نقاط جوهرية في بناء ثقة الطفل بنفسه

الرئيسية » بصائر تربوية » نقاط جوهرية في بناء ثقة الطفل بنفسه
child-dad5

- لا تمدح إلا في الأوقات المناسبة:

بالطبع الطفل يحتاج المديح والتشجيع على أفعاله، ابتداء من الزحف أو حتى المشي عدة خطوات، وانتهاء بالأعمال الكبيرة، لكن التشجيع أيضاً سلاح ذو حدين، يحتاج أن يكون بالكمية المناسبة والوقت المناسب. عندما تبالغ في مديح طفلك كأن تقول له: لقد ركَّبت أفضل "ليغو" على الإطلاق، أو كنت أفضل طفل، وعندما تمدحه كثيراً على تصرف عادي، بإمكانه أن يدرك أنك تبالغ، وعندها تأتي النتائج بعكس توقعك؛ إذ يفقد الطفل ثقته برأيك، وبالتالي لا يصدقك حتى عندما تكون صادقاً، أو يظنّ أنك لا تثق به، ولذلك تمدحه كثيراً حتى على الأعمال الصغيرة.

أيضاً للتشجيع والمديح مكانه المناسب، لا تمدح طفلك عندما يقوم بواجباته العادية، مثل: تفريش الأسنان أو ترتيب غرفته، أو تبديل ملابسه، يكفي أن تشكره بشكل عادي، وبالطبع الواجبات تختلف باختلاف العمر، لذا فإن العمل الذي كنت تشجّعه عليه، لن تبقى تشجّعه عليه إلى الأبد، بل ستتوقف عندما يكبر قليلاً، قد يسألك طفلك: لم توقفت عن تشجيعي على العمل الفلاني، عندها اشرح له وجهة نظرك.

عندما تستخدم المديح فلا تجعله عامّاً، فتقول مثلاً: عملك رائع، بل حدّد له ما أعجبك تماماً، التصميم، الإتقان ، اختيار الألوان ...إلخ.

لا تمدح طفلك عندما يقوم بواجباته العادية، مثل: تفريش الأسنان أو ترتيب غرفته، أو تبديل ملابسه، يكفي أن تشكره بشكل عادي، وبالطبع الواجبات تختلف باختلاف العمر، لذا فإن العمل الذي كنت تشجّعه عليه، لن تبقى تشجّعه عليه إلى الأبد، بل ستتوقف عندما يكبر قليلاً

-لا تزيل العوائق من طريق أبنائك:

ليس من السهل على الوالدين رؤية أولادهما محبطين أو غاضبين، أو قلقين، لكن على الأطفال أن يجرّبوا جميع المشاعر، ويتعلموا كيف يتعاملون معها، لا تظن أنك تفعل خيراً عندما تسرع في إزالة العقبات من أمام طفلك، أنت بذلك تجعله طفلاً بلا تجارب، ولا يمتلك القدرة على التعامل مع الصعوبات ومع مشاعره السلبية، وهذا يعرّضه لفقدان الثقة بنفسه عند أول مطب! تجربة المشاعر السلبية بكميات متزايدة يكون كما اللقاح، يعطي الطفل مناعة ضد الإحباط واليأس، لا تُزِل مسببات الشعور السلبي، لكن ادعمه عندما يشعر بشعور سلبي، وقل له أن الأمر عادي وسيمُر، واحكِ له عن مواقف مزعجة حدثت لك في الصغر.

لا تظن أنك تفعل خيراً عندما تسرع في إزالة العقبات من أمام طفلك، أنت بذلك تجعله طفلاً بلا تجارب، ولا يمتلك القدرة على التعامل مع الصعوبات ومع مشاعره السلبية، وهذا يعرّضه لفقدان الثقة بنفسه عند أول مطب

-أعطِ أولادك حقهم في اتخاذ القرار:

إن اتخاذ القرار هو مهارة، وهذا يعني أنه يتطور كلما استخدمناه، لذا من المهم أن يتدرّب الأطفال على كيفية اتخاذ القرار منذ سنّ مبكرة، بالتأكيد كلّما كبر الطفل يمتلك مساحة أكبر من القرارات التي يمكنه اتخاذها، لكن حتى في أعمار صغيرة يمكن أن تخيّروه ماذا سيلبس مثلاً، أو إلى أين يريد أن يذهب، وكي يتعلم الانضباط فعليه أن يعلم في كل مرحلة أن بعض القرارت المفصلية هي من حق الوالدين فقط؛ لأنها تؤثّر على مستقبله، أما غيرها فهي من حقه.

الطفل يتشتت بسرعة، لذا من الضروري أن تحصروا الخيارات بثلاثة بنود فقط، ولا تتركوها مفتوحة، الخيارات المفتوحة تُربكه وتُضعف ثقته بنفسه، مثلاً: لا تقل له: ماذا تريد أن تأكل؟

بل حدّد: هل تريد "لحماً" أو "معكرونة" أو "بطاطا"؟

النقاط السابقة كلها نقاط بسيطة، لكنها جوهرية في بناء ثقة الطفل بنفسه، وتقديره لذاته.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صيدلانية، ومستشارة أسرية، صدر لها عام 2016 كتابين للأطفال، وكتاب للكبار بعنوان "تنفس". كتبت الكثير من المقالات التربوية والفكرية والاجتماعية على بعض المواقع والمجلات، و قدمت العديد من الدورات التطويرية والتربوية.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …