عندما اكتُشِفت الأشعة السينية عام 1895 اختلف العلماء في تسميتها وذلك لأن مجالات استخدامها لا يمكن حصرها فلو سُميت باسم مُحدد سيُحجِّم معناها لذلك أطلقوا عليها هذا الرمز الرياضي (س) وفي اللغة الإنجليزية (إكس) وتم التعارف على ذلك.
من أهم خصائص الأشعة السينية أنها تسير وفق خط مستقيم ولا تنعكس ولا تنكسر بسهولة وأنها لا تتأثر بالوسط الخارجي مثل وجود حقل مغناطيسي أو حقل كهربائي.
أود أن أقول: إن الانتفاضة الفلسطينية تسير وفق خط مستقيم واضح المعالم ألا وهو مقاومة المُحتل الصهيوني الغاصب حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة. وأن المقاومة لا تنكسر بسهولة ولا تتكيف مع ظروف يفرضها عليها العدو بل تتحور وتطور من أساليبها وأسلحتها لتكوِّن كائناً آخر يُفاجئ العدو بما هو جديد كل فترة.
في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987 استخدم الفلسطينيون أدوات مقاومة بدائية كالحجارة وعرف الصغار من رُماة الحجارة بأطفال الحجارة. وكان أول استعمال للفظ انتفاضة هذا الذي ورد في بيان حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
أما في الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000 والتي أطلق عليها انتفاضة الأقصى فلقد تميزت بكثرة المواجهات المسلحة والأعمال العسكرية ضد الكيان الصهيوني.
ولكي تثبت المقاومة الفلسطينية أنها مقاومة (سينية) تم اختراع أول صاروخ فلسطيني من نوع (صاروخ القسَّام) وتطورت الفصائل وصنعت صواريخ مثل صاروخ (قدس4) و (صمود) و (أقصى 103) الأمر الذي أرعب الصهاينة وأدى ذلك إلى شن حرباً على غزة لإيقاف الصواريخ ولكن فشل الاحتلال في ذلك.
وكذلك تمت العديد من العمليات الاستشهادية التي تسابقت إليها كل طوائف المجتمع الفلسطيني مما سبب الذعر في صفوف الكيان الصهيوني فأخذوا يهرعون إلى الملاجئ كالفئران التي اشتعلت فيها النيران.
كما تم إنشاء شبكة من الأنفاق حيَّرت الكيان الصهيوني في براعتها حيث تعتبر الشرايين التي تعيش عليها المقاومة في غزة. وكذلك تم تدريب الفلسطينيين على أشرس أنواع القتال والمواجهة. في إحدى المقابلات مع الشهيد/ صلاح شحاده عندما سُئل عن سر صعوبة اختراق صفوف حماس قال: "إن البرنامج العبادي والتدريب الجهادي الذي يتلقاه الفرد في حماس لا يصبر عليه خائن".
وكذلك قامت المقاومة باستحداث وسائل جديدة مثل الدهس بالسيارات وانتفاضة السكاكين التي أحدثت خسائر في صفوف الكيان الصهيوني أكثر مما أحدثته الصواريخ والوسائل الأخرى.
وكانت المفاجأة النوعية الأخيرة وهي " مسيرة العودة " بما تضمنته من حرق الكاوتشوك لإحداث الاختناقات في صفوف العدو الصهيوني. وكذلك تضمنت الطائرات الورقية الحارقة التي كبدت العدو الصهيوني خسائر فادحة نتيجة احتراق المحاصيل والمزارع.
وتضمنت كذلك استخدام صفارات الإنذار مما لإحداث الذعر داخل الكيان الصهيوني فيهرعون إلى الملاجيء.
وما زال في جعبة المقاومة الفلسطينية الكثير والكثير من الوسائل التي تبث الرعب في قلوب الصهاينة ليعلموا أن فلسطين لن تكون في يوم من الأيام لقمة سائغة للصهاينة.
كل ما سبق جعل قوى الشر العالمية لا تمل من التنكيل بالمقاومة وذلك بشتى السبل والأسلحة المُحرمة والمُجرمة.
لقد بلغ الحقد الصهيوني مداه عندما أعلن رجل أعمال صهيوني يقيم في واشنطن: لكل مستوطن ينجح في قتل رجل فلسطيني مكافأة مقدارها 3000 دولار، و 2000 دولار لمن يقتل سيدة فلسطينية، و 1000 دولار لمن يقتل طفلاً فلسطينيا. هذا بعض ما أعلنوه وما تخفي صدورهم أكبر.
إن مارد المقاومة الفلسطينية تتكالب عليه كل قوى الشر العالمية لكي تقضي عليه وفي كل مرة يخيِّب الله مسعاهم.
لقد قاموا بغلق المعابر وبدك الأنفاق، وقاموا ببناء الجدار العازل، وقاموا بغرس عملاء بين المجاهدين، كما قامت السلطات المصرية بهدم الأنفاق الحدودية وإغراق الساحل الحدودي بالماء إمعاناً في إذلال المجاهدين، وفي كل مرة يثبت المجاهدون أن جباههم لا تسجد إلا لله وأنهم لا يركعون إلا في الصلاة.
إن كل ما سبق أيضاً جعل صهاينة العالم يُطالبون بتعجيل نقل السفارات الأجنبية إلى القدس لفرض سياسة الأمر الواقع في ظل الانبطاح والتطبيع العربي الكامل مع الصهاينة وكانت رأس الأفعى الأمريكية هي المبادرة بذلك استغلالاً لحالات القمع التي يمارسها عملاء الصهاينة ضد الشعوب العربية.
لقد كان رد الفعل الفلسطيني على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على مستوى الحدث حيث قدموا العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى والمصابين دون تراجع ولا استسلام.
رحم الله الشهيد أحمد ياسين حيث قال: القوي مها كان قوياً فان فيه نقطة ضعف والضعيف مهما كان ضعيفاً فان فيه نقطة قوة فإذا التقت نقطة القوة عند الضعيف بنقطة الضعف عند القوي انتصر الحق على الباطل.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين وأمدهم بمدد من عندك ولا تجعل للصهاينة عليهم سبيلاً.
