كيف تجرأ أمثال الصحفي إبراهيم عيسى على الحديث عن أنه لم تثبت أي فائدة للصوم، وأن الكلام في هذا مزايدة وادعاء!
مرد حديثهم الحقد على الإسلام وشريعته، أو الرغبة في الشهرة وذيوع الصيت وإحداث الجدل والدوي عن طريق المخالفة؛ مخالفة المستقر شرعًا وعقلًا.
مع أن الحديث عن فوائد #الصوم حديث طويل، موثق بعشرات الأبحاث والتجارب. سنحاول هنا أن نشير إلى بعض الإشارات، حول فوائد الصوم الصحية (الجسدية والنفسية والعقلية).
فوائد الصوم للصحة الجسدية:
الحديث عن فوائد الصوم الصحية على الجسد كثيرة جدا، نكتفي منها هنا بالإشارة إلى ثلاث فوائد كبيرة وهي.
1_ زيادة مناعة الجسم:
خلصت الأبحاث من جامعة جنوب كاليفورنيا بأن الصوم يدفع الخلايا الجذعية لدينا بأن تكون في حالة تجديد ذاتي، حيث إن الصوم يقتل الخلايا المناعية القديمة والتالفة ويعطي الفرصة لنمو خلايا صحية جديدة.
يحدث هذا لأنه عندما يتلقى الجسم كميات قليلة من الطعام، فإنه يحاول الحفاظ على الطاقة، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تدمير الخلايا التي ليست مفيدة أو تالفة (1).
خلصت الأبحاث من جامعة جنوب كاليفورنيا بأن الصوم يدفع الخلايا الجذعية لدينا بأن تكون في حالة تجديد ذاتي، حيث إن الصوم يقتل الخلايا المناعية القديمة والتالفة ويعطي الفرصة لنمو خلايا صحية جديدة
2_الصوم يحرق الدهون والسموم ويجدد الأنسجة:
يقول الدكتور العالمي ألكسيس كاريك الحائز على جائزة نوبل في الطب في كتابه الذي يعتبره الأطباء حجة في الطب (الإنسان ذلك المجهول) ما نصه: إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدّت دورًا عظيمًا في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيّف على قلة الطعام، ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم والحرمان من الطعام، إذ يحدث أول الأمر الشعور بالجوع، ويحدث أحيانًا التهيّج العصبي، ثم يعقب ذلك شعورٌ بالضعف، بيد أنه يحدث إلى جانب ذلك ظواهر خفية أهم بكثير منه، فإن سكر الكبد سيتحرك، ويتحرك معه أيضا الدهن المخزون تحت الجلد، وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد، وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة للإبقاء على كمال الوسيط الداخلي، وسلامة القلب. إن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا (2).
3_ الصوم يطيل العمر:
توصل باحثون إلى أن الصيام ينشّط وظائف خلايا الأمعاء الجذعية خلال عملية الإصلاح الذاتي، ويضاعف مقدرة خلايا الأمعاء الجذعية على النمو والتجدد.
وأجرى الدراسة الطبية باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ونشر هذا الشهر بمجلة "سل ستيم سل" (Cell Stem Cell).
تناول هذا البحث علاقة الصيام وزيادة قدرة خلايا الأمعاء الجذعية على النمو والتجدد في مراحل النمو العمرية المختلفة وبالأخص في مرحلة الشيخوخة والتي تتعطل خلالها مقدرة خلايا الأمعاء على النمو والتجديد، بما يمثل صعوبة الشفاء عند حدوث إصابات أو جروح أو عدوى ميكروبية، تلك الحالات تتطلب نموا وتجديداً في الخلايا حتى تعوض الخلايا التالفة.
إضافة إلى أن الصيام يسرّع وينشط أيضا عمليات الأيض في الخلايا بما يساعد كبار السن في الشفاء من أي إصابات.
من مأثور القول عند العرب "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء"، ومنذ عقود عديدة أوضح العلماء أن تناول الناس للقليل من السعرات يعمل على تحسين صحتهم ويطيل في أعمارهم. (3).
من مأثور القول عند العرب "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء"، ومنذ عقود عديدة أوضح العلماء أن تناول الناس للقليل من السعرات يعمل على تحسين صحتهم ويطيل في أعمارهم
فوائد الصوم للصحة النفسية
الصوم يعالج القلق والاكتئاب:
قالت استشارية الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية في قطر الدكتورة "سهيلة غلوم" إن الصيام له فوائد نفسية لا تحصى على الفرد، أهمها أنه يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي.
وأشارت إلى أن الدراسات النفسية والطبية أكدت أثر الصيام في علاج المرضى الذين يخضعون لعلاج من الإدمان، مؤكدة أن الصيام يهذب النفس ويرتقي بها مما له تأثير على طريقة التفكير والتدبر في الأمور، وذلك ينعكس إيجاباً على النفسية، كما أن الصيام يعطي الفرد قوة إرادة للتغير نحو الأفضل. (4)
وقد أشارت دراسة أُجريت عام 2009، أن الصوم العلاجي خفف خلال بضعة أيام فقط من أعراض الاكتئاب والقلق عند 80% من ذوي الأمراض المزمنة ممن اشتركوا في الدراسة، ولم تتضح الآلية وراء ذلك، غير أن الباحثين اعتقدوا أن السبب يعود إلى إفراز هرمون الإندورفين "endorphins" خلال الـ48 ساعة الأولى من الصيام، والمسؤول عن تخفيف الألم والتوتر على المدى القصير، والشعور بالسعادة والراحة على المدى البعيد، أي أن مفعوله يشبه تقريبًا مفعول الكوكايين والهيروين وغيرها من المواد. وأشارت دراسة أخرى أُجريت عام 2003، توصلت إلى أن الصوم العلاجي يساعد على تحسين النوم عما كان عليه قبل الصوم، ومعروفٌ أيضًا أن النوم السيء يرتبط بالمزاج السيء، فتحسين النوم يعمل بطريقة أو بأخرى على تحسين المزاج ورفع مستوى السعادة والراحة عند الفرد.
فوائد الصوم للصحة العقلية
1_ الصيام يساعد في الوقاية من الأمراض العصبية والدماغية:
يزيد الصيام من إفراز أحد الهرمونات الدماغية المعروف باسم BDNF والمرتبط أساسًا بزيادة تكوين الخلايا العصبية الجديدة في الحُصين، مما يُحسن من النتيجة الوظيفية للدماغ في حالات الأمراض مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون ومرض هنتنغتون مثلًا، الأمر الذي يقي من تفاقم المرض ويزيد من إمكانية تحسنه (5).
2_ الصوم يحسن من كفاءة العقل وقوة الذاكرة:
الصوم يحسن قدرة الخلايا العصبية لدينا على إصلاح الحمض النووي. لكن لماذا يحتاج الحمض النووي للإصلاح؟
لأن الأشعة فوق البنفسجية وأنواع مختلفة من الإشعاع تؤثر سلبا على الحمض النووي. ونتيجة لتحسن الحمض النووي ومع كثرة عدد الخلايا العصبية، تكون المسارات (أو نقاط الاشتباك العصبي كما يطلق عليها) أكثر نشاطا، وبالتالي تؤدي إلى تحسين التعلم و قدرة الذاكرة.
وقد أكدت الأبحاث أن القدرة العقلية تتحسن عند الصائمين، فقد أثبتت هذه الأبحاث أن فى جسم الإنسان هرمون يطلق عليه اسم "هرمون مانع خروج الماء".
ويفرز هذا الهرمون من الدماغ، ويعمل على امتصاص الماء فى الجسم عن طريق الكلية. ومن العوامل التى تزيد من إفراز هذا الهرمون عدم شرب الماء وكثرة التعرق، وقد أكدت الأبحاث دور هذا الهرمون فى تدعيم القدرة على التعلم وتقوية الذاكرة.
فالامتناع عن شرب الماء من الفجر حتى الغروب، يرفع مستوى هذا الهرمون بشكل مناسب فى فترة الصيام، وبالتالى يزيد مستوى الانتباه والتركيز، ويزيد من سرعة التعلم، وينشط الذاكرة. وكذلك تزداد نسبة تركيز هرمون الإندورفين فى الدم بعد بضعة أيام من الصيام، ويؤدى هذا إلى مزيد من الانتباه وشعور عام بالراحة الذهنية(6).