الإيمان بالأفكار السلبية والتعامل على ذلك الأساس هو أكبر عائق أمام الحياة الصحية والمنتجة، إذا سمحت لهذه الأفكار أن تستمر لفترة طويلة، فإنها ستنجح في سلبك السلام والفرح والإنتاجية والمعنى، وفي نهاية المطاف سوف تعيش حياتك في خيبة أمل لا نهاية لها.
عندما تشعر بأنك محبط فإن تلك المشاعر التي في داخلك، لا يتم تأجيجها من خلال كلمات أو أفعال الآخرين، ولا يتم تأجيجها بسبب ما حدث أو لم يحدث في الماضي أيضا، تلك #الأفكار يغذيها بالكامل، عقلك الذي يعطي صوتًا سلبيًا، أو بالمعنى الحقيقي، أنت ما تفكر به -لا يمكنك تغيير أي شيء إذا كنت لا تستطيع تغيير تفكيرك .
إن الحل الوحيد هو أن تُغيّر طريقة تفكيرك، عندما تفعل ذلك ستعيش حياة أفضل، إليك بعض الطرق الفعالة لكي تُسكت ذلك الصوت السلبي في داخلك:
1 - راقب ميلك إلى الإفراط في تعميم السلبية (وتقليل الإيجابية)
اسأل نفسك: "إذا حدث شيء سلبي بشكل غير متوقع، فهل أفرط في تعميمه؟" هل تراه ينطبق على حياتك بشكل عام ومستمر، أم تنظر إليه كحدث عارض؟ مثلا إذا فشلت في الامتحان فإنك تقول لنفسك: "حسنا، لقد فشلت في هذا الاختبار، أنا لست سعيدًا بذلك، لكني سأدرس أكثر في المرة القادمة "؟ أم أنك ستعمم ما حدث أكثر من اللازم بإخبار نفسك بأنك "غير ذكي بما فيه الكفاية" أو "غير قادر على التعلم"؟
تذكّر أن التفكير السلبي يمنعنا من رؤية أو توقع نتائج إيجابية ، حتى عندما تحدث فعلا في كثير من الأحيان، يبدو الأمر كما لو أن هناك كتلة ذهنية خاصة تقوم بتصفية جميع الإيجابيات والسماح فقط بالبيانات التي تؤكد التحيز السلبي بداخلنا لذا، ابذل قصارى جهدك لتتمالك نفسك اليوم.
إن القدرة على التمييز بين السلبية التي تتخيلها وما يحدث بالفعل في حياتك هي خطوة مهمة نحو عيش حياة أكثر سعادة.
إن القدرة على التمييز بين السلبية التي تتخيلها وما يحدث بالفعل في حياتك هي خطوة مهمة نحو عيش حياة أكثر سعادة
2 - ابدأ بالتركيز على المنطقة الرمادية في متناقضات الحياة
الحياة ببساطة ليست سوداء أو بيضاء - 100 ٪ من هذا أو 100 ٪ من ذلك - كل شيء أو لا شي، إن التفكير بهذه الطريقة المتطرفة هو أسرع وسيلة للبؤس، لأن المرء يرى أي موقف أقل من الكمال على أنه سيئ للغاية فمثلا: بدل أن تفكر في أن العاصفة أبطأت قيادتك في طريق العودة من المكتب إلى المنزل ستعتقد أنك قد ضيعت وقت الأمسية بالكامل وخرّبت مخططك لليلة.
نظرًا لأن 99.9٪ من جميع المواقف في الحياة هي بالفعل أقل من الكمال، تميل طريقة التفكير "كل شيء أو لا شيء" إلى جعلنا نركز على السلبيات، من المؤكد أن الكوارث تحدث في بعض الأحيان، ولكن خلافاً لما قد تراه في الأخبار المسائية، فإن معظم أحداث الحياة تحدث في منطقة رمادية بين النعيم والدمار.
3 - توقف عن البحث عن إشارات سلبية من الآخرين
تقودنا سلبيتنا إلى القفز بسرعة إلى استنتاجات سلبية عن المجهول، والتي يمكن أن تكون ضارة بشكل خاص في علاقاتنا، يتم دفعنا لتفسير شيء يقوم به شخص آخر على أنه سلبي، حتى عندما لا نُمنح أي مؤشر على ما يفكر به الشخص الآخر؛ على سبيل المثال: "لم يتصل بي، لذلك من الواضح أنه لا يريد أن يتحدث معي"، عندما نقفز إلى نتائج مثل هذه، نحن في الواقع نسبب فقط لأنفسنا وللآخرين الألم والتوتر والإحباط الذي لا لزوم له.
