إن العملية التربوية هي المهمة الأصعب والأشق التي يمارسها أي إنسان أراد أن ينال ما يريد وإن الأصعب والأشق هو أن تكون هذه العملية (التربوية) معاصرة حديثة مواكبة للتغيرات الكثيرة ومتطورة لتناسب مفردات العصر وفي ذات الوقت لا تفقد رونقها ومصدرها ونسبتها إلى العديد من خلفياتها الأخلاقية والعقائدية والعرفية.
وإن كانت التربية عملية شاقة إلا أن التخطيط لها ييسر الأمور لتحقيق المرجو منها والمأمول من نجاحها، كما ييسر كل عسير ويزيل كل تحدٍ إذا ما اتبعنا ما تنبني عليه هذه العملية العظيمة والجليلة.
وإن أول وأهم المهارات التي يجيب تنميتها واستثمارها لدى الأطفال هي (صناعة الأهداف).
إلى كل مربٍ أتوجه بهذه النصائح الأولية:
- وضّح للطفل أن الهدف معناه النتيجة التي يرغب في الحصول عليها أو باختصار هو أن يسأل دائما (لماذا أفعل هذا الأمر؟) مثال لذلك:
لماذا نأكل؟ كي نستطيع أن نقوي أجسادنا.
لماذا نقوي أجسادنا؟ كي نستطيع أن نقوم بالمهام المختلفة مثل العمل.
لماذا نقوم بالمهام المختلفة لماذا نعمل؟
وهكذا حتى يصل الأمر للوصول للإجابة الأهم الغاية (رضا الله عز وجل)
- وضح للطفل أن كل عمل لابد له من هدف فلا وجود لعمل أياً كان إلا بهدف .
- وضح للطفل أنه وبلا أهداف ستكون حياتنا بلا قيمة ولا متعة ولا أثر.
- كن بسيطاً في كلماتك وبسيطاً في عباراتك لكل ما دون عمر العاشرة.
- إياك وأن تقلل من احترامك لقدرات الطفل في فهم مثل هذا الأمر.
- حدد الأمثلة التي سوف تستخدمها والكلمات التي سوف تلقيها بشكل جيد.
- عليك أن تؤمن أولاً بأهمية صناعة الأهداف وتتخذها منهجاً فلابد أن تمتلك الحماسة اللازمة والتي تنبع من قناعاتك الداخلية.. ويمكنك القيام بذلك من خلال التدرب مع طفلك على ذلك.
- ركز على صناعة الهدف لا على تحقيقه أو إنجازه فهذا أمر آخر يحتاج نقاطاً وتمارين مختلفة، فقط ركز على أن يمتلك ولدك مهارة صناعة الهدف ومن ثم التحقيق والإنجاز (مرحلة تالية).
- كرر على مسامع الطفل كلمات من نوعية (هدف – مستقبل – رؤية – تخطيط.. الخ) فهذه الكلمات تساعد في تشكيل اللاوعي لدى الطفل كما تساعد في تشكيل عقل الطفل وتفكيره.
- اترك له المساحة في تحديد ما يريد من أهداف حتى وإن بدت لك أنها لا جدوى منها أو أنها لا تصلح.. حتى يمتلك أولاً حقه في تحديد الأهداف ومن ثم ساعده في فاعلية الأهداف.
- راعِ سن الطفل وقدراته العقلية فتدرج في توصيل المفهوم للطفل ولا تستصغر عمره فقد يمتاز الصغار بمهارات وقدرات عديدة.
راعِ سن الطفل وقدراته العقلية فتدرج في توصيل المفهوم للطفل ولا تستصغر عمره فقد يمتاز الصغار بمهارات وقدرات عديدة
بعض الوسائل العملية المقترحة للمربين والوالدين:
وإليكم بعض الوسائل العملية لدعم مهارة (صناعة الأهداف) لدى الأطفال..
- السؤال الدائم لماذا؟: لماذا نقوم بفعل هذا؟ كرره بشكل مستمر حتى يتعلم أن لكل عمل هدف وعليه أن يحدده قبل القيام بهذا العمل.
- التذكير بالموقف: فيمكنك قبل الخروج معه أن تذكره نحن نهدف الآن للذهاب للمتجر من أجل شراء كذا لغرض كذا.. وهكذا في كل المواقف مثال الأكل ودخول دورة المياه والذهاب إلى المدرسة ولزيارة الأهل.
- تحديد النتائج: يمكنك اللعب معه بألعاب المحمول وتوضيح الهدف من اللعبة ولماذا تم تصميمها.. ويمكنك أيضاً مطالبته بتحديد أهداف محددة والتصويب نحوها.
- ماذا تريد أن تكون في المستقبل: الحديث الشيّق والحرّ "اتركه يحدد ما يريده" حول المستقبل وبطريقة تركز فيها على تحديد الهدف.
- جدول الصلاة: وهي من الطرق الجيدة لتحديد الأهداف وهي رصد وتعليق جدول لمواعيد الصلاة تساعده على تحديد هدفه.
- جدول أهداف اليوم: مرنه أن يحدد يومياً أهدافه في جدول مثال:
- سوف ألعب اليوم بالكرة مع زملائي.
- سوف أدرس اليوم اللغة العربية.
ويفضل عدم تحديد الساعة في ما دون العاشرة من العمر.
بعض عوامل التحفيز التي يمكن للوالدين استخدامها مع الأطفال:
- ابتسم دائماً وأنت تحاول إكساب الطفل وتدريبه على مهارة جديدة أو في تعاملاتك معه بشكل دائم.
ابتسم دائماً وأنت تحاول إكساب الطفل وتدريبه على مهارة جديدة أو في تعاملاتك معه بشكل دائم
- حدد جائزة مقابل إعداده قائمة أهداف اليوم وأعطه الجائزة ملفتاً النظر أنه حصل عليها لأنه وضع أهدافه بنفسه.
- استخدم بعض الفيديوهات المخصصة لذلك على شبكة الإنترنت واستخدم الوسائل البصرية قدر الإمكان (السبورة – اللوحات – الألوان..الخ).
إن مهارة صناعة الأهداف من أهم المهارات التي تجعلنا مطمئنين على أطفالنا وسط تحديات المستقبل والصعوبات التي ستواجههم في حياتهم. فالقدرة على تحديد الأهداف وصناعتها كالقدرة على تحديد البوصلة والاتجاه وسط صحراء التيه وتجعله أكثر قدرة على صناعة الحلول والخروج من الأزمات.