لا أدري! هل ما زال من الإسلاميين اليوم؛ مَن يشك في الآثار المدمرة لفُرقتهم وتعصّبهم؛ عليهم وعلى الأمة جمعاء؟
ألم يكفِهم - بربِّك - ما حل بهم ويحلّ في فلسطين وأفغانستان والصومال ومصر وسوريا والعراق، وغيرها من بلاد الدنيا شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً؟!
أوَلم يروا بأمّهات عيونهم آثار فُرقتهم في انتصار المشروع العلماني بمصر، وتربّع المستبدين على عرشها، في غمرة اختلاف الإخوة الألداء حول حكم التدرج في تطبيق الشريعة؟!
أوَلم يروا تأخر تحقيق الثورة السورية لأهدافها، وانتشاء النظام الأسدي وانتعاشه، وفقدان الخيرة من قادة الثوار، في الوقت الذي لم يستطع فرقاء السلاح فيه؛ أن يوحّدوا جهدهم، على الأقل من أجل الأطفال الذي يموتون بين القصف والجوع واللقاحات السامة؟!
ويحكم! وويح فُرقتكم! كم كانت سبباً في هتكٍ لأعراض، وتشريدٍ لأطفال، وذبحٍ لرجال، وتقهقرٍ لدعوة تريدون لها أن تكون سبباً لنصر المسلمين وعزهم!!
ألم يقل الله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم}؟! ألم يقل سبحانه: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}؟! ألا تدركون أنكم أنتم أحد أسباب فشلكم؟!
لقد تعلمها الصغار في الروضة؛ أن العيدان إذا اجتمعت عسُرَ كسرُها، وإذا افترقت تكسّرت بيُسر؛ فكيف غابت عنكم؟! أم أن التعصب أسكر عقولكم حتى لم تعد تدرك بدهيات المسائل؟!
لقد تعلمها الصغار في الروضة؛ أن العيدان إذا اجتمعت عسُرَ كسرُها، وإذا افترقت تكسّرت بيُسر؛ فكيف غابت عنكم؟! أم أن التعصب أسكر عقولكم حتى لم تعد تدرك بدهيات المسائل؟
تتوالى عليكم الاختبارات يومياً، وكأنّ الله سبحانه - لما في قلوبكم من حب لله ورسوله - يتلطف بكم، وينبّهكم إلى خطورة معصية الفُرقة عليكم وعلى أمتكم، ولكنكم لا ترعوون!!
تباً لفرقتكم التي حوّلتكم إلى خدمٍ لأعدائكم، تقدّمون لهم كأس الفُرقة على طبق من ذهب، يشربونه وهم يتراقصون فرحاً بكأسٍ ثمين جاءهم يسعى على طبق ثمين؛ يقدّمه لهم بالمجّان عدوّهم الأول.
عجبٌ عجبٌ.. من أمة الجسد الواحد، التي افترقت إلى جماعات متعصبة، إذا اشتكى منها عضو؛ تداعى له أبناء جماعته بالسهر والحمى، فيما تستغرق بقية الجماعات في نوم عميق!
لقد بتنا لا نعرف بأية لغة نخاطبكم..
أبالشرع؟! فالله تعالى يقول: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} [الأنفال:73]، نتيجة مفزعة لمقدمة في زماننا واقعة.. إلا يوالي بعضكم بعضاً؛ تعم الأرض فتنة عريضة، وفساد كبير!
أبالعقل؟! هذا مثال العصي السالف الذكر، لقّنه إياكم أجدادكم، ولقنتموه أنتم لأحفادكم، ولكنكم {تنسون أنفسكم}.
أبالواقع؟! ها هي نتائج فرقتكم ماثلة أمامكم، ترونها يومياً في القنوات الفضائية، وفي الصحف اليومية، وعلى صفحات الإنترنت، تلاحقكم صباح مساء، ولكنكم تضعون أصابعكم في آذانكم، وتستكبرون استكباراً.
ها هي نتائج فرقتكم ماثلة أمامكم، ترونها يومياً في القنوات الفضائية، وفي الصحف اليومية، وعلى صفحات الإنترنت، تلاحقكم صباح مساء، ولكنكم تضعون أصابعكم في آذانكم، وتستكبرون استكباراً
أبالعاطفة؟! فلا أدري! هل تكفي دموع أطفال سوريا والعراق وغزة لتحرك أحاسيسكم؟! وكم تحتاج عواطفكم من دماء نازفة تزيد نزفها فُرقتكم؛ حتى تتحرك وتشعر بالحرارة؟! اجلسوا بين يدي جدتي كالأطفال؛ لتحدثكم عن قصص النساء اللواتي تنتهك أعراضهن في سجون الطغاة، لعلّها ترهفُ مشاعركم!
يا قوم! ألا نجد في كل جماعة منكم رجلاً رشيداً يحمل على عاتقه مهمّة التلاقي والتعاون والتعاضد بين الجماعات الإسلامية؟!
هل حقاً إنها ضالة لا توجد؟!