لذا، إذا قال أحدهم شيئًا واحدًا، فلا تفترض أنه يعني شيئًا آخر، إذا لم يقل أي شيئا على الإطلاق، فلا تفترض أن صمته له دلالة سلبية مخفيّة، على الجانب الآخر عندما تفكر بطريقة أكثر إيجابية، أو ببساطة أكثر وضوحًا بشأن الحقائق، ستتمكن من تقييم كل الأسباب المحتملة التي يمكنك التفكير بها، وليس فقط الأسباب السلبية، بعبارة أخرى، سيكون لديك المزيد من الاحتمالات: "لا أعرف لماذا لم يتصل بعد، ولكن ربما... إنه مشغول جدًا في العمل اليوم".
عندما تفكر بطريقة أكثر إيجابية، أو ببساطة أكثر وضوحًا بشأن الحقائق، ستتمكن من تقييم كل الأسباب المحتملة التي يمكنك التفكير بها، وليس فقط الأسباب السلبية
4 - حدد المحفزات الكامنة وراء التفكير السلبي
لتغيير تفكيرك، من المفيد أن يكون لديك فهم واضح تمامًا لماذا تفكر بتلك الطريقة في المقام الأول ، عندما ينشأ فكر مقلق (سلبي) في ذهنك، بدلاً من تجاهله، انتبه أكثر ثم سجله، على سبيل المثال وأنت تجلس في مكتبك وتكتشف أن فكرة سلبية خطرت ببالك حينها توقف مؤقتا واكتبها على الفور، مجرد جملة أو جملتين تصفان بصدق الفكر ة المحددة الذي تزعجك في الوقت الحالي:"أنا لست جيدًا بما يكفي للعمل الذي سأتقدم إليه لأنني لا أملك خبرة كافية"، ثم حدد ما أثار الفكرة مرة أخرى، كن مختصرا ومحددًا:
أنا جديد في هذه الصناعة، ولذلك أشعر أنني خارج منطقة الراحة الخاصة بي".
على أقل تقدير عملية تقييم أفكارك السلبية ومحفزاتها، ستساعدك في تحقيق وعي صحي وموضوعي لمصادر سلبيتك أو قلقك، الأمر الذي يسمح لك في نهاية المطاف بتغيير عقليتك واتخاذ الخطوة الإيجابية التالية نحو الأمام.
عملية تقييم أفكارك السلبية ومحفزاتها، ستساعدك في تحقيق وعي صحي وموضوعي لمصادر سلبيتك أو قلقك، الأمر الذي يسمح لك في نهاية المطاف بتغيير عقليتك واتخاذ الخطوة الإيجابية التالية نحو الأمام
5- غيّر ما تقوله لنفسك
تبدأ أي رحلة في التغيير الإيجابي انطلاقا من الهدف والعزم اللازم لتحقيق ذلك، ومع ذلك، ما الذي يحدث عندما تكون مصمما للغاية، أو مهووسا للغاية بهدف ما؟ تبدأ في تعزيز اعتقاد آخر: "ما أنت عليه الآن ليس جيد بما فيه الكفاية."
النقطة الأساسية هي: عليك أن تقبل نفسك كما أنت، ثم تلتزم بنمو شخصيتك، إذا كنت تعتقد أنك "مثالي" بالفعل، فلن تبذل أي جهود إيجابية للنمو، ولكن بالمقابل انتقاد نفسك باستمرار هو أمر غير مجدي مثل عدم القيام بأي شيء ، لأنك لن تكون قادرا على بناء تغييرات إيجابية جديدة في حياتك عندما تركز بقلق شديد على عيوبك.
لن تكون قادرا على بناء تغييرات إيجابية جديدة في حياتك عندما تركز بقلق شديد على عيوبك
المفتاح هو تذكير نفسك بأنك بالفعل جيد بما فيه الكفاية، أنت فقط بحاجة إلى مزيد من الممارسة، غيّر شعارك من "يجب أن أكون أفضل"، إلى "سأبذل قصارى جهدي اليوم بشكل مطلق"، العبارة الثانية أكثر فعالية بكثير، لأنها في الواقع تطالبك باتخاذ إجراء إيجابي في أي لحظة مع قبول حقيقة أن كل جهد قد لا يكون مثاليًا في الوقت نفسه.
إن القدرة على التمييز بين السعي الصحي والإساءة الذاتية في رحلتك هي خطوة أخرى مهمة للغاية نحو حياة أكثر سعادة وأكثر نجاحًا.