عادة ما يميز الكتب هي القصص التي بنى على أساسها معظم الكتاب كتبهم، تجعل هذه الحكايات الكتب أكثر ثراء بالواقعية وملموسة للقارئ، وقد صنفت حكاية نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي المعروف باسم نيكولاس مكيافيلي والتي احتواها داخل أعظم إنجازاته كتاب "الأمير" والمعروف باسمه "دستور الملوك والحكام" الذي لابد بأنه قد اشتهر وكان نقطة تغير لدى الكثير من الشعوب في العالم وفي النهضة الأوربية خصوصا، كأهم أخطر كتاب في التاريخ حيث ظهر الكثير ليدافع عن هذا الكتاب بعد ما حاولت الكثير من السياسات والمدن استنكار الكتاب ومنعه، ومنها روما التي أضافته إلى الكتب الممنوعة وقامت بحرقه باعتباره شيطانيا.
ولد الأمير مكيافيلي في فلورنسا ـ إيطاليا من عام 1469م، أظهر الأمير الإيطالي ذكاء حاداً في شبابه واهتم بالأدباء والكتاب وأهل العلم، كما اتبع لفترة من الزمن المصلح والفيلسوف سافونا رولا المشهور بدعوة الشباب إلى التمسك بالفضيلة، اعتبر عهده عهداً عظيماً لمساهمته في النهضة الإيطالية، وقد أطلق عليه أهل "فلورنسا" اسم "لورنزو العظيم"، اختار الأمير مكيافيلي حياة العزلة بعد صراع وأزمات سياسية كثيرة، أخرج فيها كل ما احتفظ به داخل عقله فترة حكمه، مما أنتج عن العديد من الكتب العبقرية والرائعة ذات انطباعات خطيرة، نٌشر أهمها كتاب الأمير بصورته المعروفة بعد خمس سنوات من وفاته، ولامس أفكار العامة ليحدث ضجة سياسية وعاصفة قد أثرت على شعوب وأجيال، لما يحمله من أفكار تتحدث عن الاستبداد السياسي وأساليبه.
كان أشهر ما يعتقد ويؤمن به مكيافيلي هو أن في الأمور ينبغي أن يٌنظر إلى الغاية لا الوسيلة كما أن من الأفضل أن يخشاك الناس لا يحبوك، كما ينظٌر إلى أهمية فصل الأخلاق والدين عن الممارسات السياسية.
وقد عرف الدين بأنه "أداة ملكية" أي أنه وسيلة للعب بعقول الشعوب والاستيلاء على أفكارهم، وهي إحدى أخطر السياسات التي ماتزال سائدة بطرق غير مباشرة داخل غالبية المجتمعات ومنها المباشر.
تبقى أفكار مكيافيلي خالدة ذات طابع لا ينسى، أثرت على عقول الشباب حتى يومنا هذا، وبالرغم من أن الأمير قام بكتابة الكتاب من أجل لورينزو الثاني إلا أن الكتاب كان أفضل هدية قد يفكر حاكم بأن يخلفها لشعبه حتى لو عن طريق الخطأ. وهكذا ليتميز عن طريقه بما قدمه أثناء حياته وما خلفه بعد وفاته من تغيرات جسيمة في الأدب والسياسية والفكر الثوري.
لذلك من الأفضل تلقيح عقول الشباب بما تحتويه هذه الكتب فمن المؤسف أنه لايزال هناك الكثير من الفئات المُستنكرة للاستبداد خصوصاً بعد هذه الحقائق وغيرها، ليت ما كٌتب كان يكُتب بين الأواني والأطباق عساه من وسيلة لتغيير مجرى الأحداث السياسية ومستقبل ألف طفل يفقد يومياً، ليعيل التائه على حفظ طريق منزله دون أن يحتاج قائد يرسم له الطريق أو يغلقه بوجهه، ولربما العالم قد كان أكثر اتساعا، لأدركت عائشة جول ما هو الشيء الذي يصعب على الناس تقاسمه، ولأدرك الفقير ما هو أصعب من الافتقار للمال وهو افتقار القدرة على اتخاذ القرار و قلة الحيلة، أن يصبح المرء خالٍ من المشاعر وخال الوفاض يتسول حكم ورأفة لص، يملي عليك إرادتك وقدراتك ويتصدق عليك حقوقك بمنية، لو أن الرعية تقوى بالتخلي عن راعيها لكن في العالم سبع طوابق من الرفاهية كلها متساوية تصطف جنبٍ إلى جنب ليغير من معنى الطبقية ويقوى المواطن على لفظ المحرمات من الكلمات كـ "لماذا" و "لا" ...