد" التي يعاني منها الكثير من الناس. فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن أصعب مرحلة على الإطلاق في إنجاز أي عمل هي البداية، وأن الإنسان يحتاج عادة من (10-15 دقيقة) حتى ينهمك في العمل، ومن ثم تواتيه الرغبة في استكماله حتى إتمامه. فمفتاح السر والحل في معظم حالات الرهبة من بداية أي مشروع أو عمل هو في المشكلة نفسها، وهو: أن تبدأ!

أثبتت الكثير من الدراسات أن أصعب مرحلة على الإطلاق في إنجاز أي عمل هي البداية، وأن الإنسان يحتاج عادة من (10-15 دقيقة) حتى ينهمك في العمل، ومن ثم تواتيه الرغبة في استكماله حتى إتمامه

9- حين لا يكون الدافع حافزًا كفاية، فماذا بعد؟!

كثيرًا ما نصل لمرحلة لا تكون فيها الدوافع محفزة كفاية للاستمرار مهما كانت قوية ومهمة وفي إطارها السليم. والحل في هذه الحالة وعلى الدوام، هو الاستعانة بالله والمضي على أي حال. فمجرد الشعور أنك تقوم بعمل مفيد، أو حتى مسلّ وفيه شيء من النفع، يكون كافيًا جدًا للاستمرار في تأدية العمل. كذلك، فإذن تجديد النشاطات يكون مهمًا للغاية في هذه المرحلة؛ لأنك تنطلق خلالها من دوافع مختلفة. وهذا من شأنه أن يجدد نشاطك أثناء أداء العمل، ويحفزكَ على الإنجاز، وإن قلَّت نسبة الحماسة التي عادة ما تُقبِل بها على تأدية المهام.

10- قارن نفسك بنفسك:

ربما من أفضل مميزات التعلم أو العمل الذاتي والتي تقدمها عادة الدراسة أو العمل من المنزل، هو انعدام المقارنة بينك وبين الآخرين. فأنت مشغول بمقارنة ذاتك بذاتك. فتقارن ما كنت عليه بما صرت إليه، وهذا الأمر يفتح مجالاً كبيرًا للتركيز على الذات، بدلًا من المقارنات غير المنصفة التي تحدث عادة مع زملاء الدراسة أو العمل، والذين يختلفون في الظروف والعقول.

العمل أو الدراسة من المنزل عملية فيها الكثير من التحدي، والاعتماد على النفس تقريبًا في كل شيء: صناعة الدافع، والتحفيز، والاستمرار، والاستمتاع، حتى مكافأة النفس. ولكنها بحق تجربة مفيدة وتستحق خوضها، سيما لمن اضطرته الظروف. واعلم أنه مهما طال أمد تحقيق الهدف والحصول على الثمرة، فإنك قريب بإذن الله ما دمت تتقدم ولو خطوة كل يوم. لذا توكل على الله، واستعن به ولا تعجز!

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …