توطئة
شغلت صفات الدعاية الناجح كثيراً من الدعاة والعلماء؛ لأهمية دور #الداعية في تبليغ الرسالة السماوية للناس كما بلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم من تناول تلك الصفات بصورة جزئية، فيتناول صفة واحدة بشرح مستفيض، والبعض تناولها بصورة إجمالية، محاولاً تغطيتها من كتاب الله عز وجل، والكتاب الذي بين أيدينا من هذا النوع الذي يغطي أكبر قدر من الصفات الإنسانية والعلمية والشرعية والأخلاقية للداعية المسلم، يتكون الكتاب من تسعة فصول، كل فصل يتناول صفة أو خلقاً من أخلاق الداعية المسلم، منتقاة من القرآن الكريم، أسأل الله أن يتم النفع به!
مع الكتاب
قسم المؤلف كتابة إلى تسعة فصول، وهي كما يلي:
الفصل الأول: العلم النافع.
يتكون الفصل الأول من أربعة مباحث:
المبحث الأول- أهمية العلم النافع.
العلم من أعظم المقوّمات للداعية الناجح، وهو من أركان الحكمة، ولهذا أمر الله به، وأوجبه قبل القول والعمل، فقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله}[سورة محمد:19]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) (البخاري). فيجب أن يكون الداعية على بيّنة في دعوته؛ ولهذا قال سبحانه:{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَاْ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ} [سورة يوسف:108].
المبحث الثاني- أقسام العلم النافع.
وقد قسّم الإمام ابن تيمية رحمه الله العلم النافع إلى ثلاثة أقسام:
الأول- علم بالله، وأسمائه، وصفاته.
الثاني- علم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية، وما يكون من الأمور المستقبلة.
الثالث- العلم بما أمر الله به من العلوم المتعلقة بالقلوب والجوارح من الإيمان بالله من معارف القلوب وأحوالها، وأقوال الجوارح وأعمالها.
المبحث الثالث- العمل بالعلم.
المبحث الرابع- طرق تحصيل العلم:
1- أن يسألَ العبد ربّه العلمَ النافع.
2- الاجتهاد في طلب العلم.
3- اجتناب جميع المعاصي بتقوى الله تعالى.
4- عدم الكبر والحياء عن طلب العلم.
5- الإخلاص في طلب العلم والعمل به.
الفصل الثاني: الحكمة
المبحث الأول- مفهوم الحكمة.
عرف الكاتب الحكمة لغة واصطلاحاً.
المبحث الثاني- أهمية الحكمة.
وعن أهمية الحكمة استشهد الكاتب بالآية الكريمة: {وَمَن يُؤْتَ الْـحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة:269].
المبحث الثالث- أنواع الحكمة:
النوع الأول- حكمة علمية نظرية.
الثاني- حكمة عملية، وهي وضع الشيء في موضعه "مدارج السالكين".
المبحث الرابع- درجات الحكمة:
الأولى- (أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعدِّيه حدّه، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخّره عنه).
الثانية- معرفة عدل الله في وعيده، وإحسانه في وعده.
الثالثة- البصيرة، وهي قوة الإدراك والفطنة والخبرة.
المبحث الخامس- طرق تحصيل الحكمة.
استفاض الكاتب في شرح طرق تحصيل الحكمة، ولخصها في ستة مطالب:
1 ـ السلوك الحكيم.
2 ـ العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص.
3 ــ الاستقامة.
4 ــ الخبرات والتجارب.
5 ــ السياسة الحكيمة.
6 ــ فقه أركان الدعوة إلى الله تعالى.
المبحث السادس- إنزال الناس منازلهم ومراتبهم.
وذُكِرَ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُنْزِلَ الناس منازلهم) (رواه مسلم).
الفصل الثالث- الحلم.
المبحث الأول- مفهوم الحلم.
وعن مفهوم الحلم قال: هو ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، وهو حالة متوسطة بين رذيلتين: الغضب، والبلادة.
المبحث الثاني- أهمية الحلم.
استشفها الكاتب من قول الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَـهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].
المبحث الثالث- صور من مواقف تطبيق الحلم في الدعوة.
