مسيرة العودة نداء الزحف الواجب

الرئيسية » حصاد الفكر » مسيرة العودة نداء الزحف الواجب
palestine_flag_ap_img

عودة اللاجئين إلى موطنهم قضية باقية في وجدان الشعب الفلسطيني ولم ولن ينساها، وهي قضية متوارثة جيلا بعد جيل، وهي أيضا في نفس الوقت كذبت نبوءة يهود أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وهي اليوم القضية المركزية التي يسعى اللاجئون لتحقيقها على أرض الواقع وقد تكون الدعوة لمسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من الشهر الجاري هي بداية العودة الحقيقية للأرض التي هجر منها أهلها ولازالوا يحلمون بالعودة ويحتفظون بالطابو أو الكوشان والمفتاح وتتوارثه الأجيال بعد الأجيال.

عجز العالم عن تحقيق حق العودة رغم أنه قرار أممي وظن الفلسطينيون أن الأمم المتحدة سوف تعيدهم مرة أخرى وفق قرار 194 إلى ديارهم وأن المسألة هي مسألة وقت، وانتظروا وطال الانتظار. سبعون عاما على قرار العودة لم يتحقق وثبت بالدليل الواقع أن الأمم المتحدة حولت قضية اللاجئين والعودة إلى قضية إنسانية واكتفت بتقديم الاغاثة الإنسانية عبر وكالة الغوث التي تحاول الإدارة الأمريكية شطبها كي تشطب أحد أهم معالم القضية الفلسطينية من خلال العمل على شطب وكالة الغوث.

جرب الفلسطينيون كل الأدوات وصبروا عليها ولديهم أمل أن يساعدهم العالم عبر الأمم المتحدة أو تساعدهم الدول العربية وتعمل على تحرير أرضهم وعودتهم ولكن بعد سبعين عاما تبين لهم أن كل الاطراف تعمل على تذويبهم في البلدان التي هاجروا إليها من خلال التوطين، الفكرة التي رفضوها منذ 1954 بالتوطين في سيناء زمن عبد الناصر، وأفشلوا بعدها كل مشاريع التوطين وهم اليوم يعدون العدة لترتيب عودتهم بإرادتهم التي سيعتمدون عليها بعد الله سبحانه وتعالى.

الشعب الفلسطيني بات على يقين أنه لن يعود إذا لم يتحرك هو ويعود بنفسه من أقرب نقطة يصل إليها من أرضه، اليوم الشعب الفلسطيني يريد أن يتحرك نحو الخط الزائل الفاصل بين أرضه وقطاع غزة بالاحتشاد هو وعائلته وأولاده وينصب خيمته كي ينطلق في ساعة الصفر التي سيحددها لاحقا.

الإعلان عن مسيرة العودة إلى الوطن أقلق الإدارة الأمريكية ومن قبل الاحتلال الصهيوني الذي بات يحذر منها ويحشد جنوده مع قطاع غزة خشية اقتحام العوائل الفلسطينية خط الهدنة الزائل ويضعوه في ورطة كبيرة، من خلال أن الشعب الفلسطيني يريد تنفيذ قرار الأمم المتحدة بالعودة بعد انتظار سبعين عاماً من التيه والشتات، وهذا يشكل خطرا وجوديا على الكيان، ثم إن هذه العودة الجماعية السلمية والتي تضم الاطفال والنساء تشكل حرجا أخلاقياً لو تعامل معها بالقوة المسلحة، عندها ماذا سيقول للعالم وهو يواجه أطفالا ونساء ورجالا لا يحملون إلا الإرادة والحق الذي ثبتته الأمم المتحدة.

أيها الشعب الفلسطيني أنت أمام لحظة تاريخية فارقة إما أن تكون أو لا تكون فليس أمامك إلا العودة أو الموت بأيهما يمكن أن تقبل، أن تعود ولو مت وأنت في طريق العودة أو الموت على قارعة الطريق التي يعدها لك ترامب والاحتلال الصهيوني؟

هل أعددنا أنفسنا للعودة، هل جهزنا الخيمة وبعض الزاد؟ هل حدثنا أنفسنا أننا سنكون الأوائل؟ هل نزعنا الخوف من قلوبنا؟ هل نحن على حق؟ أيها الناس العودة حق، والأرض حق، والديار باقية، والعدو ينتظر قدومنا بهدف إرهابنا؛ ولكن نحن من سيكمل رغم إرهابه، سنواصل المسير ولن نلتفت للخلف، فكروا ولو لمرة واحدة ولن تجدوا أجمل من العودة.

أيها الإخوة الأحباب لا تخشوا العدو ولا أسلحته إذا كنتم تؤمنون بالله وبالقدر وليكن شعارنا يوم الـثلاثين (قدّر الله وما شاء فعل)، لنبدأ من ساعات الصباح الباكر ونحمل القليل وسيكون الجميع وستكون فعاليات صباحية ومسائية وما يثلج الصدور، المهم أن ننزع الخوف وأن نعتمد بعد الله على أنفسنا وهذا نداء الزحف الواجب علينا هنا في قطاع غزة والضفة الغربية ومن يستطيع من الخارج أن تكون وجهته إلى فلسطين حيثما كان، شدوا الرحال إما نصر أو شهادة.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • الرسالة نت
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

قراءة سياسية في عبادة الصيام

عندما نضع الصيام في سياق العبادة في الإسلام نجد أن العبادة وسيلة تحقق غايات عليا …