كتبت مقالا سبقا بعنوان (إبداعات الشباب الثائر في مسيرة العودة الكبرى) وذكرت فيه إبداعات الشباب التي تفجرت في ميادين مخيمات العودة، والتي كان للواقع دوراً كبيراً في ولادتها، وظننت أن الإبداع سيقف عند هذا الحد، لكن لأن أفكار أصحاب الحق لا تتوقف، ومن خلال تواجدي في ميادين العودة، وجدت أن رحم الأفكار لا زالت قادرةٌ على إنجاب المزيد من الإبداع الذي يؤكد أن الشعب الفلسطيني هو شعب يستحق الحياة.
وهنا سأذكر الإبداعات الجديدة التي ولدت في مخيمات العودة:
- وحدة المرايا العاكسة: وهي تستخدم المرايا الزجاجية العاكسة وتسليطها تجاه وجوه جنود الاحتلال كي تحجب عنهم رؤية الثوار.
- وحدة الليزر: هي وحدة متخصصة في توجيه الليزر تجاه جنود الاحتلال كي تحدث عندهم خللاً في رؤية الجنود.
- وحدة مقاومة الغاز حيث يتم مواجهة الغاز من خلال طريقتين:
الأولى: وهي أن تذهب مجموعة من الشباب إلى حيث مكان قنبلة الغاز التي يطلقها الاحتلال على الثوار، وتكون أكياس ترابية صغيرة جاهزة بحيث يتم وضعها فوق قنبلة الغاز، فيبطل مفعولها.
الثانية: وهي علاج المصاب بالغاز من خلال شم البصل أو رش العطر والماء وجهه فيشعر بالتحسن مباشرة.
- وحدة الديسكات: والديسك desk عبارة عن جهاز كهربائي يتم بواسطته قص السلك، يعمل على الكهرباء، ويمكن أن يعمل من خلال بطارية مشحونة، يستخدمه الثوار لقص السلك بسرعة.
- وحدة الزمامير: وهي وحدة تقوم باستخدام الزمامير أي الصفارات الصوتية بشكل مكثف وتقترب من الحدود كي تزعج الجنود الصهاينة.
- وحدة التوجيه والإرشاد: وهي مهمتها توجيه الثوار وتزويدهم بآخر اخبار الثوار في الميادين الأخرى في قطاع غزة.
- وحدة الكمامات: هي وحدة ترتدي الكمامات الواقية من الغاز كي لا تتأثر من الغاز الصهيوني وتتمكن من الاستمرار بمقاومة الاحتلال.
- وحدة التحميس: وهي وحدة مهمتها التجول بين الجماهير وتحمل أجهزة صوتية تنشد أغاني حماسية وطنية تلهب الجماهير.
- وحدة الخيالة: وهي مجموعة من الشباب الذين يجيدون مهارات التعامل مع الخيول ويتم استعراض الخيول للتأكيد على أن هذه الأرض هي أرض فلسطينية.
- وحدة توزيع الإطارات على طول الحدود هذه الوحدة مهمتها توزيع الإطارات على طول الحدود وإشعال النيران فيها من أجل تشتيت تركيز جنود الاحتلال.
- وحدة التهليل والتكبير: وهذه مهمتها التكبير والتهليل والتجول بين لجماهير من أجل زيادة الحماسة الدينية في نفوسهم وإعلاء صوتهم بالتهليل والتكبير وهذا يجعل المكان يعج بصيحات الله أكبر.
وفي ضوء إبداع الثوار، كان للمرأة دور بارز في مسيرة العودة، في غزة تأبى المرأة أن تبقى في بيتها، فقد لاحظتُ خلال مشاركاتي في مسيرات العودة وجود المرأة بشكل مكثف، وقد وجدت وصورت فيديو في يوم الاثنين الموافق 14_5_ لفتاة تقود الثوار وتدفعهم للتوجه نحو الحدود تجاه الجنود اليهود، وتحمل في يديها فأساً لتحفر ما يشبه الخندق وتعبئ التراب في الـكياس البلاستيكية الكبيرة ليكون بمثابة سواتر ترابية من نيران الاحتلال.
وقد قامت المرأة بالكثير من الـدوار فمن النساء من تحمل الماء وتوزعه على الثوار ومنهم من تحمل ماء وعطور وبصل وترشه على وجوه من يصاب بالغاز المسيل للدموع، ومنهن المسعفة في قلب الميدان دون خوف أو وجل، ومنهن من تصور وتقترب جدا من ميدان المواجهة بكل جرأة.
والإبداع لم ينته بعد، لأن العقول الجبارة وأصحاب الحق لا يكفون عن الإبداع.