استشهد الكاتب بمواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع من جهلوا عليه، كذلك بمواقف من حياة الصحابة رضوان الله عليهم.
المبحث الرابع- طرق تحصيل الحلم.
- الرحمة بالجهال.
- القدرة علي الانتصار.
- الترفع عن السباب.
- الخوف من العقوبة على الجواب.
الفصل الرابع- الأناة والتثبت.
المبحث الأول- مفهوم الأناة.
هو التصرف الحكيم بين العجلة والتباطؤ.
المبحث الثاني- أهمية الأناة.
ولعظيم أمر الأناة والتبين -الذي أمر الله به، حتى في جهاد الكفار في سبيل الله، الذي هو من أعظم وسائل الدعوة إلى الله تعالى -قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِـمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ الله مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ الله عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:94].
المبحث الثالث- صور من مواقف تطبيق الأناة في الدعوة.
استشهد الكاتب بمواقف من حياة النبي والصحابة عن كثير من المواقف التي توضح مفهوم الأناة وتؤكد عليه.
المبحث الرابع- العجلة والاستعجال.
الاستعجال: هو طلب وقوع الأمر قبل وقته، وهو صفة مذمومة.
الفصل الخامس- الرفق واللين.
ينقسم الفصل إلى ثلاثة مباحث، بشرح مستفيض بدأه الكاتب بالآية الكريمة: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَـهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].
المبحث الأول- مفهوم الرفق واللين.
المبحث الثاني- أهمية الرفق واللين.
المبحث الثالث- صور من مواقف تطبيق الرفق واللين في الدعوة.
الفصل السادس- الصبر
المبحث الأول- مفهوم الصبر.
وحقيقة الصبر: هو خُلُقٌ فاضل من أخلاق النفس يمنع صاحبه من فعل ما لا يَحْسُنُ، ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها، وقوام أمرها.
وبعد حقيقة الصبر ومفهومه قدم الكاتب سبعة مباحث؛ لاستكمال أهمية الصبر ومجالاته وحكمه وأنواعه وطرق تحصيله، وصور تطبيقية من حياة الصحابة عن الصبر والشجاعة.
الفصل السابع- الإخلاص والصدق.
والإخلاص: هو أن يريد العبد بعمله التقرب إلى الله تعالى وحده. أتبعه الكاتب بخمسة مباحث تتحدث عن أهمية الإخلاص والنية في العمل، وخطر الرياء وأنواعه، وطريق تحصيل الإخلاص وعلاج الرياء. ثم ختم الفصل بمبحث عن الصدق.
الفصل الثامن- القدوة الحسنة.
والمقصود من الأُسوة أو القدوة: أن يكون الداعية المسلم قدوةً صالحة فيما يدعو إليه، فلا يناقض قولُهُ فِعلَهُ، ولا فعله قوله. ويتبعه الكاتب بالحديث باستفاضة عن القدوة الحسنة وأهميتها ووجوبها.
الفصل التاسع- الخلق الحسن.
فالخلق: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجةٍ إلى فكر ورويّة، وجمعه: أخلاق. والأخلاق: علم موضوعه أحكام قيمة تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح، ويتبعها بأهميته وطرق تحصيله وفروعه.
تعقيب
إن كتاباً بهذا العمق والحجم في استعراض الصفات الأساسية للداعية المسلم، لهو من الأهمية بمكان، بحيث لا يكفي فيه استعراض العناوين الرئيسة والثانوية، وإنما يجب دراسته وعدم الاكتفاء بقراءته، فهو بمثابة إعادة التأهيل للفكر التربوي وتكوين الداعية المؤهل للقيام بالإرث النبوي.
مع المؤلف
سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صاحب كتاب "حصن المسلم"، من مواليد قرية العرين من بلاد قحطان سنة 1371م، وهو إمام مسجد سعودي، بلغ مجموع مؤلفاته قرابة الثمانين.
معلومات الكتاب
اسم الكتاب: مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة.
المؤلف: سعيد بن علي القحطاني.
البلد: السعودية.
تاريخ النشر والطبعة: الأولى 1994 - 1415هـ..
عدد الصفحات: 384.