كيف يمكن أن يكون رمضان هو البداية؟

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف يمكن أن يكون رمضان هو البداية؟
ramadan

لطالما كان شهر #رمضان الانطلاقة والمحطة لنبدأ من جديد رحلةً للتغيير، وفرصةً لنُركّز على أنفسنا وعلى حركتنا الداخلية، ولنقوم بتقييم ومراجعة ذواتنا بصدق.

في العادة نضع الخطط ونكتب الأهداف في رأس السنة كل عام؛ لنحقق التغيير والأهداف، ولكننا قد نغفل عن واقع أن رمضان هو الفرصة الحقيقية للإعداد لمرحلة جديدة، ولإحداث تغييرات جذرية في حياتنا -دون عناء ربما-؛ لما يحمله هذا الشهر الفضيل من تأثيرات كبيرة علينا، ولأنه المحطة التي نراقب فيها أنفسنا، ونسعى إلى تحسين حياتنا، وكأننا نولد من جديد، تاركين العادات القديمة وراءنا، ومتجاوزين طريقة العيش المعتادة، رمضان هو وعد ببداية جديدة نحو حياة مختلفة، فكيف يمكن أن يكون رمضان هو البداية؟

- علاقة أفضل مع الخالق:

مهما كان نوع علاقتنا مع الله عز وجل قبل رمضان، فإن رمضانَ هو الشهر ذو المنزلة العظيمة الذي تتضاعف فيه الحسنات، وهو الوقت المناسب والفرصة لتصحيح المسار والاقتراب أكثر من الخالق ، ولنبدأ في بناء علاقة أفضل وأمتن، ولا يقتصر السعي للاقتراب من المولى عز وجل في رمضان فقط بل نُصلح النية؛ ليكون رمضان هو البداية للاستمرار في السعي نحو نيل رضا الله باتباع الأوامر واجتناب النواهي طوال السنة.

لا يقتصر السعي للاقتراب من المولى عزّ وجلّ في رمضان فقط، بل نُصلح النية ليكون رمضان هو البداية للاستمرار في السعي نحو نيل رضا الله

- فرصتنا للتغيُّر:

#التغيير يساعدنا على النمو والتطور، بفضله نصبح أكثر نضجًا وقدرة على رؤية العالم من منظور مختلف، ربما نخشى التغيير في كثير من الأحيان، ونبدأ في مقاومته لا إرادياً، ولكنَّ رمضان يمنحنا الفرصة لنحتضن التغيير في حياتنا دون مقاومة، ودون مخاوف ، نجد أنفسنا أكثر انفتاحاً على إجراء التغييرات، وتحقيق الأشياء التي كنا نرغب في حدوثها، يتوقف الكثير منّا عن فعل الأشياء التي كانت تقلقه، الأشياء التي ليس لها معنى، أو تلك التي تتسبب في الضرر في حياتنا، ونكون أكثر استعداداً لتقبل حياتنا وعاداتنا الجديدة، إذا كان التغيير هو الحقيقة التي لا يمكن تجنبها، فلماذا لا يكون رمضان هو بداية رحلة التغيير!

التغيير في رمضان يعني الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا، يعني أننا لن نكون كما كنّا منذ رمضان الماضي.

إذا كان التغيير هو الحقيقة التي لا يمكن تجنبها، فلماذا لا يكون رمضان هو بداية رحلة التغيير؟!

- منه نتعلم الانضباط:

تحقيق الانضباط من الأمور الصعبة التي قد تعجزنا في كثير من الأحيان، ولكن دون عناء نسعى في رمضان للانضباط بترك ما نهانا الله عن تركه، والسعي نحو العبادات التي حثّ عليها الخالق عزّ وجلّ في رمضان، كما أن الشهر الفضيل هو فرصة أيضاً لاكتساب عادات جديدة أفضل، لا يُمكن أن تُكتسب إلا من خلال الانضباط، فقد اكتشف الباحثون أن الإنسان يحتاج (21 يوماً) لتكوين عادة جديدة، ورمضان بأيامه المباركة الثلاثين هو البداية لنتعلم الاستقامة والانضباط؛ لأن أغلب العوامل التي تقف في طريق انضباطنا تختفي.

- اتخاذ القرارات الصحيحة:

كل يوم -سواء أحببنا ذلك أم لا- سيتعين علينا أن نتخذ الكثير من القرارات في حياتنا، ولأجل مستقبلنا، ولا شك أن اتخاذ القرارات قد يكون مخيفاً أحياناً إذا كان أمامنا الكثير من الخيارات المُحيّرة، خصوصاً من طرف شخص غير حاسم، أو شخص يحتاج مزيداً من الثقة، ولكننا نجد أنفسنا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات السليمة في رمضان.

قرارا التغيير وتعلم الانضباط -مثلاً- قراران مهمان في حياتنا لا يمكن اتخاذهما بسهولة، ولكننا في رمضان نكتشف أننا على استعداد تام لاتخاذهما.

رمضان فرصة لنتعلم أشياء كثيرة أيضاً، مثل النظام والتخطيط، فنحن في رمضان أكثر تنظيماً، وأقدر على تخطيط يومنا واستثمار الوقت في تعلم أشياء جديدة

رمضان فرصة لنتعلم أشياء كثيرة أيضاً، مثل النظام والتخطيط، فنحن في رمضان أكثر تنظيماً وأقدر على تخطيط يومنا، واستثمار الوقت في تعلم أشياء جديدة، كما ونتعلم أيضاً الاهتمام بعلاقاتنا، ونكتسب الكثير من القيم، مثل: التسامح، والتضامن، والإيثار...إلخ، رمضان هو فرصة جديدة أيضاً لنتعلم إعادة النظر في عادات الإنفاق لدينا، والكثير الكثير من المكتسبات الروحية والأخلاقية والمادية التي لا تُقدّر بثمن.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …