سنشد عضدك بأخيك: رسالة جندي ورد من قائده (1)

الرئيسية » بأقلامكم » سنشد عضدك بأخيك: رسالة جندي ورد من قائده (1)
pen_letter_85695125-56b0906c5f9b58b7d0241501

إن أي كيان بشري وراءه هدف أساسي كان سبباً في إيجاده ورسم خطواته وتوزيع أدوار أفراده ومع الممارسات العملية من أجل تحقيق هذا الهدف لابد وأن تعتريه التغييرات واختلاف وجهات النظر والآراء والرؤى والكل يدلوا بدلوه في حدود الأسس والضوابط والأطر والمعايير المرسومة وفي حدود الهدف الأساسي الذي كان سبباً في إيجاد هذا التجمع من البداية.

الموضوع الذي بين أيدينا هو عبارة عن تصور لرسالة قام فرد (جندي) من كيان بشري بإرسالها إلى رئيسه (قائده) يُصارحه فيها بما يعتمل فكره ويبوح له عما يجول بخاطره عسى أن يجد ضالته عنده ويلي هذه الرسالة رداً على كل ما ورد فيها من نقاط.

أولاً: رسالة الجندي إلى قائده

قال تعالى: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} (القصص 35).

أخي وحبيبي وقرة عيني:

- اعلم أنني أكتوي من داخلي بالنار من أجل ما تمر به أمتنا وبلادنا.

- واعلم أن في حلقي غُصة وفي جوفِي مرارة وفي أحشائي نار لا يتحملها بشر.

- واعلم أنني أتصبر وأتجلد وأتحامل وأبتسم لأشد عضد من حولي ولأقويهم فننهض جميعاً.

أخي وحبيبي وقرة عيني:

- إذا أخطأت فقوِّمني بلطف وأغدق عليَّ من حُبِّك وحنانك فأنا لا أتعمد هذا الخطـأ.

- وإذا فترت همَّتي فهذا من دافع بشريتي فبشِّرني بما يسُرَّني ويرفع من عزيمتي.

- وإذا رأيتني مُتعجلاً أو مُتهوراً فذكِّرني وبصِّرني وصبِّرني فأنا لك كالسوار للمِعصم ولن أرد لك أمراً.

أخي وحبيبي وقرة عيني:

- لا أبوح سراً إن قلت لك أن بداخلي عزيمة تقتلع الجبال وصبراً ليس له حدود ولكن أحتاج إلى صاحب العقل الحكيم الذي يساعدني على استخراج ذلك واستغلاله.

- ولا أبوح سراً أيضاً إن قلت بأن نفسي الأمارة بالسوء قد تركن للراحة وقد تؤثِر السَّلامة فلا تكن أنت -بقسوة حالك ومُر عباراتك- مُعينا لها وللشيطان عليَّ.

- ولا أبوح سراً كذلك إن اعترفت لك بأن نفسي تحدثني أنك لست أهلاً لهذه المكانة ولا لهذه المرحلة فأنت بتصرفاتك نمطِي الحال وتقليدي المَقال ولا تنظر للميدان من كل جوانبه فجدِّد من أسلوبك وطوِّر من وسائلك وإمكانياتك عسى الله أن يفتح بنا جميعاً، وأعدك أنني عندما أرى منك ذلك فلن أكون سوى الإبن البار والطالب النجيب والجندي المُطيع.

أخي وحبيبي وقرة عيني:

لا تنساني من صالح دعائك في صلواتك وخلواتك -فإنه إن انفضَّ الناس عنَّا فإن جناب الله لا يُرام وحبله لا ينقطع وفضله لا ينتهي- وأنا أعدك بالدعاء لك في كل وقت وحين أن يُقوي الله عزمك، وأن يُنير لك دربك، وأن يُلهمك رشدك، وأن يُطلق بالحكمة لسانك، وأن يبصرك بعواقب الأمور حتى لا يطمع فينا عدو ولا يُساء بنا صديق.

أخي وحبيبي وقرة عيني:

إن كنت قد أحسنت عرض حالتي فهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل تعليمك لي وتعهدك لي فأنا من غرس يدك، وإن كنت قد أسأت في عرضها فالتمس لي العذر فما ذلك إلا لتقصير مني ولفرط غيرتي وقلة خبرتي ولثقتي الزائدة في حلمك وسعة صدرك.
وما المرء إلا بإخوانه كما يقبض الكف بالمعصم ***

ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في الساعد الأجذم.

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …