تمهيد:
تركز #التربية الإسلامية اهتمامها على بناء الشخصية الملتزمة بالعقيدة الإسلامية، وأول الخطوات على هذا الطريق كما تحدث المؤلف في مقدمة كتابه هو القيام بعملية تأصيل لهذه التربية عندما أخرج كتابه "القرآن الكريم رؤية تربوية" باعتباره الخطوة واللبنة الأولى على طريق بناء (أصول فقه تربوي إسلامي)، ليقوم بتقديم اللبنة الثانية في بناء هذا الفقه الإسلامي التربوي والتي تتمثل في تقديم السنة والسيرة النبوية من منظور تربوي.
جاء هذا الكتاب في الوقت الذي يقبل به العالم اليوم على أفكار ومبادئ رجالات من كبار وأعلام التربية ولا سيما الغربية منها، رغم ما في حياتهم من صفحات لا تخلو من سقطات فيستخلصوا من مبادئهم وأفكارهم ما يطوعون به مناهج التربية وأساليبها لما يوافق هذه المبادئ والأفكار.
يأتي كتاب #السنة النبوية رؤية تربوية ليبرز أهمية السنة النبوية ويتناولها من جهة تربوية بالوقوف أمام الشخصية المحمدية لتكون المثال والقدوة بل المصدر والموجه لكل من أراد تربية ترقى بالمجتمع أفراداً وجماعات.
فشخصية النبي الكريم نبياً ورسولاً والتي لم تخرج عن حدود البشرية إنما هي الشخصية الكاملة التي نقتدي بها ونحذو حذوها ، بل هي المعيار للحكم على القول والعمل دون أن تحوي صفحات حياته الكاملة أي شائبة، ولا سيما أنّ ما جاء يدعو إليه كان مطبقاً في سلوكه وأخلاقيته صلى الله عليه وسلم.وينبه المؤلف في كتابه على أنه عند التأريخ للفكر التربوي لأي مفكر إنما يكون فكره صورة تعكس البيئة التي نشأ فيها وما بها من أحداث، إلا أنه عند التوقف أمام شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد من التركيز على قضيتين في غاية الأهمية وهما:
القضية الأولى: أنّ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن ابتكاراً وإبداعاً منه بصفته الشخصية وإنما هو مبلغ عن ربه عز وجل.
القضية الثانية: أنّ ما يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم من فكر تربوي ليست العبرة منه مجرد وجاهته واتساقه ومعقوليته وإنما تكمن العبرة في مقدار قابليته للتحقق والتنفيذ، وإثبات ذلك هو أن الرسول الكريم كان تجسيداً حياً ونموذجاً فعلياً وأسوة لمن حوله لكل ما كان يدعو إليه من مبادئ وقيم ومُثل عُليا.
ما يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم من فكر تربوي ليست العبرة منه مجرد وجاهته واتساقه ومعقوليته وإنما تكمن العبرة في مقدار قابليته للتحقق والتنفيذ، وإثبات ذلك هو أن الرسول الكريم كان تجسيداً حياً ونموذجاً فعلياً وأسوة لمن حوله
مع الكتاب:
قد قام المؤلف بتقسيم كتابه إلى الفصول الآتية بعد أن قدم له بتمهيد حول حاجة الإنسان إلى الأنبياء:
الفصل الأول: السنة النبوية مصدراً للتربية.
وضح فيه المؤلف معنى السنة والحديث والأثر والخبر والحديث القدسي، وتناول تزييف الحديث ووضعه ومقاومة الوضع ومصادر الحديث النبوي ونشأة علم الحديث ومنزلة السنة بالنسبة للقرآن ووجوب العمل بالسنة.
الفصل الثاني: البنية التربوية للشخصية المحمدية.
تحدث فيه المؤلف عن المقوم المكاني والأصول الاجتماعية للنبي صلى الله عليه وسلم واختياره نبياً ورسولاً والابتلاءات التي تعرض لها، وحكمة قيادته وفاعليتها، وتناول الجهاد وأهميته وأنّ الجهاد ضرورة لا بد منها لقمع الفساد والمفسدين فإن الأخيار إن لم يمارسوا الجهاد تغلغل الشر وانتشر الفساد طالما لم يجد المفسدون من يقف بوجههم ويصد فسادهم .
