إن اليقين من أعمال القلوب التي آمنت بالله تعالى حق الإيمان فشمَّرت عن ساعد الجد فيما أمرها الله تعالى به وهي توقن بمعيته وحفظه وحسن مثوبته بالرغم من قلة الجهد وعجز السبب.
قال الإمام السعدي رحمه الله: "اليقين: هو العلمُ التامُّ الذي ليس فيه أدنى شكٍّ، الموجب للعمل".
قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ} (الجاثية 20).
قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الروم 60).
لقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا".
إن الداعية إلى الله تعالى منذ أن يضع قدمه على الطريق يعلم بل يُوقن أنه يسير على خطى الأنبياء والمرسلين والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، ويوقن كذلك أن هذا الطريق طويل موحش كثير العقبات والتضحيات قليل الأتباع والمغريات ولكن لا سبيل غيره إلى جزيل الأجر والثواب ورفعة الدرجات.
إذا كان الأمر كذلك فإن النفس البشرية تحتاج دائماً إلى من يذكرها ومن يثبتها ويشد من أزرها لتواصل السير قدماً دون الالتفات إلى تثبيط المثبطين ولا إلى دعوات المرجفين .
من هنا رأيت أن أبذل جهد المُقل وأن أهمس في أذن المخلصين الأشاوس المغاوير بهمسات لعلها تكون لهم زاداً ولعلي أنل بها بين يدي ربي شفاعة.
• كن على يقين أنه "ولو شاء ربك ما فعلوه".
• كن على يقين أن قلبك وقلب عدوك بيد الله تعالى.
• كن على يقين أن كل فرعون له موسى فاستعد لتكون أحد أتباعه المخلصين .
• كن على يقين أنه لا يتم في كون الله إلا مُراد الله لحكمة يعلمها الله.
• كن على يقين أنه كما أن هناك من يُبتلى هناك من يُنتقم منه ولكن شتان بينهما.
• كن على يقين أن ليس كل سبق فوز ولا كل تأخير هزيمة.
• كن على يقين أنه "ورحمة ربك خير مما يجمعون".
• كن على يقين أن ربك لم يجعل الرحمة بيد أحد من عباده يقسمها كيف يشاء فربك هو الرحمن الرحيم.
• كن على يقين أن من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
• كن على يقين أن الله تعالى يبتلينا لنسجد ولنقترب لا لنفر ونبتعد .
• كن على يقين أن ليس كل العلاج يُستساغ ولا كل العلاج على هوى صاحبه.
• كن على يقين أن النصر لا يتنزل إلا إذا اكتمل العلاج وتمايزت الصفوف وظهر الحق جلياً والباطل جلياً.
• كن على يقين أن قسطك من السعادة محتوم ولن تُظلم منه شيئاً وأنه سيصلك أينما كنت.
• كن على يقين أن عدوك أكثر منك ألما ولكنه أقل منك شأناً وأجراً "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون ..".
• كن على يقين أن ثباتك يحفظ جهد من سبقوك ويشد أزر من سيلحقوا بك .
• كن على يقين أن من استحضر نية الثبات ثبته الله ومن استحضر غير ذلك فما له غير ذلك.
• كن على يقين أن ثباتك لا يزيدك في أعين خصومك وأعدائك إلا إجلالاً وتعظيماً وإن لم يقروا لك بذلك.
• كن على يقين أن ظالمك يحسدك حسداً لا حدود له فأنت شجاع وهو جبان وأنت ثابت صامد وهو جزع خائف وأنت محبوب وهو مكروه وأنت قدوة لكل صالح إلى ما شاء الله وهو عبرة لكل ظالم إلى ما شاء الله وأنت مأجور وهو موزور.
• كن على يقين أن ما أنت فيه من ابتلاء يتمناه غيرك لنفسه لما يقاسي من أضعافه.
• كن على يقين أن ربك هو الباسط لقدرته وقدره وسابق علمه وهو سبحانه القابض لقدرته وقدره وسابق علمه.
• كن على يقين أن ربك هو الجبار الذي يجبر كسر قلبك وعناء نفسك وهو سبحانه المنتقم الذي ينتقم ممن ظلم وتعدى وتجاوز وتطاول على خلقه.
• كن على يقين أن رب نوح وإبراهيم ويوسف ويونس وموسى وعيسى ومحمد هو ربك وأنه سبحانه ناصرك ومدبر أمرك ولن يتخلى عنك أبدا.
• كن على يقين أن ربك عدل في حكمه لطيف في قضائه.
• كن على يقين أنه لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع.
• كن على يقين أن أقل أنواع الابتلاء هو ما كان في الرزق أو البدن وأعلاها هو من فُتن في دينه.
- هذه تذكرتي ونصيحتي على قلة زادي وبضاعتي والله أسأل أن يتقبل منا سعينا وأن يبلغنا في رضاه آمالنا وأن يجزل أجرنا وثوابنا وأن يرفع درجاتنا.