الفصل الثالث: قضايا ومبادئ تربوية.
وتناول فيه المؤلف أهمية التعليم وتقدير العلماء ودورهم في بناة البشر، وضرورة تعليم النساء ككيانٍ إنساني مستقل وليس ظلاً للرجل؛ إذ للمرأة من الحقوق ما عليها من الواجبات.
الفصل الرابع: طرق التعليم وأساليبه.
وقد عرض المؤلف في هذا الفصل طرق وأساليب #التعليم التي استخدمت في الهدي النبوي كالقصة وضرب المثل والحوار، وأوضح أهمية التفكير السليم ودوره في الرقي الفكري وطرح الأفكار الموروثة والتفكير بشكل منطقي متجرد عن التحيز دون وعي قوامه العقل والفكر السليم.
الفصل الخامس: تعليم السنة وتعلمها.
تحدث المؤلف عن ضرورة الدينية والتربوية لتعلم السنة وتعليمها إذ إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن زعيماً سياسياً أو قائداً وطنياً ولا مصلحاً اجتماعياً، وإنما من أول لحظة قدّم نفسه للعالم على أنه نبيٌ مرسلٌ من عند الله إلى الناس كافة.
ثم سلط المؤلف الضوء على قضايا طالما غفل الناس عنها، فسلط الضوء على أهمية #الابتلاء في حياة الإنسان فمن خلال المحن والابتلاءات تتمايز الصفوف وتتكون الشخصيات، وأنّ علو النسب والشرف ليس ملازماً للمال وإنما شرف النسب أن يكون من وسط يخلو من نواقص السلوك .
ثم ركز على ضرورة إصلاح العقيدة وتنقيتها من كل شائبة؛ إذ هي الأساس الذي يصدر عنها صحيح العبادات، وأن العقيدة أثمن ما يكون في هذا الوجود؛ فهي تقدم على النفس والمال والولد والأهل والوطن، وأن الأخوة المتينة إنما هي ثمرة العقيدة الصحيحة التي يحب فيها المؤمن لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه.
ركز المؤلف على ضرورة إصلاح العقيدة وتنقيتها من كل شائبة؛ إذ هي الأساس الذي يصدر عنها صحيح العبادات، وأن العقيدة أثمن ما يكون في هذا الوجود؛ فهي تقدم على النفس والمال والولد والأهل والوطن
كما و تناول قضية الوطن ومفهومه، وإنه ليس ذاك الوطن الذي رسمت معالمه وحدوده ووضعت حواجزه يد البشر العابثة؛ إنما الوطن الحق هو حيث يكون المؤمن عزيزا بعقيدته فلا تُنال ولا تمتهن ، فجاء هذا الكتاب كبوصلة تشير لمبادئ التربية القويمة، وترسم معالم طريق العودة للعزة والسؤدد الذي وضعها محمد بن عبد الله كنبي مرسل مبلغ عن ربه وأول من التزم وترجم دعوته لواقع يلمسه الناس فصار الأسوة الحسنة لكل من ابتغى العزة والرفعة في الدارين، وحقق الفوز والفلاح كل من استن بسنته واهتدى بهديه عليه أفضل وأتم التسليم.
مع المؤلف:
الأستاذ الدكتور سعيد إسماعيل علي، من مواليد القاهرة عام 1937، وحاصل على دكتوراه الفلسفة في التربية من جامعة القاهرة.
وهو أستاذ للتربية في جامعة عين شمس، وقد شارك في العديد من المؤتمرات العلمية في العديد من الدول العربية والأجنبية.
له العديد من المؤلفات والتي تقارب المئة، وغالبيتها تتناول القضايا التربوية من المنظور الإسلامي مثل: فقه التربية "مدخل إلى العلوم التربوية"، الأصول الفلسفية للتربية، أصول التربية الإسلامية، المواطنة في الإسلام، ثقافة المقهورين، وغيرها.
بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: السنة النبوية رؤية تربوية
المؤلف: سعيد إسماعيل علي.
مكان النشر: القاهرة.
دار النشر: دار الفكر العربي.
سنة النشر: 2002م
عدد الصفحات: 515صفحة